"اللى يحب البلد يحترم قوانينها" كانت هذه العبارة التى حرص "أحمد سليمان الصادى" على التمسك بها، فخرج من قريته الصغيرة كفر إبراهيم بمحافظة الشرقية، حاملا أمتعته البسيطة مقررا أن يعتمد على نفسه ويحقق طموحه فى أن يكون له شخصية مستقلة، رغم عقبات الحياة التى وجهته والضغوط الأسرية التى مارست عليه لعدم سفره وهو فى سن صغير، لكنه قرر أن يتحدى كل الصعاب وسافر إلى الأردن.
وروى رجل الأعمال أحمد سليمان الصادى، قصة كفاحه لـ"اليوم السابع" التى انطلقت من دولة الأردن، سنة 1980، كعامل نظافة إلى صاحب أكبر سلسلة مطاعم بدولة النمسا.. ويقول "الصادى" إنه فور وصوله الأردن، وجد مشقة فى البحث عن فرصة عمل، وتمكن بمساعدة بعض أقاربه الذين يعملون فى مصنع طوب، فى السفر إلى بيروت، وبحثت بنفسى على فرصة عمل، إلى أن وجدت فرصة للعمل كعامل نظافة فى أحد الفنادق وكان من حسن حظى أن الفندق كائن بأفضل منطقة سياحية ببيروت، وقضيت سنة مدة العمل بالفندق، تعلمت فيها الكثير من المعاملة اللبنانية وكانت أرقى معاملة شوفتها فى حياتى وكان لها تأثير قوى فى حياتى، وتمكنت من كسب ثقة مدير الفندق وأصبحت رئيسا للعمال بالفندق، لدرجة أن مدير الفندق هددنى لو عملت فى أى فندق سوف يقتلنى، من كتر حبه لى.
ويضيف "الصادى" أتيحت لى فرصة للسفر إلى برلين الشرقية، وبدأت أتدرج من حياة الشاب الريفى إلى التطلع إلى أوروبا، وكان زميل لى من القرية شجعنى على فكرة السفر، وأثناء السفر رفض زميلى السفر معى، فقررت أن أخوض التجربة بنفسى، وسافرت وكان معايا جواز سفر طلبة وكان منتهى وسافرت من بيروت إلى برلين الشرقية، التى إستقبلتنى إستقبال قاسى جدا، وتم حجزى فى المطار بسبب إنتهاء جواز السفر، فضلا عن عدم إجادتى أى لغة سوء العربية، وإنتظرت فترة طويلة فى المطار وتم ترحيلى إلى برلين الغربية وتم وضعى إلى محطة تلاقى بين برلين الشرقية والغربية، وكانت البلد فى فترة حرب، وانتظرت أى شخص يتحدث عربى معى، إلى أن ساق القدر شاب فلسطينى فى طريقى ساعدنى، وأخذنى معه إلى برلين الغربية، وتعرفت على شاب ساعدنى فى العمل بمطعم إيطالى، وقولت لصاحب المطعم أنا بعرف أعمل بيتزا، كنت فاكر أنها زى الرقاق فى الفلاحين، وعندما دخلت المطبخ عجزت عن عمل أى شىء، فحاول صاحب المطعم طردى، فقولت له أنا بقالى 6 أشهر بدون شغل، وجربنى وأعجب بإرادتى وإصرارى على العمل، إلى أن تعلمت من صاحب المطعم من الألف إلى الياء، وأعجب صاحب المطعم ويدعى "بترو" بنشاطى وكفائتى فى العمل، وعملت معه 6 أشهر والفضل لله ثم له فى قصة كفاحى.
ويكمل "الصادى" سافرت إلى النمسا وعملت لمدة 6 سنوات عامل فى مطعم بيتزا، وعلمت فى المطعم أكثر من مائة شخص، 60 منهم الآن لديهم مطاعم كبرى بالنمسا، وإلى اليوم بعلم ناس، حتى أطلق البعض عليه صاحب مدرسة خاصة فى تصنيع البيتزا. وتابع "الصادي" أن أحلامه كانت تفوق الخيال، وأنه عمل كشك صغير عبارة عن 6 متر لتصنيع البيتزا فى مدينة ملاهى أوربية بالنمسا، وأن الجميع إنصدم من تجربته الصغيرة والبعض أستخف به، ولم يجد من يساعده من مصريين أو عرب، لكنه حرص على البداية على احترام آدامية المواطن النمساوى، حيث من يفتح مطعم بالنمسا لابد أن تراعى أدامية المواطن النمساوى بكل شىء، من خلال النظافة وعمل كشف صحى وكل أنواع التحاليل كل 6 أشهر على العمال، فضلا عن الدقة فى العمل، إلى أن أكرمه الله وأصبح عنده 13 مطعم لتصنيع البيتزا بالنمسا، ويحرص على تشغيل المصريين أولا، حيث 70 % من العماله عنده مصرية، كنوع من إنتماءه لبلده، فيما يعمل عنده جميع الجنسيات من نمساوى وتركى وشيشانى وباكستنى وسورى ويمنى يوغسولافى ومجرى.
وتابع "الصادى" أنه تم اختياره ضمن أفضل 50 شخصية ناجحة فى النمسا، ضمن كتاب من تأليف كاتب نمساوى، وتم تكريمه من وزير خارجية النمسا.
الصادي مع زوجته
الصادي مع ابناء الجالية المصرية بالنمسا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
همام في امستردام
هذه بالظبط قصة فيلم همام في امستردام !!!!!