تفاؤل حذر فى قطاع النفط الأمريكى

الأحد، 08 يناير 2017 12:10 م
تفاؤل حذر فى قطاع النفط الأمريكى عامل يقف بين عربتى قطار يحمل نفط فى أمريكا - رويترز
نيويورك (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدى قطاع النفط الأمريكى تفاؤلا حذرا بالنسبة للعام 2017 مع خروجه من سنتين من التراجع الناجم عن تدهور أسعار الخام.

 

ومع انطلاقة العام الجديد يتحدث بعض العاملين فى القطاع عن توجه نحو التعافى مع زيادة مستوى انتاج بعض مواقع الحفر القليلة الكلفة حتى وإن كان البعض لا يزال يشعر بالإحباط.

 

أدى الانحسار الذى كان بين الاسوأ منذ الحظر العربى على تصدير النفط إلى الغرب فى 1973 إلى افلاس شركات وصرف مئات الآلاف من العمال وأوقف اندفاعه فورة النفط الصخرى فى الولايات المتحدة.

 

وشعر منتجو النفط والغاز بالتفاؤل بعد انتخاب الجمهورى دونالد ترامب الذى عين فى فريقه حلفاء من قطاع النفط مثل سكوت بروت المشكك فى ظاهرة التغير المناخى على رأس هيئة حماية البيئة ورئيس مجلس إدارة اكسون موبيل ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية.

 

يقول رئيس الجمعية الدولية لمتعاقدى الحفر جيسون ماكفرلاند إن "شركات القطاع لا تزال حذرة بشان أموالها. لكننا نشهد بالطبع توظيف بعض الاستثمارات مع ارتفاع أسعار النفط".

 

 خفض انتاج أوبك محل تساؤل

والأهم من ذلك أن قرار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" فى 30 نوفمبر خفض الانتاج لتقليص الطفرة فى الأسواق والتى كانت تضغط على الأسعار أشاع الارتياح.

 

ويقول مدير بنك استثمارات الطاقة فى هيوستن "تيودور بكرنج هولت اند كو" ديفيد بورسل إنه بعد قرار أوبك "حدث تحول كبير. قبل 30 نوفمبر كان الأمر شبيها بمسيرة الموت من باتان" فى إشارة إلى مسيرة السجناء التى قضى خلالها الآلاف من أسرى الحرب الفيليبينيين والأمريكيين أبان الحرب العالمية الثانية وصنفها الحلفاء لاحقا جريمة حرب يابانية.

 

ويضيف "يشعر الناس بتفاؤل حذر وهذا بعيد تماما عما كنا عليه قبل ثمانية أسابيع خلت".

 

اغلقت أسعار النفط على 53.99 دولارا الجمعة بعد أن انخفضت قريبا من 25 دولارا للبرميل قبل سنة.

 

ويعزى تردد المنتجين جزئيا إلى التشكيك فى ما إذا كان أعضاء أوبك والدول خارج المنظمة مثل روسيا ستلتزم اتفاق خفض الانتاج.

 

وحتى بعد خفض الانتاج، يبقى السؤال حول ما سيحدث فى حال عدم تجديد الاتفاق بعد انقضاء مدته البالغة ستة اشهر.

 

وقالت الوكالة الدولية للطاقة فى تقريرها الشهر الماضى إن الاشارة التى ارسلتها اوبك مفادها ان "منتجى النفط عالى الكلفة يجب أن لا يعتبروا أن الطريق مفتوح امامهم لزيادة انتاجهم. ... منتجو النفط عالى الكلفة الذين يعتقدون أن خفض الانتاج يضمن على أقل تقدير عدم هبوط الاسعار ربما عليهم التفكير مرتين قبل المجازفة بتوظيف استثمارات جديدة".

 

عودة انتاج النفط الصخرى الأمريكى

ومن المسائل الاخرى التى لا يعرف كيف ستؤثر على السوق هى كيف سيتطور الاستهلاك الأمريكى فى عهد ترامب مع توقع تسارع النمو، وما إذا كان الطلب الهندى سيبقى مرتفعا وكيف سيؤثر الاقتصاد الصينى الذى يحقق نموا مستمرا على تعطشها للطاقة.

 

ويطرح الزيت الصخرى علامة استفهام أخرى إذ يتوقع أن تتعافى الرساميل المستثمرة فى الولايات المتحدة بسرعة أكبر منه فى بلدان اخرى تكون فيها دورات الاستثمارات النفطية أطول مدى.

 

أدى ارتفاع انتاج النفط الصخرى الأمريكى بفضل التطور الكبير فى تكنولوجيا الحفر والاستخراج إلى زيادة الانتاج إلى مستوى قياسى على مدى عقود فى 2015 إلى نحو 9.6 ملايين برميل يوميا، بزيادة 80% عن 2010.

 

لكن هذه الفورة شهدت توقفا مباغتا مع تدهور الاسعار فتراجع الانتاج الأمريكى إلى 8.6 ملايين برميل يوميا فى سبتمبر 2016، ليعود ويرتفع إلى 8.8 ملايين برميل يوميا مع ارتفاع أسعار النفط، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

 

ولا يعرف كم من الوقت سيتسغرق القطاع لكى يتعافى.

 

ويقول رئيس قسم سوق النفط فى الوكالة الدولية للطاقة نيل اتكنسون "ليس لدينا ما يكفى من الخبرة لمعرفة كم من الوقت تستغرق مثل هذه المشاريع لكى تتعافى لأننا لم نختبر ذلك حقا من قبل".

 

ويضيف بشأن التوقعات المتعلقة بزيادة الانتاج "السؤال هو باى سرعة يمكنه أن يتجاوب إذا اعتقد الناس أن الأسعار المرتفعة ستبقى كذلك. لا نعرف بعد".

 

وتبين المؤشرات الأولية زيادة كبيرة فى عدد أجهزة الحفر فى الحوض الاول فى وست تكساس مقارنة مع العام الماضى بحيث أصبح اليوم 267 منصة حفر بدلا من 209، وفق أرقام شركة النفط "بايكر هيوز".

 

وتشغل كل منصة حفر بشكل مباشر عشرين شخصا وعشرات أخرين فى خدمات ذات صلة بها، وفق ماكفرلاند.

 

لكن الأنشطة تبقى أقل من مستواها قبل سنة مضت فى منطقة ايجل فورد شيل التى تتقاطع كثيرا مع تكساس، وفى نورث داكوتا حيث يوجد حوض "باكن شيل". وكان كلاهما يشهدان نموا كبيرا قبل فترة الركود.

 

والحوض جاذب للاستثمارات نظرا لتدنى كلفة استخراج النفط وقربه من خطوط الانابيب وغيرها من البنى التحتية الرئيسية، وفق جيسى تومسون الاقتصادى لدى الاحتياطى الفدرالى فى دالاس.

 

ويقول تومسون ومقره هيوستن، "نسمع عن عمليات توظيف. نعرف أن هناك تغيرا فى التوجه المتعلق بالتوظيف فى القطاع، هناك ايضا فصل من العمل. بعض الشركات لا تزال تعانى من مصاعب. انها فترة انتقالية".

 

            










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة