حرائق مستمرة تلتهم المبانى الخشبية بمحافظة بورسعيد، والتى تدمر المبنى بالكامل دون حدوث إصابات بشرية أو وفيات، ما يثير الشكوك حول تدبير هذه الحرائق، وتزخر بورسعيد بالمبانى الخشبية التراثية التى تميزها عن غيرها من المدن، والتى تعد بمثابة قيمة كبيرة وتراث معمارى مميز فى ذاكرة المدينة الباسلة، وتم تشييد هذه المبانى على يد عدد كبير من الجاليات الأجنبية التى كانت تقيم ببورسعيد آنذاك، وبعد رحيل الاحتلال عن مصر تم إدراج هذه المبانى الخشبية التراثية لتكون معبرة عن الأحداث التى مرت بها لكن فى الفترة الأخيرة أصبحت الحرائق المفاجئة تهدد بزوال هذه المبانى الخشبية.
أحد الفنادق الخشبية فى بورسعيد
وتضم بورسعيد مئات من المبانى الخشبية فى مختلف أنحاء المحافظة، والتى وصلت إلى 1500 عقار خشبى، لكن لكثرة الحرائق وهدمها من قبل الأهالى، انحصر عددها إلى 500 مبنى تقريبا، وتتبع هذه المبانى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، المعنى بترميمها وتأمينها من التلف أو الهدم.
المبانى الخشبية فى بورسعيد مهددة بالاندثار
"فنار بورسعيد، ومقهى السعدية، وبيت الأمة، ومبنى البريد القديم، ومنازل الفرنسيين، ومبنى القبة" بعض النماذج للمبانى الخشبية التى تزين مدينة بورسعيد، وتم إدراجها كمبانى تراثية تابعة للتنسيق الحضارى فى وقت سابق، هذا بجانب قاعدة تمثال فرديناند دىلسبس، وعدد كبير من الكنائس والعديد من قصور الجاليات الإيطالية واليونانية والفرنسية بورسعيد وبور فؤاد والتى تحمل الطراز المعمارى الأصيل.
الاستشارى المعمارى الكبير الدكتور على رأفت
من جانبه قال الدكتور على أحمد رأفت، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، إن الحرائق المستمرة فى المبانى الخشبية هو نزيف متواصل، يهدد التراث المعمارى لمحافظة بورسعيد، لافتا إلى أن وضع منظومة كاملة لإطفاء الحرائق تحتاج إلى تكلفة باهظة، لكنها ستقلل من نشوب الحرائق، وتتمثل فى أجهزة إنذار حساسة تعطى إشارة بوجود حريق، وذلك من خلال بث اشارات بارتفاع درجة الحرارة والتنبيه قبل التهام المبنى.
وأضاف "رأفت"، فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، أن هناك وسائل أخرى للحماية تتضمن أجهزة ضغط الهواء والضباب لمنع الاكسجين من احتراقه داخل المبانى، والذى يتم استخدامه غالبا فى المتاحف والمعارض، مشيرا إلى أن هناك بعض الدهانات يطلق عليها "دهان مانع الحريق"، ويتم طلائها على الأسطح الخشبية لتقاوم من حدة الاشتعال.
أحد المبانى الخشبية ببورسعيد
وأكد الاستشارى المعمارى الكبير، أن هذه المبانى الخشبية تعود إلى أيام الفترة الخديوية مرورا بالحملة الفرنسية، والاحتلال البريطانى، وبالتالى لابد من حماية تراث بورسعيد من التدمير أو الهدم سواء كان من الإهمال أو بفعل فاعل.
وطالب الدكتور على رأفت، بسن قوانين تلزم المستأجرين وملاك هذه المبانى التراثية، بتركيب حنفيات الحريق، وخزانات مياه على الأسطح وتوصيلها بالخراطيم لاستخدامها فى حالات الطورائ وفرض غرامات على من يرفض تنفيذها، بالإضافة إلى استخدام المواد الكيماوية والفوم الذى يساهم فى إطفاء الحرائق بشكل فعال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة