"مش هنسيب سيناء حتى لو عشش جو جسمنا رصاصهم.. مش هنسيبها قبل ما نطهرها من الإرهاب.. صدورنا فداء لأهالينا"، كانت هذه الكلمات للنقيب عمرو مجدى ضابط الأمن المركزى بشمال سيناء، الذى أصيب بطلق ناري، بعدما قرر نقل مصاب بطلق نارى لسيارة الإسعاف، وتحرك أسفل رصاص الإرهابيين، وحمل المصاب بين يديه لنقله، إلا أنه أصيب بطلق ناري، وتحمل الألم حتى نقل المجند المصاب لسيارة الإسعاف.
التقى "اليوم السابع" بالضابط المصاب عمر مجدى، الذى سرد قصص عشقه لرمال أرض الفيروز، وتصديه لرصاص الإرهاب صوناً للوطن وحماية مقدراته، وقال: "كنت أعمل فى العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، ومدرك من الوهلة الأولى التى التحقت بها بكلية الشرطة أننا جميعاً مشروع شهيد، وهدفنا الأول حماية أمن وطننا".
وتابع "مجدى"، الذى يُعالج بمستشفى الشرطة فى العجوزة، بإشراف اللواء أيمن جاد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الخدمات الطبية: "تم نقلى للأمن المركزى بشمال سيناء "دائرى 2"، ومن آن وطأت قدمى العريش، وأعلم أننا نخوض حرب وجود ضد الإرهاب، فلا أُبالى بأصوات الرصاص، ولا أخشى الموت، وكلم الشهادة يراودنى، وفى سبيل ذلك أخفيت على والدتى عملى فى سيناء، حتى لا ينتابها القلق، وحتى لا يخاصم النوم جفون أعينها خوفاً على فلذة الكبد.
وأردف الضابط: "تعرض الكمين الذى أعمل به فى العريش لإطلاق رصاص من قبل مجهولين، وعرفت أن المجند الموجود بـ"برج المراقبة" قد أصيب بطلق ناري، وكان من الصعوبة أن يصعد إليه أحد لنقله، حيث أن البرج مستهدف وإطلاق الرصاص عليه كان كثيفاً، ومع ألم المجند ونزيف دمائه، لم أتردد لحظة فى الصعود للبرج حتى أنقذ هذه النفس التى أرادوا أن يقتلوها، لأنه من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، ووسط أصوات الرصاص لم أتردد فى مقابلة الموت، نظرت إلى السماء ونطقت الشهادة، وودعت الدنيا وتحركت نحو المجند، وحملته بين يدى، فأصابونى بطلق قناصة فى كتفى، ومع شدة الألم تحملت حتى تم نقل المجند لسيارة الإسعاف، ولا أعلم كيف عشنا نحو ساعة كاملة تحت رصاص القناصة".
وأضاف "مجدى": "أستغرب كثيراً عندما أجد البعض يقول أنه يكره الشرطة، فلماذا يكرهنا من يجلس فى بيته آمن والرصاص يسكن جسدنا، وأقول لمن يكرهنا، قل ما تشاء فنحن نحبك ونحميك ونصون أرضك وعرضك ومهمتنا أمنك وسلامتك، وسنظل العيون الساهرة من أجل الوطن".
وأكد الضابط، أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، زاره وقدم له دعماً معنوياً، ووجه بحسن رعايته وتقديم كافة الدعم.