فتح اقتراح شهيندخت مولاوردى، مساعدة الرئيس الإيرانى لشئون المرأة، بتعقير النساء المشردات، أى جعل النساء المتضررات اجتماعيا عاقرات غير قادرين على الإنجاب، باب الجدل داخل المجتمع الإيرانى، وذلك بعد انتشار ظاهرة الإدمان بين السيدات المشردات، واتخاذهن المقابر مأوى لهن تحميهم من برد الشتاء.

سيدة متشردة
وقالت مولاوردى إن حكومة حسن روحانى لم تقدم برنامجها بشأن هذا الاقتراح، مشيرة إلى أنه ينبغى أن يتم إطلاق وبحث هذا المشروع من قبل وزارة الصحة، وأكدت على دراسة هذا الاقتراح بشكل تخصصى، على أن يتم برضى من النساء أنفسهن.

مولاوردى
من جانبها أكدت نائبة مدينة قزوين، سيدة حميدة زرأبادى، فى مقابلة لوكالة إيلنا الإيرانية، على ضرورة أخذ القضايا الشرعية عين الاعتبار عند طرح هذا الاقتراح، مشددة على مساعدة هذه الطبقة الفقيرة، مؤكدة لإخضاع هذا المقترح لبحث المراجع الدينية والفقهاء والعلماء.
فيما أكد مساعد حاكم محافظة طهران سياوش شهريور فى مقابلة لوكالة إيلنا نشرها موقع تابناك على ضرورة "إقناع" النساء المشردات و"العاهرات" والمدمنات بالخضوع لعمليات التعقير تفاديا لمشكلات اجتماعية.. مشيرا إلى أن و20 % منهن مصابات بالإيدز، لكن بعد ساعات من نشر الوكالة للمقابلة تم سحبها وقال الموقع إن بعض المواقع الإخبارية عكست تصريحات المسئول الإيرانى بشكل مختلف.
وكشفت الصور التى نشرها رواد على شبكات التواصل الاجتماعى الأسبوع الماضى وتقارير صحفية لصحف مستقلة وإصلاحية، عن الفجوة الطبقية بين الأثرياء والفقراء، إذا ما تم مقارنة تلك الصور البائسة لفقراء ومدمنين يعيشون فى قبور بصور أخرى ينشرها أغنياء إيران على حساباتهم على إنستجرام، التى تظهر الوجه الآخر للقصور والسيارات الفاخرة التى يقطنها الأغنياء خاصة الذين يعيشون بالأحياء المترفة شمال طهران.

وأثارت تلك الصور سخطا فى المجتمع الإيرانى بين فنانيين وسياسيين وصحفيين، لنحو 50 فقيرا ومدمنا ينامون فى قبور داخل مقبرة شهريار غرب طهران، بعد تقرير نشرته صحيفة شهروند الإيرانية ممن اتخذوا القبور مسكن لهم يحميهم من الشتاء البارد.
وأعرب المخرج المعروف أصغر فرهدى فى رسالة إلى الرئيس حسن روحانى عن شعوره بـ"الخزى" بعدما انتشرت صور القبور بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعى، كما أعرب عدد من الرياضيين والفنانين عن غضبهم حيال الأمر.
وكان الرئيس الإيرانى حسن روحانى، قد عبر عن أسفه حول هذه الظاهرة، وذلك فى معرض تعليقه على رسالة المخرج الإيرانى فرهادى، الذى خاطب روحانى برسالة مفتوحة قائلا: "هل تقبل يا سيادة الرئيس أن تعيش عائلتك أو أحد أقاربك فى القبور أو ينامون فى علب الكرتون بالشوارع العامة للعاصمة طهران وباقى المدن؟".