سادت حالة من الغضب داخل كليات جامعة طنطا بعد انتشار ظاهرة "الخاطبة" وإنشاء صفحات على موقع الفيس بوك بأسماء الكليات وشهدت إقبالا كبيرا من الطلاب واستغلها الشباب والفتيات فى التعبير عن الحب.
حيث أنشأ الطلاب بكليات الآداب والتربية الرياضية والهندسة والصيدلة صفحات تحمل اسم "خاطبة" يليها اسم الكلية، وزاد التفاعل على هذه الصفحات بشكل كبير منذ إنشائها يوم 1 يناير الجارى وسط غياب الرقابة والمتابعة بالكليات لردع تلك الكارثة التى استشرت بصورة كبيرة وتسببت فى إلحاق الأذى لعدد كبير من الفتيات والنيل من سمعتهن بشكل مهين.
من جانبه قال الدكتور محمد عثمان الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الأداب أنه تم إنشاء صفحة خاطبة آداب طنطا فى 31 ديسمبر 2016 وهو ولا يستدل على من قام بإنشائها، لافتا أنه تم إنشاء صفحات أخرى باسم كليات تربية رياضية وصيدلة وهندسة وعلوم.
وأكد أن القائمين على هذه الصفحات هم أشخاص انتفت عنهم الأخلاق والمبادئ، مشيرا هذ الأمر الهدف منه إظهار الجامعة فى صورة سيئة ولا استبعد أن هناك أيادى خفية وراء ذلك للنيل من سمعة الجامعة خاصة فى ظل استقرار الأوضاع وما تم إنجازه فى الفترة الماضية ووصول الجامعة للمركز الرابع بين الجامعات المصرية وفقا لتصنيف ويب ماتركس، وأضاف لم يكن معلوم لدى أعضاء هيئة التدريس بوجود مثل هذه الصفحات، وبعض الطلاب اشتكوا من هذه الصفحات لما يقوم القائمين عليها بنشر البذاءات. وطالب باتخاذ موقف حاسم حيال هؤلاء الطالب ليكونوا عبره لغيرهم.
وبدورها تقول الدكتورة رانيا الكيلانى أستاذ علم الاجتماع بكلية الأدب جامعة طنطا أن الشباب يلجأون إلى العالم الاقتراضى، حيث لا يتحقق لهم فى الواقعة متطلبات أصبحت أساسية بالنسبة لفترة البشباب والمراهقة ولا تستطيع المؤسسات الاجتماعية سواء الأسرة والمؤسسة التعليمية والرياضية والدينية المسئولة عن التنشئة أن تحقق لهم متطلباتهم أو متطلبات الشباب.
وأضاف أنه في ظل غياب الرقابة من هذه المؤسسات على الشباب سيستخدم هؤلاء الشباب مواقع التواصل اجتماعي بطريقة سلبية مما يؤدى إلى اختلال منظومة القيم داخل المجتمع المصرى واستحداث قيم جديدة مختلفة عن عادات وسلوكيات الآباء والأمهات ما يؤدى إلى وجود حالة من الصراع بين الأجيال المتعاقبة بسبب ما يراه هؤلاء الأباء والأمهات غريب عن مجتمعنا الأصيل فى حين يراه الشباب جزء من العولمة الثقافية التى أصبحت تسيطر على عقولهم ، نظرا لعدم اهتمام الجهات المعنية برعاية الشباب بشغل أوقات فراغهم بصورة إيجابية تعود بالنفع على هؤلاء الشباب والمجتمع الذى ينتمون إليه مما يؤدى إلى العديد من الصراعات الفكرية بين هلؤلاء الأفراض واختلال المعايير التى تحكم المجتمع والاختلاف فى شكل العلاقات الاجتماعية لدى الشباب بصفة عامة والجامعى بصفة خاصة وأصبحت العلاقات بين الشباب غير ثابتة.
وأوصت"الكيلانى" بالتصدى لمثل هذه الظاهرة فى المجتمع من خلال بعض الآليات التى يجب أن تتخذها الجهات المسئولة والمعنية القائمة على رعاية الشباب أو التنشئة الاجتماعية للشباب، وإطلاق حملات توعية للشباب، وعمل دورات تدريبية وورش عمل مكثفة تعريفية لتدريب الطلاب على استخدام الإنترنت وانتقاء المعلومات واختيار المناسب منها، وإصدار نشرة إعلامية إرشادية من قبل الجهة المختصة داخل الجامعة توزع داخل المختبرات التى تتوافر بها شبكة الإنترنت توضح طريقة استخدام الإنترنت بشكل أمثل وتحديد ساعات الاستخدام، وتوعية الطلاب الجامعيين بأهمية الإنترنت فى الحصول على المعلومات العلمية المتنوعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة