أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

مصر فى مواجهة تجار الدماء بليبيا

الثلاثاء، 03 يناير 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

   لقاءات القاهرة بين الأشقاء الليبيين ستبقى علامة فارقة فى تحديد مستقبل هذا القطر العربى

 
السبت الماضى، واصل الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبى فى مصر وأعضاء اللجنة فى القاهرة لقاءاتهم مع الفرقاء الليبيين، وكانت هذه المرة مع عدد من أعضاء مجلس النواب الليبى، وذلك لإيجاد آليات تساهم فى التسوية السياسية ضمن إطار الاتفاق السياسى.
 
هذا اللقاء جاء ضمن سلسلة لقاءات تهدف إلى استكمال الجهود الرامية لمعالجة نقاط الخلاف، التى تسببت فى حدوث الانسداد السياسى فى ليبيا، وإشراك جميع الأطراف ذات العلاقة بهذه الأزمة وعلى رأسها أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الدولة الليبى، وذلك لتحقيق تسويات تمكن من وضع الاتفاق السياسى موضوع التنفيذ بما يحقق رفع المعاناة عن المواطن الليبى، ويساهم فى حل الأزمة السياسية فى ليبيا.
 
وكما قلت قبل ذلك فإن ما يميز التحركات المصرية تجاه الملف الليبى، أنها تعتمد على منهج ومبدأ التوافق بين الأشقاء الليبيين، ولَم تفعل كما فعلت دول أخرى للأسف عربية زرعت الشك والكره والضغينة بين الليبيين، وجعلت ليبيا أرضًا للدمار والإرهاب والسبب فى ذلك واضح وهو السيطرة على منابع البترول فى المنطقة.
 
تخيلوا معى تصريح الرئيس السورى بشار الأسد، قبل أيّام أن سبب الهجمة الدولية والإقليمية ضده منذ 2011، وحتى الآن أنه رفض طلبًا قطريًا بمرور خط للغاز القطرى عبر الأراضى السورية فكان جزاؤه من قطر والدول التى دخلت معها على نفس الخط أنهم مولوا المعارضة السورية بالمال والسلاح، للإطاحة بالأسد ونظامه، والإتيان بنظام جديد يطيع الأوامر القطرية، وهذه خطة ولعبة يعلمها الجميع لكن للأسف الكل يصم آذانه لأن ثمن الإطاحة بالأسد أكبر مما نتخيل جميعا، فأمامنا دول ومنظمات إقليمية ودولية وشخصيات اشترتها قطر بأموالها حتى يوافقوا على خططها التدميرية التى لم تقتصر على سوريا فقط، وإنما امتدت لليبيا المليئة بالثروات النفطية التى حاولت قطر أن تضع يدها عليها من خلال نظام حكم إخوانى يدين لها بالولاء، فسعت لدى الجامعة العربية ومسؤوليها وقتها لتمرير قرار يسمح بالتدخل الدولى فى ليبيا للإطاحة بنظام معمر القذافى.. نعم الجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى وقتها هم من سهلوا تدمير ليبيا وتمزيقها وتمرير المخططات القطرية.
 
اليوم يواصل الجميع رقصاتهم على أجساد الليبيين والسوريين دون رحمة أو شفقة، لأن الهدف هو الحصول على خيرات البلدين كما فعلوا فى العراق، لكن بفضل الله بقيت مصر قوية مدافعة عن الحقوق العربية  فى وجه كل من يريد تدمير الأمة العربية، ومن هنا جاءت التحركات المصرية تجاه الملف الليبى، ففى أقل من أسبوعين، شهدت القاهرة لقاءات مكثفة بين شخصيات ليبية تمثل كل الأطياف والتوجهات السياسية والاجتماعية الليبية، شهدت صدور 3 بيانات، تمثل خارطة طريق يسير عليها الليبيون، شهدت الاتفاق على ثوابت واضحة أهمها الحفاظ على كل ما يتعلق بوحدة التراب الليبى ووحدة جيشها، وإن ليبيا دولة مستقلة لا تقبل التقسيم ويجب الحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية واحترام سيادة القانون ورفض كل أشكال التهميش وإعلاء المصالحة الليبية وتعظيم حالة التوافق.
 
ستبقى لقاءات القاهرة بين الأشقاء الليبيين علامة فارقة فى تحديد مستقبل ليبيا، خاصة أنها كما قلت تضع خارطة طريق خاصة ما جاء فى «بيان لقاء القاهرة 13 ديسمبر»، والذى شهد اتفاق الليبيين على الثوابت الوطنية المتمثلة فى وحدة التراب الليبى وحرمة الدم، وأن ليبيا دولة واحدة لا تقبل التقسيم، ووحدة الجيش الليبى، إلى جانب شرطة وطنية لحماية الوطن والاضطلاع الحصرى بمسؤولية الحفاظ على الأمن وسيادة الدولة، ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية ووحدتها واحترام سيادة القانون، وضمان الفصل بين السلطات وضمان تحقيق العدالة، وترسيخ مبدأ التوافق وقبول الآخر ورفض كل أشكال التهميش والإقصاء، رفض وإدانة التدخل الأجنبى وأن يكون الحل بتوافق ليبى، تعزيز وإعلاء المصالحة الوطنية الشاملة، المحافظة على مدنية الدولة والمسار الديمقراطى والتداول السلمى للسلطة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة