كريم عبد السلام

حديث المصارحة والتفاؤل من أسوان

الأحد، 29 يناير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من العبارات شديدة الدلالة التى لا تنسى للرئيس السيسى، ما قاله لأحد الشباب فى مؤتمر أسوان: «التحدى اللى قدامكو يا مصريين، إنكو تعرفوا حجم المشكلات اللى بتواجهكو، لأنكم ساعتها هتشمروا وهتشتغلوا وهتتجاوزا المشكلات دى».
 
هذا الوعى المفتقد لسنوات لدى كثير من المصريين أورثهم نوعا من التواكل وعدم تحمل المسؤولية، وهو عرض من أعراض احتكار السلطة وعدم تقدير الرأى العام والقدرات النوعية لعموم المصريين من قبل الحكومات والإدارات المتعاقبة، وكذا عدم الوعى من المسؤولين بضرورة إشراك المواطنين فى الحكم وتحمل المسؤوليات على كل المستويات، والنتيجة التى نعانى منها الآن أن المواطن يطالب الحكومة بحل كل مشاكله ويحملها نتائج أى تقصير يعانى منه حتى لو كان نتيجة مباشرة لأخطائه.
 
الآن، نحن أمام وعى جديد يتشكل، يقوم على إشراك المواطنين فى هموم الوطن ومشكلاته وكذا فى جنى ثماره، كما يقوم على توزيع عادل للتنمية بين الحضر والريف، وبين العاصمة والأطراف، وبين الشمال والجنوب مقابل مركزية عقيمة أدت على مدى سنوات لإهمال مناطق عزيزة من بلدنا من سيناء إلى الصعيد والواحات، ومع الإهمال انتشرت البطالة والتطرف وأشكال الخروج عن القانون، والأخطر ضعف الروابط بين المركز وبين الأطراف فيما يشبه الانفصال الإدارى، فرأينا أكبر انفلات عشوائى التهم ثمار التنمية وحمل الدولة أعباء متزايدة.
 
والآن أيضا، نستطيع أن نرى بوضوح سعى الرئيس وأجهزة الدولة لتحقيق العدالة فى التنمية وخلق فرص التعليم والعمل والنمو الرشيد فى جميع مناطق وربوع الدولة، بدءا من أسوان وشلاتين وانتهاء بالسلوم وسيناء، ليس فقط لإعلاء مبدأ المساواة بين المواطنين فى التنمية، ولكن لمواجهة السياسات الكارثية المغلوطة التى استمرت لعقود وقصرت الاهتمام على منطقة صغيرة من العاصمة ومحيطها، مما أدى إلى تركز عدد كبير من السكان فيها واستمرار عمليات الهجرة الداخلية باتجاهها، بينما كان من الممكن تحقيق التنمية المستدامة فى مناطق عديدة من الشمال والغرب والجنوب بما يدعم الاقتصاد الوطنى ويضمن مستقبلا أفضل لأجيال مقبلة.
 
وما كان لهذا النهج الرشيد فى استعراض المشكلات ومواجهة التحديات أن يتحقق إلا بعد عملية توعية مكثفة ومستمرة من الرئيس ومساعديه لعموم المصريين بطبيعة التحديات والمشكلات التى تواجهنا، وعرضها عرضا أمينا على الناس وبذل كل الجهد فى سبيل حلها وتجاوزها بمشاركة كل المصريين، فالعبارة الحاكمة لسياسة الرئيس والتى صنعت الفارق خلال السنوات الثلاث الماضية هى «أنا مش هقدر أعمل حاجة لوحدى، لكن هنقدر مع بعض يا مصريين نتجاوز كل المصاعب».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة