أكرم القصاص

«مشتاق أبوالعريف التخصصى»

الأحد، 29 يناير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تأتى سيرة التعديل الوزارى إلا ونجد أنفسنا أمام حالة من التكهنات والتوقعات. وكما أشرنا فقد كانت هناك ظاهرة عبده مشتاق، وعشرات من الخبراء والمستعرضين والأكاديميين، وكل منهم يسوق نفسه على أنه أفضل من يتولى الوزارة. مشتاقون كانوا يطمحون فى رئاسة الوزارة، أو يكتفون بوزارة يفبركون عن أنفسهم أخبارًا أن «فلان الفلانى خبير فى إصلاح التعليم أو ترقيع الصحة، أو رصف الطرق».
 
وعندما اخترع الكاتب الراحل أحمد رجب شخصية عبده مشتاق، كان يشير إلى شخصيات تظهر بالفعل، كان هناك الدكتور نبيل الشهير بحامل الدكتوراهات فى الاقتصاد والسياسة والتقريب بين الأديان والمذاهب. واعتاد أن يضع لافتات فى الميادين مع كل انتخابات يؤيد فيها الحزب الوطنى ورئيسه وأصدقاءه، وظل يفعلها حتى تم تعيينه بالفعل فى مجلس الشورى. وصار يومها مثالًا على المشتاق الذى طال.
 
تواصلت بعد 25 يناير ظاهرة عبده مشتاق، لكنها كانت مصحوبة بـ«أبو العريف»، الخبير الفاهم فى كل شىء، من الاقتصاد للسياسة الخارجية والداخلية والتموين وخلافه. ونجح بعضهم فى التسلل إلى حكومات مابعد الثورة. لكن انتهت الظاهرة، خاصة وأن منصب الوزير لم يعد يحتفظ بهيبته.
 
تقلصت ظاهرة عبده مشتاق، لكنها امتزجت بأبو العريف، وهم خبراء ومحللون ظهروا فى غيبة من الزمن، وانتشروا وتوغلوا، ونراهم يتحدثون فى التليفزيونات أو يدبجون مقالات تأييد أو معارضة أو بوستات يعلقون فيها على كل حدث وكل شىء من العقارات إلى المبانى ومن الاقتصاد إلى النووى والطيران والزلازل. والطب والأعشاب. وأنتجت فترة ما بعد الثورة ظاهرة الإعلامى الذى أصبح سياسيًا، والسياسى الذى أصبح إعلاميًا، والناشط الذى أصبح خبيرًا فى إصلاح الأنظمة السياسية و«إعادة بناء الأطر المعرفية». ومعالج روحانى أصبح معلقًا سياسيًا، ومعلق رياضى صار خبيرًا سياسيًا اكتواريًا. والنتيجة أنه اختلط الحابل بالنابل والطالع بالنازل. وأبو قرش على أبو قرشين. وكل النتيجة حالة كلام.
بالطبع من حق كل واحد أن يعبر عن رأيه، فى زمن الانفجار المعلوماتى، مع بعض التواضع والتحليل على أنباء صحيحة، بدلًا من تحليل الوهم وتفصيص الفراغ. البعض يبنى تحليلاته الاستعماقية على شائعة، أو يقيم الدنيا على استنتاج غير منطقى. وهؤلاء هم من كان يطلق عليهم الأستاذ أحمد بهاء الدين «الجهل النشيط».
 
اختفى عبده مشتاق وحل مكانه أبو العريف التخصصى، وهو مشتاق يناسب عصر المعلومات والانفجار «الفيساوى المعنوى الاكتوارى التخصصى». يحل أى أزمة ويفتى فى كل قضية وهو جالس فى مكانه حول «الفراغ».






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

..

لماذا نلوم أبو عريف التخصصي ولا نلوم هذا الكم من الفساد الواضح أمام أعينا وسبب كل الكوارث التي تلاحقنا..إلا تندهش

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الاخلاق

الملايين لن تمحو الأخلاق يا شيرين والغرور بداية السقوط

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة