سعيد الشحات يكتب ..ذات يوم 26يناير 1930.. هبوط محمد صدقى أول طيار مصرى بطائرته فى الإسكندرية وحمله على الأعناق

الخميس، 26 يناير 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب ..ذات يوم 26يناير 1930.. هبوط محمد صدقى أول طيار مصرى بطائرته فى الإسكندرية وحمله على الأعناق محمد صدقى أول طيار مصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرر الشاب المصرى محمد صدقى أن يقود طائرة صغيرة من برلين عاصمة ألمانيا إلى القاهرة عاصمة مصر، فاستقبل المصريون الخبر بحماس بالغ، باعتبار أن صاحبه سيكون أول طيار مصرى، ووصل الحماس درجة تشكيل اللجان لمتابعة الحدث وجمع التبرعات للاحتفاء بالبطل، ويرصد الكاتب الروائى يحيى حقى هذا الحدث فى كتابه «صفحات من تاريخ مصر» الصادر عن «الهيئة العامة للكتاب- القاهرة»، مشيرا إلى أن قرار «صدقى» بقيادة الطائرة الصغيرة من برلين إلى القاهرة كان فى شهر ديسمبر 1929، وأنه «إذا كانت المسافة هى فركة كعب الآن، فإنها كانت مهولة فى ذلك الوقت».
 
فور إعلان الخبر، وكما يقول «حقى»: «تألف فى نادى التجارة العليا «لجنة استقبال الطيار المصرى»، ووجه سكرتيرها عبدالحليم محمود نداء فى الصحف يوم 11 ديسمبر 1929، جاء فيه: «اليوم تفخر مصر بقادم عزيز من أبنائها يجوب متن الهواء قاصدا إلى كنانتها، أجل إنه الطيار محمد أفندى صدقى الذى تسجل مصر ذكره الخالد فى سجل فخارها وتسطر مجده فى أعلى منارها لأنه أول طيار مصرى يقوم بهذه الرحلة التى تعلى سمعة مصر بأسرها وترفع رأس الشرق بأكمله، وإذا كان لأمريكا أن تستقبل «لندنبرج» الطيار الأمريكى بتلك الحفاوة التى اشتركت فيها الخلائق زرافات ووحدانا مما لم يتسع لوصفه البيان، فإن مصر العريقة فى مجدها لهى أجدر بأن تعرف المجد لبانيه وتحفظ الفضل لذويه، إن العالم بأسره يرتقب من بعيد ومن قريب ما يظهره المصريون نحو المصرى الذى رفع فى سمع التاريخ لواءهم وأعلى فى ذرا العظمة بناءهم».
 
دبت الحركة بعد هذا النداء ومن مظاهرها كما يذكر «حقى»: «كتب قسم الطيران بوزارة المواصلات إلى مصلحة التلغرافات طالبا منها مخابرة البواخر التى تسير فى البحر المتوسط لمساعدة الطيار عند الحاجة ومراقبة طائرته، وكتبت إلى مصلحة الحدود ومصلحة الجمارك لتسهيل السبيل له، واقترحت بعض الصحف الاتصال بوزارة الخارجية لتكليف وزرائنا المفوضين وقناصلنا فى الخارج بالسعى لدى الحكومات لتقديم المساعدات والتسهيلات إلى الطيار المصرى، وتألفت لجنة من طلاب المدارس والأزهر الشريف لإقامة حفل تكريم للطيار، وتألفت لجنة فى الإسكندرية وجهت الدعوة إلى قضاة المحاكم الأهلية والمختلطة والشرعية ووكلاء النيابة، والأطباء والمهندسين والموظفين الملكيين من الدرجة الرابعة فما فوق ورجال الصحافة للمساهمة فى الترحيب بالطيار المصرى».
 
فى يوم 14 ديسمبر بدأ «صدقى» رحلته بالطائرة، وأعلنت الصحف بدء الاكتتاب فى حفلات التكريم ووعدت بنشر أسماء المشتركين، ونشرت الصحف يوم 18 ديسمبر أسماء المتبرعين، ومنذ انطلاقه تابعت الصحف المصرية الرحلة وسوء الأحوال الجوية التى قابلتها، مما اضطر «صدقى» إلى تأجيل طيرانه من مدينة أوروبية إلى أخرى، وبالتالى تأجيل وصوله إلى مصر، وكان من المنتظر أن يتم يوم الخميس 19 ديسمبر 1929، وكان مقررا بعد وصوله أن يمكث فى القاهرة أسبوعا ثم يغادرها إلى الإسكندرية، ومنها إلى بنى غازى وتونس والجزائر وبرشلونة ومرسيليا وليون وباريس وروتردام وبرلين.
 
ظلت الصحف المصرية مشغولة يوميا بأخبار «صدقى» ورحلته حتى ذكرت صحيفة «كوكب الشرق» يوم 25 يناير أن الطيار صدقى سيصل إلى مطار هليوبوليس فى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 26 يناير «مثل هذا اليوم» 1930، وظهرت الصحيفة يوم 26 يناير وعلى صفحتها الأولى «مانشيت» كبير يعلن: «وصول أول طيار مصرى لأرض مصر- الشعب السكندرى وبهجته، الوزراء يستقبلون اليوم الطيار فى مطار هليوبوليس»، ووفقا للصحيفة فإن صدقى هبط فى الإسكندرية ولم يهبط فى «هليوبوليس».
 
فى يوم 27 يناير نشرت الصحف خبر وصول «صدقى» وكيف حمله الناس على الأكتاف وفى أعينهم دموع الفرح، ونظم شعراء قصائد تحية له، فكتب خليل مطران قصيدة مطلعها: «عائدا برعاية الرحمن/النيل راض عنك والهرمان»، وكتب أمير الشعراء أحمد شوقى: «أعقاب فى عنان الجو لاح /أم سحاب فر من هوج الرياح».
 
ويفسر يحيى حقى كل هذا الحماس فى استقبال أول طيار مصرى بأنه «لهفة متقدة فى قلوب أهل الشرق على إبطال استعلاء الغرب عليهم».
 
سعيد الشحات

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة