تحذيرات من دعم خارجى وإرهاب وسقوط عدد من الشهداء وضعف الجنيه أمام الدولار.. مازلنا فى حالة القلق والانتظار، وترقب حتى فى ذكرى الثورة التى تحدد فيها الأهداف لإسقاط الدولة وليس لإنقاذ هذه الدول، ومن جهة أخرى هناك تواصل مع العالم، وقرارات واضحة وخطى واثقة تستمر بها مصر فى الاشتباك والتحدى.
ولكن على الجانب الآخر نجد دونالد ترمب يهدد ليبنى الجدران مع جيرانه على الحدود، ويسعى ليطرد عشرة ملايين من المقيمين غير الشرعيين، وسيمنع دعمه وحمايته لعدد من الدول الأوروبية.. وشد وجذب بينه وبين دول شرقى آسيا، وربما يعود إلى عدد من حلفائه القدامى أو وربما أيضا قد يقايض البعض منهم بحسب مصالحه وأهدافه، وفى كل الأحوال، ما علينا سوى الاجتهاد والصبر وألا ننسى.. ونقارن.. ونتذكر أفعال السابق باراك أوباما مما يخفف من تصرفات هذا الرئيس الجديد ترامب؟!
فعلى الأقل ترامب البولدوزر الذى حضر ليلغى مخطط أوباما وتداعياته من نوعية هيلارى واتباعها لأن الدوائر الأمريكية الفعلية المحركة للتوجه، والقرارات، مازالت تحمل أوراقا منها للتبديل أو التغيير للتوجهات والخطط.. إذا ما نشهده من التنسيق الإضافى مع اليمين فى إسرائيل، وربما تفرض مهادنة مع إيران، وانفتاحا قد يأتى مع من نتجنبهم فى سوريا، وترك اليد الباطشة للتمدد الروسى، وبالتالى التسلل الإيرانى، والمخطط الإسرائيلى.. يستمران على العرب.. عجبى فليس هناك بجديد.. فقد ظهر أصلا أنواع العجب والغضب فى عهد أوباما وبوش..انتشر الإرهاب فى أنحاء العالم، وضرب العواصم لعدد من أهم المدن الأوروبية، حصاد ونتيجة لسياسة التغيب، والإهمال والتأخر والتردد فى الحسم والحزم سياسة تبنتها الإدارة الأمريكية السابقة. ودبّت الفوضى فى أكثر من سبع دول عربية من حولنا، وكان الفشل فى إدارة الأزمة مستمر. وانتشرت «داعش» الإرهابية وقتل السفير الأمريكى، فى ليبيا وتم بعدها إزاحة أمير قطر ورئيس وزراء وجاء تميم وأعوانه، صدفة ربما أورد فعل؟!
وفى مصر نجد الوجه الآخر.. فقد دفعت سياسة أوباما للفوضى ووقف الشعب ومؤسسات الدولة لتبنى وتتحدى المخطط حتى اليوم.. وفى اليمن العربى خطفت من مليشيات تابعة لإيران باسم الديمقراطية، وترك المتمردين والإرهابيين والعملاء بقوة السلاح يستولون على السلطة؟! وفى البحرين تصعيد الفتن وتأييد المعارضة وفرض أمر واقع من الارتباك والقلق داخل المشهد.. وفى العراق ترك هذا البلد الاستراتيجى أيضا فريسة للإيرانيين وتنظيم داعش الإرهابى ثمنا لخروج جيش أمريكى بأقل خسائر.. أما سوريا فإنها تسمى عواقب أوباما وكارثة أمريكا، وتاريخ يسجل خذلان أكبر دولة تحمل شعار العدل وحرية الإنسان، وكان لتردده ثمن دماء كبير، فوعوده المضللة ثبت كذبها، فساعد على تصعيد الدمار فتركت سوريا للمساومة مع إيران من أجل تحقيق اتفاقه النووى. وتبين مع الأيام أن أوباما منح إيران أكثر من رفع العقوبات، وإنهاء سياسة الاحتواء، حيث رفع الجزء المالى بدفعات متعددة ومؤثرة، وترك دورها التخريبى المقسم فى المنطقة.
الحقيقة أن فترة أوباما هى عنوان لانتشار الفوضى فى المنطقة، وتضاعف عدد المليشيات الإرهابية وتنوع عملياتها ونشاطها توسع حول العالم. لم يكن أحد يريد منه تدخلا عسكريًا أمريكيًا، فمنذ فشل التدخل العسكرى فى العراق فى عهد جورج بوش، وصورة أمريكا فى انحدار.. ربما أخطأ عندما تأخر فى تحديد موقف من الأزمة السورية حتى لا يُغضب الجانب إيران، وأخطأ فى الاستهانة بالجماعات الإرهابية حتى ملأت العالم رعبًا. بعد هذا الفشل الرهيب فى ثمانى سنوات من رئاسة أوباما فلا أعتقد أن أحدًا سيقلق من أى سياسة للرئيس الأمريكى الجديد، لأنها لا يمكن أن تكون بصراحة الأسوأ، فهناك حفرة من نار يقع فيها كل من يحاول التحرك بعيدا فلا أحد فى هذه المنطقة يتوقع من الرئيس ترامب أن يحقق إنجازات سياسية أو عسكرية كبيرة، أو تحديات عظيمة إنجازًا يسجل له مهمًا لو قررت إدارته فقط وقف كل سياسة أوباما التى شجعت إيران على التدخل فى الدول العربية، أو جمع أطراف للنزاع الفلسطينى الاسرائيلى أو القضاء على داعش وإخواتها فهل هو قادر أم مجرد حفرة من نار تمهد لما هو مقبل؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاحتياط
مقدرة ترامب تتوقف علي عمق الحفره التي تنتظره .. علي ترامب الاحتياط في كل خطوه يخطوها .. ما أكثر حفر النار المحيطه به