نجح منتخب تونس فى انتزاع تأهله إلى دور الثمانية بكأس الأمم الافريقية عن مجموعة صعبة، لكن الشيء اللافت أن الفريق تخلص من أسلوبه الدفاعى الذى ميزه طيلة الأعوام الماضية وقدم أداء هجوميا نال إشادة الخبراء والفنيين والجماهير.
وحققت تونس أكبر فوز فى النسخة الحالية من البطولة المقامة فى الجابون بتغلبها 4-2 على زيمبابوي أمس الاثنين وتأهلت لمواجهة بوركينا فاسو بدور الثمانية.
واستهلت تونس مشوارها بالنهائيات بالخسارة 2-0 من السنغال لكنها استعادت التوازن بالفوز 2-1 على جارتها الجزائر في الجولة الثانية.
ورغم خسارتها أمام السنغال قدم منتخب تونس أداء هجوميا قويا وصنع سلسلة من فرص التسجيل لكن غياب الفاعلية وسوء الحظ حال دون هز شباك منافسه قبل أن يجني ثمار جهوده بالفوز على الجزائر فى المباراة الثانية.
وأكد منتخب تونس بقيادة مدربه البولندي هنري كاسبرزاك قوته الهجومية بفوز كبير وسهل على زيمبابوي في ختام منافسات المجموعة الثانية ليحتل المركز الثاني برصيد ست نقاط خلف السنغال المتصدرة بسبع نقاط.
وتعاقب مدربون بأساليب مختلفة على تدريب المنتخب التونسي فى السابق لكن الفريق ظل وفيا لأسلوب لعبه المتحفظ باعتماد الصلابة الدفاعية والدفع بلاعبى ارتكاز يتمتعون بقدرات دفاعية فى خط الوسط ثم محاولة استغلال الهجمات المرتدة أو الإستفادة من أخطاء المنافس.
وحتى عندما تولى المدرب الحالي كاسبرزاك قيادة الفريق فى الفترة الأولى كان التحفظ الدفاعى يطغى على أسلوب لعبه رغم بلوغه الدور النهائي لكأس الأمم الافريقية بجنوب افريقيا عام 1996.
وحافظ منتخب تونس على طريقته المعهودة حتى عند تتويجه ببطولة كأس الأمم الافريقية فى المرة الوحيدة عام 2004 بقيادة الفرنسي روجيه لومير وسار على خطاه بقية المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق بعد ذلك.
وأثارت طريقة الركون للدفاع وعدم قدرته على صنع اللعب حتى أمام منتخبات متواضعة انتقادات واسعة للفريق في الأعوام الماضية رغم بعض النجاحات.
وقبل انطلاق كأس الأمم الحالية كان يتوقع أن يستمر الفريق في اللعب بأسلوبه المعهود لكن اعتماده على الهجوم رغم ان مدربه البولندي معروف بطريقته المتحفظة فاجأ المتابعين وجماهير النادي ونال اشادة واسعة خاصة بعد نجاحه فى حصد بطاقة التأهل لأدوار خروج المهزوم.
وأبلغ حسان القابسي نجم الترجي ومنتخب تونس السابق رويترز "من الجيد أن المدرب أدرك أنه يمتلك تحت تصرفه مجموعة من اللاعبين تمتلك المهارة وتفضل اللعب الهجومى لذلك عندما منحهم قدرا أكبر من الحرية قدموا أداء هجوميا جيدا رافقه الجمالية في الأداء والفاعلية أمام المرمى".
وأضاف القابسي الذي خاض نهائيات كأس أمم افريقيا تحت قيادة المدرب البولندي كاسبرجاك عام 1998 "منذ المباراة الودية أمام مصر قبل انطلاق البطولة تأكد المدرب أن الأسلوب المتحفظ لا يتماشى مع امكانيات اللاعبين لذلك غير من طريقة اللعب وبدأ مستوى المنتخب يتحسن من مباراة الى أخرى ويكشف بوادر فريق رائع."
وربما يدين منتخب تونس بالفضل فى تطور أدائه الهجومي وقدرته على الاستحواذ على الكرة إلى قدرة لاعبى الارتكاز فرجاني ساسي ومحمد أمين بن عمر على الاحتفاظ بالكرة وبناء الهجمات بالاضافة الى صلابتهما الدفاعية.
كما تضم تشكيلة تونس لاعبين مهاريين فى خط الوسط بقيادة يوسف المساكني الذى يتمتع بامكانيات فنية عالية وقدرة على تجاوز المدافعين ونعيم السليتي ووهبي الخزرى اللذين يتمتعان بتمريرات متقنة وحاسمة وتسديدات قوية.
وبعد المستوى الجيد الذى قدمه المنتخب التونسي فى الدور الأول ارتفعت الآمال وزادت الثقة فى قدرته على المنافسة بجدية على اللقب.
وستلتقي تونس الفائزة باللقب مرة واحدة عندما استضافت البطولة على أرضها عام 2004 مع بوركينا فاسو في دور الثمانية للمسابقة يوم السبت المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة