تشهد فرنسا حالة من الحذر الشديد والقلق من الإرهابيين الذين يعودون إليها بعد تلقيهم التدريبات العسكرية وفنون القتال المسلح وتركيب المتفجرات فى سوريا والعراق على يد تنظيم داعش الأكثر تطرفا فى العالم، وعلى فترات متقاربة تصدر جهات الاستخبارات الفرنسية المتخصصة بشئون مكافحة الإرهاب، تقارير تكشف أن الوضع الأمنى أصبح فى غاية التهديد لزيادة أعداد الإرهابيين والانتحاريين على أراضيها، وخاصة أن المدن الأوروبية باتت فى مقدمة الدول المستهدفة من قبل "داعش"، وذلك بسبب عمليات مكافحة الإرهاب والغارات التى تفقد التنظيم الكثير من عناصره فى أى من البلاد التى يتوغل فيها.
وصرح مدعى الجمهورية فى باريس الاثنين، أن عدد القاصرين الذين وجهت إليهم اتهامات فى فرنسا فى إطار ملفات مرتبطة بالتيار المتشدد ارتفع من 13 إلى 51 خلال عام واحد أى بمقدار أربع مرات تقريبا. وقال المدعى فرنسوا مولان فى جلسة استئناف عمل المحكمة الابتدائية الكبرى فى باريس أن هؤلاء إما فتية "سافروا فى إطار شبكة سورية عراقية لخوض الحروب، أو قاصرون منعوا من الرحيل أو لديهم خطط تحرك عنيفة على الأرض الوطنية".
وتابع أن عشرة منهم ملاحقون لعلاقتهم بالمتشدد الفرنسى رشيد قاسم الذى حرضهم عبر موقع "تلجرام" انطلاقا من المنطقة العراقية السورية، على التحرك فى فرنسا. ومن ناحية أخرى قال جان ميشال هايات رئيس المحكمة الابتدائية الكبرى بباريس "فى مواجهة هذا التطور الذى بدأ صيف 2016 فعليا، وافق سبعة قضاة للقاصرين من أصل 15 على التخصص بمعاجلة هذه الملفات بينما لم يفكر أى منهم بذلك قبل عام واحد فقط".
وتشمل القضايا 1236 شخصا اتهم منهم 355 بينهم 112 امرأة، أما الآخرين فيجرى البحث عنهم أو صدرت مذكرات بحث أو توقيف بحقهم. وقال مولان أنه فى مواجهة قضية شديدة الخطورة وتحولت إلى المساس بأمان الجمهورية، وأنه أعد إجراءات جزائية شرعية مثل إمكانية المثول الفورى أمام المحاكم فى قضايا تمجيد الجهاد والإطلاع على المواقع الجهادية، وتحدث المدعى من جديد عن "خطر عودة" المتشددين الفرنسيين الموجودين حاليا فى العراق وسوريا.
وقال إن "داعش ضعف ومقاتليه أصبحوا أقل عددا والمنطقة التى يحتلها تتقلص بشكل منتظم"، موضحا أنه "سيأتى اليوم الذى سيكون علينا فيه مواجهة عودة الناجين"، وأوضح أنه تم حتى الآن رصد 693 فرنسيا بينهم 288 امرأة و20 قاصرا يقاتلون فى صفوف تنظيم داعش.
أما عن رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب فى فرنسا لويك جارنييه، فكشف الأسبوع الماضى أن 3 آلاف أوروبى، بينهم نحو 700 فرنسى، انضموا إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا. وقال جارنييه فى مقابلة مع صحيفة "فيجارو" أمس الثلاثاء: "وفقا للتقارير الخاصة بمكافحة الإرهاب، تبين أن عدد الفرنسيين المنضمين إلى داعش فى سوريا والعراق قد يبلغ نحو 700 شخص، وعدد الذين قتلوا منهم نحو 232".
وذكر جارنييه أن عدد الأجانب الذى انضموا إلى تنظيم داعش فى عام 2015 وصل إلى 30 ألفا، لكن هذا العدد تراجع فى الوقت الحالى إلى 12 ألفا، من بينهم 3000 أوروبى. وأشار المتحدث إلى أن نحو 200 شخص يقيمون فى فرنسا، كانوا قد قاتلوا إلى جانب التنظيم فى سوريا والعراق. وحذر المفوض الأوروبى لشئون الأمن، جوليان كينج، فى وقت سابق، من خطر عودة مسلحى تنظيم داعش الإرهابى من الموصل إلى بلدان الاتحاد الأوروبى.
وكانت فرنسا وبلجيكا من أوائل الدول الأوروبية التى عبرت عن قلقها من عودة المقاتلين من العراق وسوريا، قبل أن تنضم إليهما بريطانيا التى أكد قائد سلاح الجو فى جيشها أن هناك خطرا حقيقيا لعودة المقاتلين إلى أوروبا، وتحدثت المؤسسة الأوروبية عن أن 50 % من المقاتلين الأوروبيين فى "داعش" لا زالوا حاليا فى ساحات القتال، بينما عاد 30% منهم إلى أوروبا.
ويذكر أن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند فى مطلع الشهر الجارى من العاصمة العراقية بغداد أن التحرك ضد "الإرهاب" فى العراق يساهم فى حماية بلاده من أعمال "إرهابية"، حيث قال أمام الجنود الفرنسيين الذين يقومون بتدريب القوات الخاصة العراقية أن "التحرك ضد الإرهاب فى العراق يساهم أيضا فى حماية بلادنا من أعمال إرهابية، وبالتإلى تفادى أن يعانى مواطنونا من التبعات المؤسفة للتدهور الذى يمكن أن يطرأ" فى حال عدم التدخل فى العراق.
وتشارك فرنسا فى العمليات العسكرية لـ"التحالف الدولى" ضد تنظيم الدولة بـ 14 طائرة مقاتلة من نوع رافال، وأيضا بنحو خمسمئة جندى بالعراق يدعمون القوات العراقية بأربعة مدافع من نوع كايزار جنوب الموصل، كما يقدمون التدريب والمشورة للجنود العراقيين وقوات البشمركة الكردية، من دون المشاركة مباشرة فى المعارك.
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد عبدالله
رد
لو وجد حكومة عراقية قوية نابذة للتطرف والطائفية لما وجد داعش..لكن نعمل ايه..؟ العراق ميزانيتهم 150مليار جنيه وبتروح سرقات ودعم مليشيات..