"السمسمية" .. بثت الروح الوطنية فى نفوس رجال المقاومة الشعبية، وتوارثها الأجيال ويرقص عليها الصغار قبل الكبار؛ بل عندما تأتى لبورسعيد ليلة "شم النسيم" ترى العجوز بجوار الطفل فى عشرات الحفلات التى تُقام بشوارع حى العرب الذى شهدَ معارك أيام الاحتلال والعدوان الثلاثى .
وعن أشهر الأغانى الوطنية التى عزفها على أوتارها البورسعيدية هى : "ولكل إيد قوية.. حاضنة زنودها المدافع .. غنى للمدافع .. وللى وراها بيدافع .. ووصى عبدالشافع .. يضرب فى الطلقة مية"، "فى بور سعيد الوطنية .. شباب مقاومة شعبية .. دافعوا بشهامة ورجولية .. حاربوا جيش الاحتلال .. مبروك يا جمال"، و"فى بور سعيد شباب ورجال .. حاربنا جيش الاحتلال .. سبع ليالى وصبحية .. اه يا سلام يا سلام" .
وبلقاء كاميرا "اليوم السابع" مع محمد غالى – أحد صُناع آلة السمسمية ومؤسس حركة التراثية ببورسعيد، وهو فى العقد الخامس من عمره، ويقطن محله فى حى العرب – أقدم أحياء المحافظة؛ وبداخل السوق الجديد بشارع الصباح؛ حيث ترى فى المكان الفلكلور الشعبى للبورسعيدية؛ فقد صنع أسقف المحل من شباك الصيد وأركانه كلها خشبيه تملأها آلة السمسمية .
تاريخها وانتشارها
وقال "غالي" إن أصل الآلة مصرى قديم وسودانى، وتم تناقلها من خلال المدن الساحلية عن طريق المراكب والسفن القادمة عبر سواحل البحار، ولذلك انتشرت بكثرة فى مدن القناة الثلاثة "بورسعيد – الإسماعيلية – السويس" .
وأضاف مؤسس حركة التراثية، أن تاريخ آلة السمسمية يعود لأيام حفر "قناة السويس"؛ حيث جاءت على أيدى اثنين من النوبيين "عبد الله كبربر ومحمد عثمان النجيب" تحت اسم الضمة التى كانت تحتوى على الإنشادات والتواشيح بايقاع أعلى .
بدايتها وتوارثها
وأكد صانع السمسمية، أنها قد أتت مع أصحاب الطبيعة السمراء "النوبيين" وكان اسمها حينها الطنبورة، وقاموا بتقليل حجمها وأطلق عليها فى ذلك الحين اسم "السمسمية وتوارثها أجيال مثل "أبو خلف - محمد الشناوى – غندر – أبو المرسى وغيرهم" .
وصفها
أوضح محمد غالى، أنه آلة بسيطة جداً عبارة عن 5 أوتار وعلبة صوت و3 "خشبات" و"دراعين"، ووصفها "غالي" فى القدم قائلاً "كانت آلة السمسمية عبارة عن طبق صاج ومشدود عليه حتة جلد ودراعين وحاجه اسمها "حوي" بتتلف على الفرمان وتتشد عشان تعمل صوت والكرسى "الفرسه" وحلقه بيتربط فيها السلك - سلك صلب، وهى آله خماسية" .
تطورها
أشار لـ"اليوم السابع" إلى أنه تم تطوير الآلة منذ بدايتها فى فترة حفر قناة السويس منذ حوالى أكثر من 50 عام؛ فقد إزدادت أوتارها ليتم ممارسة عليها ما يُسميه الغنائيون بالمقامات الموسيقية .
أغانيها وأثرها
لفت "صانع السمسمية" إلى أنه تم استخدام الآلة والأغانى الخاصة بها التى تغنى بها الأهالى فى العديد من المحافل؛ فلقد قالوا عن أحد المؤسسين لتوارث هذا الفلكلور الشعبى "محمد عثمان النجى ..الحمدلله إنه جى "؛ كما تغنوا باللهجة التركية لمن كانوا على الأحصنه حينها وقت الحفر فقالوا "امان امان يا محبوبى .. يا حلو روق مشروبي" .
وإستكمل "غالي"، بأنه قد استمرت الأغانى المُعبره عن الحالة الراهنة بتوالى الأجيال والأحداث؛ حيث تغنوا أيضاً باللهجة الشامية؛ كما إستُخدمت الأغانى فى بث الحماسه لأبطال المقاومة الشعبية فقالوا "فى بورسعيد الوطنية .. شباب مقاومة شعبيه"
أسعارها
قال صناع الآلة، إن صناعته للسمسمية لم تكن للتجارة، ولكن لحبه لها وبغرض اسمرارها وعدم اندثارها والحفاظ عليها كفلكلور شعبى تميزت به المحافظة منذ نشأة المدينة الباسلة .
وعن أسعارها؛ أفاد "غالي"، بأن سعر الآلة لديه يتضمن تكلفة الخامات وفقط؛ فقد تراوح سعرها ما بين 150 إلى 1000 جنيه على حسب الحجم والأوتار والخامات المستخدمه والراغب فيها طالبها .
جانب-من-بعض-الات-السمسمية
شكل-اخر-لالة-السمسمية
محمد-غالي-–-صانع-الالة
جانب-من-محل-صانع-السمسمية
صانع-الآلة-يعزف
ماكيت-لحفلات-السمسمية-زمان
الة-السمسمية
حركة-التراثية
احد-المجسمات-بمحل-غالي
جانب-من-بعض-الات-السمسمية
جانب-من-صناعة-الآلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة