كرم جبر

وكأن ترامب يتحدث عن مشاكل مصر!

الأحد، 22 يناير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصورت للحظات أن ترامب فى خطاب التنصيب يتحدث عن مشاكل مصر، ويشكو من جشع التجار واحتكارهم الثروة على حساب الشعب الأمريكى، ويتعهد بعدم ترك الأمريكيين فريسة لهم، ويعد شعبه بمشروعات كبرى لشق الطرق السريعة والكبارى والأنفاق ومحطات السكك الحديدية، ويتحدث عن أمهات وأطفال يحاصرهم الفقر، ومصانع ضربها الصدأ فأصبحت مثل شواهد القبور، ونظام تعليمى ملىء بالعيوب والثغرات، والجريمة والعصابات والمخدرات التى سرقت حياة كثيرين، ويحمّل مسؤولية هذا التردى للرؤساء الذين سبقوه، خصوصا صاحب الابتسامة الصفراء أوباما، الذى نزلت الانتقادات على وجهه كالصفعات، ويقول بحسم: «آن الآوان أن تنتهى هذه الفوضى».
 
حتى عبارة ترامب أنه سيمحو الإرهاب من على وجه الأرض، استخدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفس المعنى «اللى يقرب من مصر حشيله من فوق وش الأرض»، وإذا نجح الرئيس الأمريكى الجديد فى تنفيذ تعهده، ستكون مصر هى المستفيد الأول، ويزيح عن كاهلها الضغوط والمؤامرات، التى دبرها حكام بلاده السابقين، ومحاولات إدخالها حزام الجحيم العربى، ودعم أوباما وإدارته لجماعة الإخوان الإرهابية، وتدخلهم السافر فى الشأن الداخلى، وتمويل جمعيات التخريب الأهلية، وبقية صفحات الملف الأسود والتآمر الخفى، فهل يفتح البيت الأبيض صفحة بيضاء جديدة فى العلاقات المصرية الأمريكية؟
 
ملامح ترامب تقول إنه يتمتع بالجدية والصرامة والوضوح، وليس مناورا وخادعا وملتويا، مثل غير المأسوف عليه أوباما وزوجته الحاقدة، ودون إسراف فى التفاؤل، فالبدايات تنبئ بانفراجة فى العلاقات المصرية الأمريكية، لتقارب رؤى وأفكار الرئيس الأمريكى الجديد، مع سياسات مصر، وأهمها احترام السيادة الوطنية، وعدم المساس بالشأن الداخلى، وأن تقوم العلاقات بين البلدين، على أسس الصداقة والتعاون والتشاور، وليس التآمر والتدخل السافر، ودعم ومساندة الجماعة الإرهابية.
 
خطاب تنصيب ترامب شهادة على أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح، وأنها ترفع شعار «مصر أولا» قبل أن يقول «أمريكا أولا»، وتنأى بنفسها عن التورط فى حروب وصراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل، وتحترم إرادة الشعوب وحقها فى تقرير مصيرها بالوسائل السلمية، وتخوض حرب حياة ووجود للقضاء على الإرهاب، وتعظّم قوتها العسكرية للدفاع عن شعبها وأرضها، وليس للتوسع والعدوان وإراقة الدماء، وتسابق الزمن فى معركة البناء والتنمية، لتكون دولة قوية، فخورة بشعبها وشعبها فخور بها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة