قمت بزيارة للقاهرة هذا الأسبوع باعتبارى وزير الأمن البريطانى، فى محاولة لفتح صفحة جديدة فى سجل التعاون من أجل مكافحة الإرهاب، لكن أول زيارة لى إلى مصر كانت منذ عشرين عامًا، فما لبثت الحرب الباردة أن تهدأ وتصبح أقل ضراوة حتى نمت منظمات من قبيل القاعدة وداعش وتحولت إلى المنظمات الإرهابية التى نواجهها اليوم. إلا أن منظمتى القاعدة وداعش ليستا أولى المنظمات الإرهابية التى تواجهها كلتا الدولتين الكبيرتين، وقد ثبت لقواتنا الأمنية بالتجربة العملية أن الشراكة هى السبيل إلى النجاح. ومن ثم تعزم الحكومتان المصرية والبريطانية على العمل معًا من أجل التصدى لهذا التهديد الذى واجههما مؤخرًا.
أريد أن نحقق خطوات عملية حقيقية نحو تحسين مستوى الأمن داخل البلاد وخارجها، لا الاكتفاء بالحديث عنها وفقط. إننا بحاجة إلى استجابة شاملة لخطر الإرهاب، بحيث نواجه المشكلة فى وكرها ونتصدى لها أينما كانت، لذا فنحن نتخذ أربع خطوات أساسية نحو مكافحة الإرهاب، ألا وهى: حظر التطرف، ومنع الإرهابيين من السفر إلى المملكة المتحدة ومحاكمة المتورطين، وسن تشريعات من شأنها الحرص على مواكبة المخابرات مع التكنولوجيا، وزيادة التمويل الموجه إلى هدف مكافحة الإرهاب. فمنذ شهر مايو من عام 2010، استبعد ما يزيد عن 110 من دعاة الكراهية من المملكة المتحدة، وأزيل نحو 250.000 محتوى إرهابى عبر الإنترنت منذ شهر فبراير من عام 2010. وعلى مدار السنوات الخمس المنصرمة، تم القبض على أكثر من 1500 شخص بتهمة أعمال إرهابية، و91% من المحاكمات التى تمت عن طريق خدمة النيابة العامة الملكية قسم مكافحة الإرهاب حكمت بالإدانة.
فكيف تستخدم بريطانيا هذا النهج لدعم مصر؟ من أهم أولويات الاستراتيجية هو العمل مع شركاء دوليين حول العالم من أجل زيادة أمن الطيران. فقد تمكنت - خلال زيارتى - من مشاهدة معايير الأمنية الجديدة أثناء تطبيقها فى مطار القاهرة. فما زال الطيران المدنى هدفًا تستهدفه بعض الجماعات الإرهابية، وسنواصل العمل مع الحكومة المصرية عن قرب من أجل ضمان تنفيذ المعايير أمن الطيران لمواجهة التهديدات الحقيقية القائمة.
لا شك أن أمن الطيران أمر بالغ الأهمية لصناعة السياحة فى مصر، فالسياحة جزء لا بأس به من اقتصاد مصر، والسائحون البريطانيون يمثلون شريحة كبيرة من السائحين الذين يترددون على مصر، والزيادة التى طرأت مؤخرًا على عدد الرحلات الجوية إلى مدينتى الأقصر والغردقة تعنى وجود 32 رحلة طيران مباشرة من المملكة المتحدة إلى مصر كل أسبوع، ففى تقديرنا كان هناك أكثر من 200.000 سائح بريطانى فى زيارة لمصر عام 2016، مما يجعل بريطانيا ثانى الدول الأوروبية فى السياحة إلى مصر، وأنا أعى تمامًا أنه أولوية مهمة لدى مصر أن تزيد من معدلات السياحة من المملكة المتحدة، بل ومن كل دول العالم، والمملكة المتحدة من جانبها مستعدة للمساهمة فى تحقيق هذا الطموح بكل الطرق، بما فيها العمل على استئناف رحلات الطيران من شرم.
كما أن المملكة المتحدة تقدم دعمًا عمليًّا فى جوانب أخرى. أنا فخور بأننا ندعم الجيش المصرى فى مكافحة الإرهاب عن طريق تقديم تدريبات على إبطال مفعول المتفجرات التى توضع على جانب الطريق وتدريبات التعامل مع موقع الانفجار بعد الانفجار للمتخصصين المصريين، وعن طريق إمداد مصر بالعدة اللازمة للجيش المصري، وأرى أن أمامنا فرصة أكبر لتحقيق المزيد فى مواجهة الإرهاب وأمن الحدود، ومواجهة خطر التطرف النابع من ليبيا.
غير أنى أعرف من خلال خبرتى قبل أن أكون شخصية سياسية أن مكافحة الإرهاب لا تتحقق بالمعايير الأمنية وحدها، فالطريقة المثلى لمكافحة الإرهابيين وحرمانهم عدم الاستقرار الذى يعيشون عليه هى إقامة مجتمعات ناهضة واقتصادات مزدهرة، ومن ثم فنحن عازمون - بجانب تعاوننا الأمنى - على دعم التنمية السياسية فى مصر لكى نشهد حماية كاملة لحقوق المصريين الدستورية وحرية التعبير، بما فى ذلك المجتمع المدنى حتى يتمكن كل المصريين من بناء مصر الحديثة.
وعلاوة على هذا، فإن المملكة المتحدة تساعد مصر فى التغلب على تحدياتها الاقتصادية الحالية بثلاث طرق رئيسية؛ دعم برنامج صندوق النقد الدولى، والمساعدة الفنية على ترسيخ الإصلاح وموازنته مع حماية المحتاجين، ومن خلال الاستثمار، الذى لا يزال حتى الآن هو العامل الأهم باعتباره مصدر التدفق الدائم للدولار والوظائف والمنافسة الدولية.
قمة مثل بريطانى يعكس الالتزام الحقيقى يقول: "استثمر أموالك فيما يحتاجه فمك". ومن ثم كانت بريطانيا هى المستثمر الأكبر فى مصر بتدفقات قدرها 30.5 مليار دولار منذ عام 2011، ونحن عازمون على الاستمرار بهذا النمط، فقد استحوذت فودافون فى أكتوبر الماضى على رخصة الجيل الرابع بقيمة 3.5 مليارات جنيه مصرى، بالإضافة إلى رخصتها 35 مليار جنيه مصرى كاستثمار فى مصر حتى يومنا هذا، وافتتحت شركة يونيليفر مصنعًا جديدًا فى مصر - وهى كبرى شركات الشرق الأوسط من حيث القدرة الإنتاجية - عقب استثمار قيمته 220 مليون جنيه مصرى، ولا تزال شركة BP هى المستثمر الأكبر فى البلاد، حيث استثمرت قرابة 30 مليار دولار فى مصر حتى الآن، مع وجود خطط لاستثمار 13 مليارا أخرى قبل عام 2020. وهذا يترك صدى أبلغ من الكلمات.
تلك كانت أولى زياراتى إلى مصر باعتبارى وزير الأمن، وأنا متفائل بحجم التقدم المحرز فى سبيل جعل مصر أكثر أمنًا ورخاءً، وأتطلع للعمل معًا على تحقيق مصلحتنا المشتركة فى مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف وتحقيق ازدهار مجتمعاتنا، فسوف تكون مصر المتقدمة هى حجر أساس المنطقة بأسرها ورمز الأمل لدى مواطنى البلدين؛ وإنى لأتطلع لزيارة مصر الحديثة هذه فى المستقبل.
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
بأمارة أيه
مقالة طويلة مملة لم أصدق ولم أقتنع بحرف واحد منها بل لم أقدر أن أكمل قرائتها ,فأنتم من أنشأتم الأرهاب و أنتم من تدعمونه و أنتم من تأوون قياداته أعتقادا أن تستخدمونه لخدمة مصالحكم و سوف ينقلب السحر على الساحر و ستندمون حيث لا ينفع الندم وان غدا لناظره قريب .
عدد الردود 0
بواسطة:
ســـــــــــــــــــــــــامو الذى أصابه الذهول مما يقرأ !
رجاء الاجابة على السؤال التالى :
السؤال هو : أين ذهبت كل هذه المليارات من الدولارات والجنيهات أيضا .. كل هذه التدفقات النقدية كان من المفروض أن تقلل متاعبنا الأقتصادية .. فأين هى فعلا ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مغترب
إلى صاحب التعليق رقم 1
لقد قولت مايريد كل المصريين قوله.وأضيف من عندى نحن شعب ذكى جدا لن تضحكوا عليه مره أخرى.العبوا غيرها
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي الغندور
mr walas :your words are not true .:
egyptiens know that you are the main enemy for them \if you forget we do not
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري افندي
الي السيد وزير الأمن البريطانى
اسمع كلامك اصدقه.... اشوف امورك استعجب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبدالله
بريطانيا عاصمه تصنيع الارهابيين وغسيل الأموال القذره
لعنه الله عليكم ، ان شاء الله ربنا يطول في عمرنا حتي نري الربيع البريطاني وأنتم في قوارب للهرب واللجوء لدول اخري انت جاي تضحك علي مين أنتم صانعي الاٍرهاب ، اصبر وبكره نشوف آخرتكم الهباب
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
مصر بخير
الى جميع التعليقات السابقه وكل المصريين المخلصين .... سعيد جدا بتعليقاتكم والحمد لله مصر بخير