اتجاه الحكومة الجديدة إلى استحداث منصب نائب رئيس الوزراء، من الأمور الإيجابية التى تبشر بنتائج طيبة، فتعيين اثنين من نواب رئيس الوزراء، أحدهما للشؤون الاقتصادية والآخر للعدالة الاجتماعية، يجعل الحكومة تلعب بجناحين، ويا حبذا لو كان الأول شخصية اقتصادية مرموقة، تتمتع بالثقة والقبول الجماهيرى، ويستطيع أن يجمع الملفات الاقتصادية فى حقيبته، وينسق بين وزراء المجموعة، ويحقق التعاون والانسجام الضرورى فى المرحلة الصعبة المقبلة، وينهى سياسة الجزر المنعزلة، ويرسم وأعضاء مجموعته أهدافا استراتيجية معلنة، يسعى لتنفيذها فى توقيتات زمنية محددة، ويعظّم سياسات زيادة الإنتاج وجذب الاستثمارات، وخلق فرص تشغيل تخفف حدة البطالة.
نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية منصب شاغر، وشغله بشخصية رفيعة المستوى، يخفف العبء عن رئيس الوزراء من ناحية، ويجعل للحكومة توجها اقتصاديا واضحا، فتتفرغ للمهام الكبرى وإعادة ضخ الدماء فى شرايين الاقتصاد المصرى، ودراسة المعوقات التى تواجه القطاعات الإنتاجية، وإيجاد الحلول السريعة لها، فالملفات متداخلة ومتشابكة، وتتوزع بين أكثر من وزارة، وإذا وجد المايسترو الذى يقود العزف، ستختفى حالات التضارب والتعارض والنشاز.
نائب رئيس الوزراء للعدالة الجتماعية أيضا من أهم المناصب التى تحتاجها المرحلة المقبلة، للإشراف على حزمة السياسات التى تتخذها الدولة، لتخفيف الأعباء عن المحتاجين ومحدودى الدخل، وأن تكون أمامه باستمرار خريطة الفقر، ليعمل على تحسين معدلاتها وعدم زيادتها، ثم حصارها وتقليل نسبتها، ولن يتحقق ذلك إلا بتكامل جهود الوزارات المعنية بالخدمات، لتخفيف الآثار الحادة للإصلاح الاقتصادى، التى ألحقت مزيدا من الألم والمعاناة بالطبقات الفقيرة.
التنمية التى لا تنعكس آثارها على شرائح المجتمع الدنيا، لا فائدة منها ولا عائد من ورائها، وتحقيق العدالة الاجتماعية لا يعنى أن نضع للناس نقودا فى جيوبهم، وإنما بتحسين الظروف الاجتماعية، وخلق بيئة مناسبة لحياة كريمة، فى المسكن والتعليم والصحة والتموين، ومد مظلة الحماية الاجتماعية، لتغطى المستحقين الحقيقيين، وتعينهم على تحمل الظروف المعيشية الصعبة.
الأيام المقبلة تحتاج وزراءً بدرجة مقاتلين، يواصلون الليل بالنهار والنهار باليل، ولا يعيشون منعزلين عن هموم الناس ومشاكلهم ومعاناتهم، وأن تكون لديهم قرون استشعار لتدارك الأزمات قبل حدوثها، ولا يصابون بالصدمة والسكون، ويتأهبون للمواجهة ولا تخرج الأمور من بين أيديهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سؤال
مقال ممتاز ولكن من أين نأتي بهذه المواصفات