حاول "طاهر.ع" فتح باب منزله، لكنه فشل ومع المحاولات المتكررة وجداً شخصاً غريباً بملابس النوم يفتح له الباب، فيقف مذهولاً من هول المفاجأة ليعرف بعد ذلك انه متزوجاً من زوجته.
رحلة طويلة صارع فيها طاهر الموت اثناء محاولته السفر خارج البلاد بحثاً عن مصدر رزق جديد، عاد راغباً ان يرتمى فى أحضان اسرته الصغيرة، زوجته "رنا . ف" وطفليه نهلة ومصطفى ( 5 و 6 أعوام) لكنه يفاجأ بعد طول غياب أن زوجته تزوجت من آخر.
قصة طاهر واحد من بين 341 حكاية تنظرها محاكم الأسرة فى زنانيرى وإمبابة ومصر الجديدة.
الزوجة "رنا .ف" روت أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة قصتها مع الزواج الثانى، وقالت إنها فقدت زوجها" طاهر . ع" قبل 4 سنوات.
وأضافت "سافر إلى ليبيا ومنذ ذلك الحين نبحث عنه فى كل مكان دون أن نعثر له على أثر وفى كل مرة يتجدد الأمل أنه ما زال على قيد الحياة وفجأة يتبخر مرة أخرى، حيث أكد لى عدد من أصدقائه كان بصحبتهم أنه مات أمامهم".
أقامت رنا دعوى حصلت من خلالها على حكم يؤكد وفاة زوجها وقضت فترة عدتها وبعدها قررت العيش وتزوجت بآخر وعاشت معه فى سعادة لمدة عام عوضتها عن السنوات العجاف الذى قضتها بين أقسام الشرطة والمشرحة تبحث بين جثث الأموات، وأنجبت طفلها جابر وظنت أن الحياة ابتسمت لها ولكنها لم تكن تعلم أن حياتها ستنقلب رأسا على عقب عندما فتحت باب المنزل ووجدت زوجها الأول أمامها.
عندما استعاد الزوج طاهر ابن عين شمس وعيه من صدمة أنه ميت بحكم قضائى وشهادة وفاته بين يديه وأن زوجته تعيش فى أحضان رجل آخر ثار وغضب وتوجه يبحث عن حكم من محكمة الأسرة بمصر الجديدة يمكنه من زوجته وأولاده وأمواله وشقته التى يعيش فيها رجل آخر.
ويقول المحامى وأستاذ القانون محمود مصطفى فأجاب إنه إذا غاب الشخص وانقطعت أخباره ولم تتحقق حياته من مماته عندها يعد في عداد الأموات، وتتقرر حياة المفقود في هذه الحالة بحكم قضائي استنادا إلى رجحان احتمالها وليس إلى ثبوتها ثبوتا قاطعا.
واضاف "المادة رقم 8 من قانون الأحوال الشخصية رقم 25 لسنة 1920 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 تقنن وضع الزوجات حال عودة الأزواج ونصت على" إذا جاء المفقود أو لم يجئ وتبين أنه حي فزوجته له ما لم يتمتع بها الثاني غير عالم بحياة الأول ، فإن تمتع بها الثاني غير عالم بحياته كانت للثاني ما لم يكن عقده في عدة وفاة الأول " .
وتابع استاذ القانون: النص المتقدم يتناول بالتنظيم موقف زوجة المفقود في حالة ظهوره حيا بعد فقده والحكم بموته وقيام زوجته بعد الحكم وانقضاء العدة بالزواج من آخر، وتضمنت المادة فرضين الأول إذا كانت زوجة المفقود لم تتزوج بغيره بعد الحكم بموته فهي له في حالة ظهوره من غير حاجة إلى عقد جديد .
وقال المحامى " أما الفرض الثانى فنص أنه إذا كانت قد تزوجت بغير المفقود و بعد الحكم بموته وانقضاء عدتها ، ففي هذه الحالة نجد أنفسنا بحسب القانون أمام فروض أربعة إذا كان الثاني قد تزوجها ولم يدخل بها، فهي للمفقود ويفرق بينها وبين الزوج الثاني، أما إذا كان الثاني قد تزوجها و دخل بها، فهي له بشرط ألا يكون عالما أن المفقود حي، فإذا ثبت علمه كانت للمفقود وفرق بينها وبين الثاني .
واستطرد محمود مصطفى أما إذا كان الثاني عالماً بحياة المفقود ودخل بها او لم يدخل فهي للزوج الأول دون الثاني، وفى حال إذا كان عقد الزواج الثاني في عدة وفاة الأول فهي للمفقود .
وعبر البحث بين دفاتر محاكم الأسرة سمعنا قصة الزوج "حمدى.ا.ص" من روض الفرج وهو الزوج الذى دفن بعد أن جاءت رفاته بصندوق خشبى من العراق منذ 12 عام وعاد للحياة منذ شهور ، يطالب زوجته بالعودة له .
وقال حمدى أمام محكمة الأسرة بزنانيرى "سافرت العراق عشان الاقى فرصه أحسن بيها دخلى وأصرف على بنتى ومخليهاش محتاجة لحد وهناك استحملت وكنت فى أول سنه ببعت كل الفلوس اللى بكسبها وبعد كدا البلد حالها ساء واتعذبت واتسجنت وكنت هموت وسنين وأنا من سجن للتانى بحاول أعيش وكنت بقعد لأيام بأكل رغيف عيش".
وتابع الزوج:" ربنا هو اللى طول فى عمرى وساعدنى أنى أرجع مرة تانية وأعيش ومصدقتش نفسي لما شوفت مراتى عايشه حياتها ومتجوزة وهى السبب أنى اتبهدل من الأول".
وردت الزوجة"نادية.ع.ص"اللى ايده فى المياه مش زى اللى ايده فى النار هو أتعذب وأنا طلعت عينى وأهل جوزى جوزنى لواحد قريبهم عاطل وأنا اللى كنت بصرف عليه وحماتى اتحكمت فيا واتبهدلت وكل دا عشان فلوس أبنها متطلعش لحد غريب وفى الآخر لما رجع جوزى بيقولى أنى زنيت وبيتعدى عليا وأنا اللى قعدت أدور عليه 6 سنين وأنهرت لما جبهولى فى صندوق خشب".
أما عن الزوجة "حسناء .غ "فقد تركها زوجها منذ 8 سنوات وهى فى عمر 18 سنة بعد قضائه 5 شهور فقط معها ..تركها وهى حامل فى ابنه وذهب للبحر يبحث عن فرصه أفضل بإيطاليا ولكن الغرق كان مصير المركب، وأجمع الكل على وفاته رغم عدم العثور على جسده.
صبرت الزوجة 6 سنوات تحملت خلالها قسوة الحياة وضيق الحال، وتزوجت بعد أن صدر حكم يؤكد وفاة زوجها .
ما لم يكن فى الحسبان هو عودة زوجها الأول "وائل.ز"ومطالبته بحقه فيها وانتقامه منها وخطفه ابنها"ممدوح" ووقوفه داخل محكمة الأسرة بإمبابة يطلب إسقاط حضانتها، متهمها بالزنا وعلل الزوج غيابه كل تلك الفترة بسبب سجنه وعدم استطاعته التواصل مع عائلته.
ولم يكتفى الزوج العائد من الموت فقط بخطف الابن، ولكنه استعان ببلطجيه شوهوا وجه زوجته وهو ما اثبتته بمحضر بقسم شرطة الطالبية.
