خبراء الأدلة الجنائية جنود مجهولة فى عالم الجريمة.. يعملون فى الخفاء وتقاريرهم تكشف غموض الحوادث الإرهابية.. وعملهم يحدد الحمض النووى وبصمات الصوت والأصابع والعرق والمواد المستخدمة فى تصنيع المتفجرات

تتلخص مهمة خبراء الأدة الجنائية فى البحث عن الحقائق وجمع الأدلة الخفية للتوصل لهوية الجناة، وكشف الغموض المحيط بأى حادث إرهابى أو جنائى.

ظهر دورهم واضحا فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، بعد نجاحهم فى الكشف عن هوية الإنتحارى محمود شفيق بعد تجميع وجهه ليتم الكشف عن منفذى الحادث والخلية الإرهابية المتورطة فى إرتكابه، إلا أنهم يعملون فى الخفاء ويمارسون وظيفتهم بنزاهة، جنود مجهولة فى عالم الجريمة الغامض.

 اللواء رفعت عبد الحميد خبير الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة ذكر أن خبراء الأدلة الجنائية والمعمل الجنائى بمصلحة الأدلة الجنائية التابعة لوزارة الداخلية بمصر على مستوى مهنى وعلمى راقى، حيث يمتلكون التقنيات التى تؤهلهم لأداء عملهم بدقة وتقديم التقارير التى تساعد الأجهزة الأمنية فى كشف غموض الجرائم الجنائية والحوادث الإرهابية

وأضاف عبد الحميد أن دورخبراء الأدلة الجنائية يبدأ فى الإنتقال إلى مسرح الحادث والتحفظ عليه، ثم البدء فى جمع كافة الأدلة المادية والفنية المتعلقة بالحادث، والدالة على هوية مرتكبيه  والأداة المستخدمة وطرح سيناريوا كيفية الإرتكاب، وتقديم تقارير مفصلة تحتوى على كافة المعلومات للأجهزة المختصة

وقال عبد الحميد أن تقرير الأدلة الجنائية يعد أحد أهم الأدلة التى تقدم لهيئة المحكمة، حيث يحدد الدليل المادى الملموس والدليل الفنى وأركان الاثبات أو النفى، ويخضع لتقدير القاضى، لكنه غير ملزم للمحكمة عدا التقارير التى تستند على نظريات علمية مستقرة، فتعد ملزمة مثل تحليل الجينات الوراثية وبصمات الصوت والعرق.

وأكد عبد الحميد أن مصر تعد من الدول المتقدمة فى مجال المعمل الجنائى، حيث تمتلك أجهزة مطورة ذات معايير دولية موثقة، وخاصة فى علم البصمات، كما أن عدد الخبراء العاملين بمصر مناسب، ويتم تطوير قدراتهم بارسالهم ببعثات للدول الأوربية للحصول على دورات تدريبية خاصة فى فك الشفرات مثل دول فرنسا وألمانيا والصين.

وذكر عبد الحميد أن خبراء الأدلة الجنائية عادة ما يتم اختيارهم من ضباط الشرطة، بالاضافة إلى آخريين من خريجى الكليات الأخرى يتم تدريبهم وتأهيلهم للوصول إلى درجة خبير أدلة جنائية، ومن الأقسام الخاصة بالأدلة الجنائية المفرقعات، والتزييف والتزوير، والمعمل الجنائى الفنى، والتحليلات الوراثية، وفحص الأوراق المزيفة والعملة، وفحص الحرائق.

ومن جانبه ذكر الدكتور برهامى أبو بكر عزمى خبير الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة أن المعمل المصرى أحد أفضل المعامل على مستوى العالم، إلا أن الاونة الأخيرة شهدت سفر عدد من الكوادر الفنية خارج مصر للعمل بدول عربية بحثا عن العائد المادى، بالإضافة إلى أن عدد كبير من الخبراء بلغوا سن المعاش وانقطعت صلتهم بالجيل الجديد من العاملين بالمعمل الجنائى.

وأضاف عزمى أنه بالرغم من امتلاك مصر أجهزة متطورة خاصة فى مجال البصمة الوراثية، وهناك خبراء على قدر عالى من المهارة مثل اللواء كيميائى محمد هيكل، إلا أن الإدارة تحتاج إلى مزيدا من التطور ومواكبة التقدم عالميا فى مجال الأدلة الجنائية.

وقال عزمى أن مصلحة الأدلة الجنائية والمعامل تابعة لوزارة الداخلية إلا أن هناك جزء تابع لوزارة العدل وهو الطب الشرعى.

وأضاف أحد خبراء الأدلة الجنائية بمديرية أمن الجيزة أن المعمل الجنائى يساعد فى تحديد الحمض النووى "دى إن ايه" وبصمات الصوت والعرق والأصابع بالإضافة إلى تحديد هوية الأشخاص المجهولين، كما يساهم فى تحديد المواد المستخدمة فى تصنيع المتفجرات، خاصة فى الحوادث الإرهابية التى شهدتها مصر فى الاونة الأخيرة، حيث يتم تحديد المادة المستخدمة فى التفجير، ونوعية العبوة الناسفة وكيفية تفجيرها بواسطة "تايمر" أو هاتف محمول.

وذكر خبير الأدلة الجنائية أن حادث تفجير كمين شارع الهرم الذى شهدته الجيزة وأسفر عن إستشهاد 6 من رجال الشرطة، تمكن خبراء المعمل الجنائى من تحديد نوعية العبوة المستخدمة بعد العثور على بقايا من اثارها، بالإضافة إلى العثور على شريحتين هاتف محمول خلال معاينة السيارة الخاصة بالمتهمين قادت أجهزة الأمن لتحديد هوية مرتكبى الحادث.

وأكد خبير الأدلة الجنائية أن مصر تمتلك خبراء مؤهلين للتعامل مع كافة الحوادث والجرائم الإرهابية والجنائية، وفى كافة المجالات، حيث يحصلون على دورات تدريبية سواء خارجية بدول أوربية أو داخلية من خلال خبراء أجانب يتم الإستعانة بهم.