"ترامب" يفجر سفارات أمريكا حول العالم.. غموض حول مصير "بيكروفت" فى مصر بعد قرار إقالة ممثلى واشنطن بالخارج.. السفير الحالى يغادر بعد 30 شهرا وإصلاح ما أفسدته "آن باترسون".. والقاهرة تنتظر الوافد الجديد

السبت، 21 يناير 2017 06:47 م
"ترامب" يفجر سفارات أمريكا حول العالم.. غموض حول مصير "بيكروفت" فى مصر بعد قرار إقالة ممثلى واشنطن بالخارج.. السفير الحالى يغادر بعد 30 شهرا وإصلاح ما أفسدته "آن باترسون".. والقاهرة تنتظر الوافد الجديد البيت الأبيض ودونالد ترامب وستيفن بيكروفت وآن باترسون
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عقب حلف اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، قرر دونالد ترامب إعفاء جميع السفراء الأمريكيين من مناصبهم، ومغادرة مكاتبهم، إذ كان الفريق الانتقالى لـ"ترامب" قد أعلن فى 23 ديسمبر الماضى، أنه لن يُستثنى أى من السفراء الذين طلبوا التمديد لهم فى مناصبهم إلى ما بعد يوم التنصيب.

ويتناقض موقف إدارة "ترامب" من سفراء الولايات المتحدة مع مواقف الرؤساء السابقين، إذ تصر الإدارة الجديدة على عدم استثناء أى سفير، حتى أولئك الذين لديهم أطفال يدرسون فى مدارس داخل البلدان التى يخدمون فيها، ورغم أنه ربما يكون أمرًا روتينيًّا أن يتقدم السفراء الأمريكيون باستقالاتهم للإدارة الجديدة، فإن الخطوة التى اتخذتها إدارة "ترامب" أمس الجمعة، وعقب أداء الرئيس لليمين الدستورية مباشرة، تهدد بترك عديد من البلدان دون مبعوثين دبلوماسيين، وقد تطول المدة لأشهر حتى يتم تعيين سفراء جدد، حتى فى البلدان ذات العلاقات المهمة والحساسة مع واشنطن.

 

البيت-الأبيض


روبرت بيكروفت يغادر القاهرة بعد أقل من سنتين

بطبيعة الأمر، فإن قرار دونالد ترامب يشمل السفير الأمريكى فى القاهرة، روبرت ستيفن بيكروفت، الذى تولى منصبه فى مايو 2014، وسط توتر شديد فى العلاقات بين البلدين، ربما زاده اشتعالاً موقف السفيرة الأمريكية السابقة "آن باترسون"، التى دارت أحاديث ومؤشرات عديدة حول علاقتها بجماعة الإخوان الإرهابية، ثم الموقف الأمريكى المعادى لثورة 30 يونيو، التى أطاح فيها الشعب بجماعة الإخوان وحكم الرئيس المعزول محمد مرسى.

فوسط غليان شعبى حيال حكم جماعة الإخوان فى يونيو 2013، لم تتورع السفيرة الأمريكية السابقة، عن إعلان دعمها للجماعة الإرهابية، بل وصل الأمر إلى التجرؤ على القوات المسلحة المصرية ومخاطبتها بلهجة آمرة.

 

دونالد-ترامب

 

السفير الحالى يرحل بعد أداء جيد مسح ممارسات سابقته "آن باترسون"

آن باترسون، التى لقبها المصريون بالـ"الحيزبونة"، فى إطار السخرية والغضب منها، لم تتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزت حتى بحق القوى المدنية والمعارضة، معلنة فى خطاب لها بمركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، نشر موقع CNN بالعربية مقتطفات منه وقتها، رفض بلادها لاحتجاجات المعارضة ضد المعزول محمد مرسى، لتدفع المصريين إلى رفع صورتها إلى جانب صورة "مرسى" فى الاحتجاجات المنددة بحكم الجماعة الإرهابية.

وكتبت السفيرة الأمريكية تقول: "البعض يقول إن عمل الشارع سيأتى بنتائج أفضل من الانتخابات فى مصر، ولأكون صادقة معكم، فإن حكومتى، وأنا شخصيًّا، لدينا شك عميق"، فى خطوة واضحة من الدعم والمساندة للإخوان الذين ارتكبوا أعمال عنف وقتل بحق المعارضين خلال عام واحد من الحكم، ومنهم الشهيد الصحفى الحسينى أبو ضيف، الذى قتلته عناصر الجماعة أمام قصر الاتحادية فى ديسمبر 2012، عندما أطلقت الجماعة أعضاءها ومؤيديها فى مواجهة المعارضين للإعلان الدستورى الذى أعلنه "مرسى" نهاية نوفمبر من العام نفسه، وصادر كثيرًا من الصلاحيات الدستورية لمؤسسات الدولة، مركزًا السلطة بكامله فى يده وحده.


رحيل آن باترسون ينهى مرحلة صعبة من التوتر بين واشنطن والقاهرة

انتهى عهد آن باترسون بنجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم جماعة الإخوان، وفى سبتمبر 2013 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انتهاء فترة عمل سفيرتها فى مصر، ورغم ذلك لم ترحل عرابة الإخوان نهائيًّا عن منطقة الشرق الأوسط، فقد تسلمت منصبها كمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، لكن رحيلها عن القاهرة سجل نهاية لواحدة من أكثر الفصول توترا فى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.

ورغم رحيل آن باترسون، استمر توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن لفترة ليست قليلة بعد إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من السلطة، إذ أبدى الرئيس الأمريكى باراك أوباما ترددا كبيرا فى موقفه من ثورة 30 يونيو، وتم تعليق المساعدات العسكرية لمصر لعدة أشهر، وظل منصب السفير الأمريكى فى القاهرة شاغرا حتى تعيين السفير ستيفن بيكروفت، الذى خدم فى دول وعواصم عربية عديدة، مثل الرياض ودمشق وبغداد.

ستيفن-بيكروفت


دور "بيكروفت" فى تحسين ملف العلاقات المصرية الأمريكية منذ منتصف 2014

يبدو أن ستيفن بيكروفت كان أكثر حكمة من السفيرة السابقة آن باترسون، إذ تجنب التصريحات المثيرة والاستفزازية، والتى تشير إلى التدخل فى الشأن المصرى الداخلى، كما أبدى براجماتية واضحة فى التعامل مع الملفات الداخلية، وحيث ركز منذ اللحظة الأولى على القضايا والموضوعات المتصلة بتحسين المناخ الاقتصادى واستقرار البلاد.

وخلال جلسة عقدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، فى يونيو 2014، للاستماع إلى إفادة سفيرها بخصوص تمثيل الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر، تحدث "بيكروفت" عن "ضرورة تلبية السلطات فى القاهرة عددًا من المتطلبات اللازمة لتحسين بيئة الاستثمار"، وأضاف وقتها أن ما ترغب بلاده برؤيته فى مصر، الأمن والاستقرار، المبنيان على أسس مجتمع متعافٍ فى مجال الاقتصاد والديمقراطية وحقوق الإنسان.


بيكروفت يؤكد فى نوفمبر 2016 اهتمام بلاده بقوة مصر واستقرارها

النهج السابق أكد عليه السفير الأمريكى المستقيل مرارًا، فى لقاءات صحفية خلال العام الماضى، ففى تصريحات لـ"اليوم السابع" فى نوفمبر الماضى، قال إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد لمصر أن تظل قوية ومستقرة، ليس فقط لموقعها الإقليمى، ولكن إدراكًا لأهميتها على الصعيد الإقليمى والعالمى، مضيفًا إن زعزعة استقرار مصر يؤثر على حركة التجارة العالمية، ما يلقى بآثاره السلبية على الاقتصاد فى الولايات المتحدة ودول العالم المختلفة.

وأبدى "بيكروفت" احترامه لحرية التعبير، لكن فى الوقت نفسه قال إنه يريد لمصر الأمن والاستقرار والازدهار، متابعًا: "أعرف أن هناك أحاديث كثيرة عن مؤامرات أمريكية ضد مصر، لكن ما يرد على ذلك استمرار العلاقات الوثيقة وتقديم أمريكا أكثر من 70 مليار دولار مساعدات عسكرية و30 مليار دولار مساعدات اقتصادية خلال العقود الماضية".


مصير "بيكروفت" الغامض.. قرار بإنهاء الخدمة والسفارة "لا تعليق"

على صعيد ملف السفير المنتهية خدمته فى القاهرة، ستيفن بيكروفت، لم يتحدد الموقف الرسمى منه حتى الآن، فلم تعلن السفارة الأمريكية بشكل رسمى عن استقالته أو عدم استقالته، بينما من المفترض انتهاء فترة خدمته الرسمية مع نهاية العام الجارى، غير أن قرار الرئيس المنتخب دونالد ترامب بمغادرة جميع السفراء الأمريكيين مناصبهم، يدفع بتساؤلات حول مصير "بيكروفت" فى الوقت الراهن.

 

آن-باترسون

وبحسب الإجراءات الأمريكية المعروفة، فإن الرئيس الجديد ووزير خارجيته يطرحون قائمة ترشيحاتهم للسفراء الجدد على لجنة الشؤون الخارجية فى الكونجرس، التى تعقد جلسة استماع لكل سفير، لتوجيه أسئلة بشأن كيفية تعامله مع القضايا الخاصة بالداخل والقضايا الحساسة فى العلاقات بين البلدين، وطالما اعتادت الإدارات الأمريكية السابقة على اتباع نهج "جس النبض"، من خلال طرح اسم السفير الجديد الذى سترسله لأى دولة، لا سيما الدول التى ترتبط بعلاقات مهمة وحساسة مع واشنطن، عبر الصحافة، لتتعرف على ردود فعل البلد حيال الاسم المقترح، وهو ما حدث بالفعل قبيل تعيين "بيكروفت" سفيرا لواشنطن فى القاهرة، إذ كان من المتوقع أن ترشح حكومة باراك أوباما، السفير روبرت فورد، الذى كان كبير الدبلوماسيين الأمريكيين فى الأزمة السورية، لمنصب السفير فى القاهرة، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الحكومة المصرية أشارت إلى أنهم يرون "فورد" مقرّبًا من الأحزاب الإسلامية فى الشرق الأوسط.

غير أن خطوة تعيين السفراء تأتى بعد أن يقوم وزير الخارجية الأمريكى بتعيين النواب والمساعدين الخاصين به، إذ من المنتظر أن ترحل آن باترسون عن الشرق الأوسط نهائيًّا، مع تعيين مساعد جديد للوزير الجديد "ريكس تريلسون" لشؤون الشرق الأدنى، وحتى الآن ما زال مصير السفير ستيفن بيكروفت غير واضح.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة