صدر ديوان "18 نيسان" للشاعر محمد البديوى، عن دار دون للنشر والتوزيع، ومن المقرر مشاركة الديوان فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ48، والذى يبدأ يوم 26 يناير الحالى، ويضم الديوان 54 قصيدة بمختلف الأحجام.
غلاف ديوان 18 نيسان
"18 نيسان" هو نتاج أدبى لديوان بالشعر العامية المصرية، وهو بمثابة تجربة لكل شخص، ويكون بطل الديوان هو القارئ، وقال الشاعر محمد البديوى، طالب بكلية الصيدلة: إن تجربته مع الديوان استمرت لخمس سنوات فى كتاباته فى فترة يعتبرها من أصعب لحظات حياته، وأن الشعر العامى لا يأخذ حقه فى الساحة الأدبية، وأنه يتمنى تدريس شعر العاميه فى المناهج، مضيفا أن الحزن يغلب على ديوانه، فهو المحرك الأساسى للشعر تحديدا.
الشاعر محمد البديوى
ونستعرض قصيدة من الديوان بعنوان "المتلازمة":
المتلازمة
من بين كل بارات الهرم .. ولآخر حانة فى الموسكى
ومن تناغم عيون السكرانين .. مع كل كاس ويسكى
وتبص فى عنيهم تلاقى الدنيا خام
فتاة الليل بتتمايل بين ربوع البار الرخام
أول كاسين ما كانوش حرام .. علشان كنت بنساكى
تانى كاسين ما كانوش حرام .. بصى هنا وراكى
آخر كاسين ما كانوش حرام .. فرشت روحى على يدى وقولت روحى فداكى
الجلطة..
تجمع الذكريات فى أوردة الحنين هى الجلطة
مش عارف هل كنتى الغلطة أو كان مين ؟!!
من ست سنين لِسّانى بسأل
إزاى من طين ؟!!
باسم المولى اللى خلقنا
بروح واحدة وقسمنا اتنين
وجعلنى مالح بالفطرة
وخلاكى طَهور
ويشاء نتلاقى أنا وانتي
زى البحرين ويصيبنا فتور
من أول شباك فى عنيكي
ولآخر السور
ولأول ضحكة بِكريّة
تشبه للحور
ولآخر كاس خمرة معتَّق
والسُكْر الزور
ولأمى باب ربى التامن
وقُليبى البور
ولأول صدمة كسرتني
ومَلتنى كسوور
ولمجدى .. اللى بيفهم صمتي
ويحول نظراتى كلام
للبصة اللى بتقتل دايماً زى الألغام
تفسير الآية لتفسيرها
وتفسير التفسير تفسيره
والمعنى أكيد عند المولي
والمولى بيرفض تكسيره
قارون يبكى على فلوسه
نَخَّاس بيعدد روح روسُه
يوسف تبريئه فى قميصه
وقميص بيرجع أبصار
الخمرة حرام زى وجودك
كفَّرنى عِندِك وبرودك
ملعونة الوردة فى خدودك
سيبالى عيونك فى البار
عاصى وطول عمره كافر
برغيف يوصل للجنة
والتانى زاهد أو عابد
واحدة بترميه فى النار
عايش فى الضلمة وللضلمة
ومصاحب نُص العفاريت
بهرب من ذكرى على ذكرى
والروح مش حمل التنطيط
وكأنك شجرة عرَّاها مارس فـ ظهوره
وقتلها خريف ..
فجأة عمرى منى يفرط زى خرزة فى حبل سبحة
روح بتنتهى فى العناية والطبيب تشخيصه ذبحة
احتضار الروح مجازاً لا يُقاس بمعانى واضحة
مهما تضحك أو تِدارى الهموم فى البصة فاضحة.