بينما يجتمع الآن فى دافوس بسويسرا نحو 3 آلاف من قادة وصانعى القرار الاقتصادى والسياسى بالعالم من بينهم 40 رئيس دولة وحكومة، للمشاركة فى المنتدى الاقتصادى العالمى وتحديد خريطة ومستقبل وحلول مشكلات الاقتصاد العالمى، إلا أن عيونهم جميعا وآذانهم منذ بدء المؤتمر 17 يناير الجارى حتى الختام الذى سيتم مساء اليوم، شاخصة إلى "واشنطن" ترقبا لتنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، بما لذلك من تداعيات على الاقتصاد العالمى.
منتدى "دافوس" الذى أراد له منظموه هذا العام أن يستمد قوته من حضور رئيس دولة الصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، غير أن ترامب كان حاضرا بدءا من كلمة الافتتاح حتى لحظات الختام، حتى إن معظم النقاشات بدا وكأنها تناقش ما سيحمله وصوله إلى "البيت الأبيض".
ترامب
النقاشات بدءا من كلمة "كلاوس شواب" مؤسس منتدى دافوس عام 1971 ومديره حتى اليوم مرورا بالكلمات الرئيسية للمتحدثين وزعماء المال والسياسة، كانت فى اتجاه الرد على التخوفات التى يحملها قدوم "ترامب" رئيسا للولايات المتحدة، حتى إن المنظمون اختاروا لهذا العام عنوان "مسئولية القيادة"، فى رسالة موجهة ضد العداء المتزايد من شعوب الغرب للعولمة، ودعا "شواب" إلى البحث عن "الأسباب خلف غضب الناس وعدم ارتياحهم".
الرئيس الصينى يرد على تصرحيات ترامب
الرئيس الصيني شى بالاجتماع السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمي فى دافوس
الرئيس الصينى شى جين بينج الذى يعد أول رئيس صينى يعتلى منبر دافوس منذ تأسيسه فى 1971، لم يكن منشغلا فى كلمته بتفسير لكيفية تحمل الصين لمسئوليتها والقيادة فى الشئون الدولية، بقدر ما كانت كلمته وكل حرف فيها مجرد رد فعل على تصريحات ترامب، وعلى الرغبة فى الانغلاق والحماية.. شى جين بينج قال "لا أحد سيخرج منتصرا من حرب تجارية، ويجب أن نبقى متمسكين بتطوير التبادل الحر والاستثمارات خارج الحدود الوطنية وأن نقول لا للحمائية".. ودعا أيضا إلى "إعادة توازن فى العولمة" لجعلها أقوى وأكثر شمولية واستدامة، مؤكدا أنه لا يفيد أحد إلقاء المسئولية على العولمة فى كل مشاكل العالم".
بل إن "بينج" وصف "الحماية التجارية" التى وعد ترامب بفرضها على الصادرات الصينية إلى بلاده، "بأن يحبس المرء نفسه فى غرفة مظلمة كى يحمى نفسه من الخطر ولكن يحرم الغرفة فى الوقت نفسه من "النور والهواء"، كما رد على تصريحات الرئيس الأمريكى الجديد، بخصوص عدم الالتزام بـ"التغير المناخى" قائلا: "إن اتفاق باريس حول المناخ يشكل انتصارا تحقق بصعوبة"، داعيا كل الموقعين إلى الالتزام به.
كريستين لاجارد تحذر من إدارة ظهورنا للعولمة
-يحضر-الاجتماع-السنوي-للمنتدى-الاقتصادي-العالمي.jpg "كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي (IMF) يحضر الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي")
كريستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولى (IMF) يحضر الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادى العالمى
كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولى، كلمتها أيضا كانت فى نفس الاتجاه، حيث أكدت أن العولمة تحتاج لاتخاذ "منحى جديد"، لكن حذرت من إدارة ظهورنا للعولمة من أجل تحقيق التنمية ليس هو الحل الصحيح لتخطى الأزمة، كما أشارت إلى أن الطبقة الوسطى بالاقتصاديات المتقدمة تواجة أزمة وأن صناع القرار عليهم اتخاذ إجراءات إصلاح مالى وهيكلى.
جون كيرى ينقل الخلاف مع "ترامب" من البيت الأبيض إلى "دافوس"
وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى سيغادر منصبه اليوم، كانت كلمته تحذيرا من السياسات التى سينتهجها "ترامب"، ومن مخاطر الشعبوية فى المجال الاقتصادى، مشددا على الفوائد المتوقعة مستقبلا من التجارة الشاملة والتعاون بين الدول منتقدا شخصيات سياسية تستغل مخاوف الناخبين من هشاشة فرص العمل فى ظل اقتصاد العولمة والتجارة الحرة، ناقلا الخلاف بين إدارة أوباما التى يمثلها وإدارة ترامب إلى "دافوس".
العالم يغلى من "الخوف" من تأثير سياسات ترامب اقتصاديا
ليس هؤلاء فقط، بل إن نقاشات وتصريحات الاقتصاديين ورجال الأعمال، تشير إلى أن المنتدى العالمى الذى حول قرية صغيرة تسمى "دافوس" إلى واحدة من أهم مدن العالم، ليس ككل مرة.. العالم "يغلى من الرعب" والخوف مما قد تفعله سياسات "الحمائية" التى يرغب ترامب فى تبنيها.. جورج سورس الملياردير الأمريكى، قال خلال المنتدى، إن ترامب سيقود إدارة تسير فى اتجاه معاكس لمجتمع منفتح كالولايات المتحدة واصفا هذه الإدارة بـ"دولة المافيا".. جاك ما الملياردير الصينى مؤسس "على بابا" وجه انتقادات لاذعة لما يريديه الرئيس الأمريكى، قائلا إن أمريكا أهدرت على الحروب تريليونات الدولارات بدلا من استثمارها فى البنية التحتية.
"ترامب".. ملأ الدنيا وشغل الناس"
"دافوس" يكشف لنا كيف أن "ترامب" الرجل الأمريكى البالغ من العمر أكثر من 70 عاما، ملأ الدنيا وشغل الناس فى عالم المال والأعمال والسياسية إلى درجة أن اجتماع 3000 آلاف يناقش كيف يرد على رئيس لا يأبه كثيرا بتأثير تصريحاته على حركة الاقتصاد العالمى بأكمله وعلى اقتصاديات دول وأسواق وأسعار السلع الرئيسية والنفط بما لهذا من تداعيات، ربما تنقل العالم بأكمله إلى منطقة اقتصادية جديدة غير التى نحن فيها حاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة