60 شمعة تضىء طريق البحث العلمى.. "القومى للبحوث" يحتفل بعيده ووزير التعليم العالى يعلن رفع القانون لمجلس الوزراء.. ورئيس المركز:نشرنا 40 ألف بحث محليا وعالميا وأنتجنا عجول أنابيب لأول مرة بالشرق الأوسط

أعلن الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، موافقة جميع المراكز البحثية على مشروع قانون البحث العلمى الجديد، ورفعه اليوم الاثنين لمجلس الوزراء.

جاء ذلك خلال كلمته فى احتفالات المركز القومى للبحوث بالعيد الستينى لتأسيسه، بحضور اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، والدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، والدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، والدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، والدكتور طارق شوقى رئيس المجالس التخصصية الرئاسية، والدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى، واللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، ورؤساء المراكز البحثية والجامعات وعدد من الوزراء السابقين.

وزير التعليم العالى: ابتكاراتنا أقل مما ينبغى واختراعاتنا أقل من المطلوب

وقال الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فى كلمته خلال الاحتفال، إن القانون  يسمح بترجمة الأبحاث وتحويلها لابتكارات، متابعًا: "ابتكاراتنا أقل مما ينبغى، واختراعاتنا أقل من المطلوب".

وأشار الوزير، إلى أن الوزارة وقعت منذ 3 أسابيع بروتوكولاً مع اتحاد الصناعات، لتطبيق نتائج البحث العلمى مع وزارة الصناعة، إضافة إلى دعم الباحثين بالخارج مؤكّدًَا أن التعاون مع وزارة الصناعة هو السبيل لتحقيق قيمة بحثية يشعر بها المواطن، وتؤثر على حياته، مستطردًا: "نسعى لتحقيق إنجازات أكبر خلال الفترة المقبلة" .

وأكد الوزير فى كلمته، أن المركز القومى يجسد قيمة البحث العلمى، وتاريخ إنشائه بداية للاهتمام بالبحث العلمى فى مصر، ورغم إنتاجه المتميز ووجود أبحاث علمية قيّمة، لكن ما زال المجتمع لا يشعر بهذا الإنتاج، قائلا: "خلال المرحلة المقبلة يجب أن يشعر المجتمع أن الدعامة الواحدة له تعتمد على البحث العلمى، والدور الحقيقى للبحث العلمى أن يوليه المجتمع اهتمامًا أكبر، وأن توفر الدولة له موازنة أكبر من الحالية، إضافة إلى ربطه بالصناعة لتصنيع منتج محلى بدلا من الاستيراد من الخارج".

رئيس "القومى للبحوث": باحثونا نشروا 40 ألف بحث فى مجلات محلية وعالمية

فى السياق ذاته، قال الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز القومى للبحوث، إن الباحثين بالمركز نشروا 40 ألف بحث فى جميع المجالات، فى مجلات علمية محلية وعالمية، والمركز القومى للبحوث أولى النشر العلمى اهتمامًا خاصًا.

وأضاف "شعلان" فى كلمته خلال الاحتفال بالعيد الستين لتأسيس المركز القومى للبحوث، أن أساتذة المركز حصلوا على خُمس تمويل صندوق العلوم والتكنولوجيا منذ إنشائه، كما حصلوا على 185 براءة اختراع، منها 55 خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وتمكن من التوصل للقاح لعلاج فيروس أنفلونزا الطيور، مؤكّدًا أن هدف المركز دفع عجلة الإنتاج فى مصر، وفى هذا الإطار تم إنشاء مكتب الأفكار الإبداعية، إضافة إلى التواصل مع رجال الأعمال فى كل المجالات، كما اتجه المركز لتعظيم إمكانياته البحثية، وأنشأ شبكة للمعامل المركزية.

وأوضح الدكتور أشرف شعلان، أن المركز حصل على تمويل خاص من البنك الإسلامى للتنمية، وحدّث المزرعة الخاصة به فى "النوبارية" لإدخال تجارب جديدة، إضافة إلى إنشاء مزرعة جديدة للمركز فى "طور سيناء"، مؤكّدًا أن المركز نجح فى إنتاج أول 3 عجول أنابيب لأول مرة فى الشرق الأوسط، ويحسب الإنجاز للدكتورة أميمة محمد، أستاذ الأجنة بالمركز، وفريقها البحثى المعاون، وهذا المشروع يُحسّن السلالات الحيوانية فى مصر لو تم التوسع فيه وتطبيقه فى المزارع المصرية وتطويره باستخدام بنك الأجنة الذى أنشئ مؤخّرًا بالمركز.

وقال "شعلان"، إن المركز باع براءة اختراع مؤخّرًا، وندم كثيرًا على ذلك لعدم الاستفادة منها، متابعًا: "بيع براءة الاختراع خسارة، وكان الأفضل تطبيقها"، مشيرًا إلى أن المركز بدأ مؤخرًا فى بناء مقر جديد له بمدينة 6 أكتوبر، وأنه سيخصصه لأنشطة معينة، ومن المخطط افتتاحه خلال فترة قصيرة، مؤكّدًا فى السياق ذاته أن تجارب علاج السرطان بالذهب التى يجريها المركز تسير بخطى ثابتة.

وحول المشكلات والصعوبات التى يواجهها المركز القومى للبحوث وقطاع البحث العلمى فى مصر، قال الدكتور أشرف شعلان: "تنقصنا حزمة تشريعية لدعم الابتكار، إضافة إلى حملة قومية لتطبيق الابتكار وتفعيل استراتيجية البحث العلمى بشكل أكثر صرامة، وتمويل التركيز والدعم اللوجستى للتخصصات ذات البعد التنافسى، ودعم مراكز التميز والمعامل المركزية".

أحمد درويش: نستهدف أن تكون "قناة السويس" ضمن المناطق الاقتصادية الأهم عالميا فى 2030

من جانبه، قال الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خلال أولى جلسات الاحتفالية، إن منطقة القنطرة غرب التابعة للمحور بها تحدٍّ كبير فى التعامل مع التربة، نظرًا لارتفاع المياه الجوفية فيها.

وأضاف "درويش" فى كلمته خلال الاحتفالية، أن الهيئة تبحث فكرة أن تكون المنطقة الخاصة بالمحور شرق الإسماعيلية نقطة البداية لتصنيع الألواح الشمسية لتوليد الطاقة، وتتفاوض مع مستثمر لبدء استثمار أخضر فى هذه المنطقة، لإنشاء مدينة خضراء فى بورسعيد، موضحا أن المنطقة الشمالية ستكون نواة للصناعات الثقيلة، كما وقعت الهيئة عديدًا من البروتوكولات مؤخّرًا مع شركات لمجموعة كبيرة من الصناعات.

وأشار الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى أن المنطقة بها شركة مصر لتكرير البترول ومجمع البتروكيماويات، إذ يبلغ تمويل المجمع 7 مليارات دولار، تموله جهات مختلفة أجنبية، وتحاول الهيئة حاليًا الحصول على باقى التمويل من الولايات المتحدة الأمريكية، متابعًا: "عايزين نخرج من الاقتصاد أبو دولار ونتجه لأبو 10، ونضرب الناتج بتاعنا فى 10"، مؤكدا أن رؤية الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تهدف لأن تكون المنطقة ضمن الـ7 مناطق اقتصادية الأهم فى العالم بحلول 2030.

وشدّد الدكتور أحمد درويش، على ضرورة خلق مثلث بحثى بين المنطقة الاقتصادية للقناة وجهة بحثية مصرية وأخرى أجنبية، والبحث عن الجهة المستفيدة من الخدمات التى ستُقدم فى المنطقة، متابعًا: "المركز القومى للبحوث لو أتيحت له فرصة فى العمل مع الصناعة سيكون له دور كبير جدًّا، وتطوير المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس يسير بشكل جيد، وعايز أطمنكوا إن مؤشرات التنافسية الخاصة بالمنطقة جيدة جدًا، ونحن نصدر تراخيص البناء للمستثمرين بالمنطقة خلال 5 أيام فقط، كما أننا لا نفرض أى جمارك، إضافة إلى ميزة موقعنا الاستراتيجى الجيد، ومواردنا البشرية ممتازة، ولاد مصر لماحين وأذكياء وأقوياء، ومفيش عندنا أى مشكلة نمد أى مستثمر بالعمالة، ولا عندنا أى مشكلة تمنع المنطقة إنها تكون ضمن أكثر 7 مناطق جاذبة للاستثمار فى العالم، واللى مخلّى عندى أمل إن حلول كل مشكلاتنا كثيرة ومتنوعة".

فريق علاج السرطان بالذهب: توصلنا لنتائج هائلة مؤخرا.. ولا آثار جانبية

وفى إطار الاحتفالية، قال الدكتور أحمد عبدون، رئيس الفريق البحثى لتجارب علاج السرطان بحزيئات الذهب، إن الفريق توصل لنتائج هائلة مؤخّرًا، إذ نجح فى علاج حصانين من المرض باستخدام جزيئات الذهب، مؤكّدًا أن الجزيئات المستخدمة فى التجارب تخرج من الجسم خلال 21 يوما، ولا توجد لها أى آثار جانبية.

وأضاف "عبدون" فى كلمته خلال الجلسة الثانية لاحتفالية المركز، أن نسبة استجابة الحالات التى تم إجراء التجارب عليها للعلاج بلغت 62% استجابة كاملة و25% استجابة جزئية و12% لم تكن هناك استجابة، مؤكّدًا أن العلاج أثبت فاعليته فى علاج سرطان الثدى والجلد لدى القطط والكلاب، كما أنه لا يُحدث أى تغيير فى المادة الوراثية المعالجة، متابعًا: "جزيئات الذهب يمكنها التعرف على الخلايا المصابة بالسرطان من السليمة، وقد استهدف المركز من تطبيق علاج السرطان بحزيئات الذهب على الحيوانات الكبيرة، التأكد من عدم وجود آثار جانبية للعلاج، أو تسببه فى إحداث تشوهات"، مشيرًا إلى أن هناك أشكالاً كثيرة لجزيئات الذهب، استخدم المركز منها  nano rads إذ تم إجراء التجارب على 30 كلبًا و9 قطط وحصانين.

وأشار رئيس الفريق البحثى لتجارب علاج السرطان بحزيئات الذهب، إلى أنه تم إجراء التجارب بالجمعية المصرية بالرفق بالحيوان، ومعامل أخرى، موضّحا أن الأجانب فى مصر كانوا سباقين بإجراء التجارب على الحيوانات التى يملكونها، وأن خطوات إجراء التجارب على الحيوان تمر بعدة مراحل، إذ يتم قياس عدّة وظائف بجسم الحيوان، ثم قياس حجم الورم، ثم أخذ عينة دم من الحيوان، ثم تحليل جزء من النسيج الورمى، ثم تحديد حجم الجرعة على حسب حجم الورم، وحقنه بها وتركه 10 دقائق، ثم البدء فى تقسيم الورم لأجزاء وتوجيه الليزر إليه ليقتله.

المركز القومى يوقع بروتوكولات مع وزير التنمية المحلية ومحافظ الفيوم

من ناحية أخرى، وقع رئيس المركز القومى للبحوث، عدّة بروتوكولات مع الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، والدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تحت عنوان "القرية الخضراء لتنمية القرى"، لتطبيق الاشتراطات البيئية بالميناء، واستخدام التكنولوجيا الممكنة التى استُخدمت بالموانئ العالمية، ووقع بروتوكولاً مع محافظ الفيوم، للتعاون حول تنمية المحافظة، واستخدام خبرات المركز فى خدمة المحافظة وحل مشكلاتها، مثل بحيرة قارون، وتنمية الثروة الحيوانية والنباتية، إضافة إلى تنظيم قوافل طبية للمحافظة.

وكرم المركز وزير الإنتاج الحربى ووزير التعليم العالى والبحث العلمى، ومحافظ الجيزة، ورئيس جامعة القاهرة، والدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، والدكتور نبيل عبد المقصود مدير مستشفى القصر العينى الفرنساوى، إلى جانب تكريم عدد من كبار الأساتذة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ا