قالت الدكتورة "نبيلة السعدى" أخصائية التواصل الاجتماعى بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية، إن الأصدقاء يؤثرون فى حياة بعضهم بنسبة 75%، وهو ما يغير سلوكهم بمجرد الذهاب للمدرسة ومخالطة العديد من الأطفال فى نفس أعمارهم، ويستمر التأثير من مرحلة الطفولة حتى المراهقة.
وتابعت، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، تلاحظ الأم دائما تغيرات تدريجيا فى تصرفات طفلها بمجرد ذهابه للحضانة أو المدرسة، ويرجع ذلك لمخالطة أطفال من مختلف الثقافات والتربية، وفى حالة إهمال الأسرة لطفلها وقلة اهتمامها به يتجه الطفل إلى أصدقائه أكثر ليسيطروا على عقله ويكونوا هم ملجأه الأول قبل الأسرة فى الرعاية والاهتمام، وهو ما ينعكس بعد فترة بالسلب عليه، من الممكن أن يكون هؤلاء أصدقاء السوء الذين يقودوه لإدمان المخدرات وممارسة الرذائل، والتى أصبحت حقيقة وفقا لتقرير العديد من المؤسسات الحكومية، حيث أصبح عمر الإدمان فى مصر يبدأ من 10 سنوات.
وأضافت، أن صديق الطفل لا يلومه أو يعنفه ويستمع إلى مشاكله ويحاول حلها قدر ما يستطيع ويحاول طوال الوقت إسعاده، لذلك ينجذب الابن له أكثر من الأهل ويقوم كل منهم بالاستماع إلى الآخر دون تفكير، فلديهم ثقة كبيرة لدى بعضهم، وهذا الصديق أو ما يطلق عليه الأهل "شلة الأصحاب" يعمل على تغيير سلوك بعضهم البعض ليكون لها سمة واحدة تميزهم عن غيرهم، ومن هنا يجب على الأهل معرفة سمات وصفات أصدقاء أبنائهم ومحاولة التقرب منها.
وأشارت الدكتورة "نبيلة" إلى أن الأصدقاء يؤثرون فى بعضهم بمقدار 75% وهى نسبة مرتفعة، وتختلف هذه النسبة على حسب دور الأسرة فى حياة الطفل ذاته، فهناك أسر تترك أطفالها دون اهتمام بين أصدقائهم، وأسر أخرى تقوم بجذب أبنائهم من "شلة الأصحاب" ليكونوا وسطهم يستمعون لنصائحهم ويكونوا بجانبهم فى كل المواقف سواء الجيدة والسيئة حتى لا يكون انتماء الطفل لأصدقائه أكثر من أهله.
وتنصح الدكتورة "نبيلة" الأهل بأهمية جذب أبنائهم إلى داخل الأسرة مرة أخرى ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق استخدام العقل والمنطق فى التعامل معهم، ومشاركتهم منذ الصغر فى كل المواقف والمحطات التى يمروا بها، ولا ننسى أهمية الاستماع لأبنائنا حتى لا يلجأوا إلى الفضفضة مع أصدقائهم بدلا من الأهل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة