تعد بحيرة المنزلة إحدى أكبر البحيرات فى مصر، وتنتج ما يقرب من 48% من حاجة مصر للأسماك، وتقع فيها مدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية، على ضفافها بالكامل، ويحدها 4 محافظات هى الدقهلية، ومحافظة بورسعيد، ومحافظة دمياط، ومحافظة الشرقية.
تتصل البحيرة بقناة السويس، من خلال بوغاز يقع فى بورسعيد، ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغاز آخر يسمى الجميل، وتعد من البحيرات التى يتوفر لها العمل طول العام، لاعتدال المناخ معظم أيام السنة.
يعانى العديد من الصيادين ببحيرة المنزلة، من الإصابة بمرض فيروس C، والعديد من الأمراض الجلدية الأخرى، بسبب تلوث المياه بجميع الملوثات السائلة، من خلال بحر البقر الذى يصب فى بحيرة المنزلة، دون أن يكون هناك تطهير لتلك المياه أو معالجة من خلال خلطها بمياه مالحة آتية من البحر الأبيض المتوسط، من خلال البواغيز.
وتواجه البحيرة مشكلات عدة، أهمها إغلاق البواغيز، بعد انسدادها بفعل الملوثات ببحر البقر، والذى يعتمد على الصرف الصناعى والصحى والزراعي، مما يجعل المياه خطرة للغاية، وبها العديد من الملوثات التى تؤثر على الأسماك، مما يؤثر بالسلب على صحة الإنسان، وصحة جميع العاملين فى مهنة الصيد.
مشكلات أمنية مستمرة
فى ظل التلوث البيئى الذى تشهده بحيرة المنزلة، تطل المشكلات الأمنية على الصيادين ببحيرة المنزلة، لتلقى على عاتقهم العائق الأكبر خلال العمل، حيث تنتشر عصابات التعديات على بحيرة المنزلة، حيث قامو بردم مساحات كبيرة من البحيرة داخل المياه، وبناء مساكن عليها، وأحواش سمكية ومناطق مسيجة، محظور الصيد فيها على جميع الصيادين، مما يؤدى إلى تقلص مساحة بحيرة المنزلة.
تعين تلك العصابات حراس على المناطق المسيجة، ومناطق التعديات، ومساحات الأحواش السمكية، مسلحين لا يألون جهدا فى إطلاق النيران على كافة الصيادين الذين يحاولون الاقتراب من البحيرة.
وكان يتم فى الماضى، منع الصيادين الصغار من الصيد فى مناطق بعينها من البحيرة، وقام أصحاب تلك التعديات بالبناء حول مناطق تعدياتهم تلك، ومن ثم تطورت حتى وصلت لمنع اقتراب الصيادين من هذه المناطق.
ووسط صعوبة التدخل الأمنى ببحيرة المنزلة، ومنع انتشار تلك التعديات، أو هدمهما للحاجة لإمكانية بحرية كبرى، يصعب نقلها برا إلى بحيرة المنزلة، تفشى العديد من أشكال الخروج عن القانون داخل البحيرة، فمنها انتشار عصابات سرقة مراكب الصيادين، والتى ظهرت فى الآونة الآخيرة، حيث قامت العديد من العصابات بسرقة عدة مراكب من الصيادين، وحرروا محاضر بذلك، ثم التعدى على الصيادين وصلت إلى حرق صياد، والمرور عليه بمركبة، بعد أن ألقته عصابة لسرقة المراكب فى المياه، وأخذت مركبه عنوة.
كما يكثر ورد النيل، والغاب والبوص، والقمامة بالبحيرة، مما يجعل مساحة الصيد ضيقة جدا، وفى الآونة الأخيرة نجح نائب المطرية والمنزلة، محمد العتمانى، فى الحصول على وقود، لتشغيل الحفارات المخالفة والمقبوض عليها، وفقا لقرار محافظ الدقهلية، بتشغيلها 3 أشهر لصالح التطهير بحيرة المنزلة، ووصلت عملية التطهير إلى رفع 11 فدانا من البوص، وورد والنيل، والقمامات، فى ظل غلق البواغيز التى تصل بين البحيرة والبحر الأبيض المتوسط.
وأمام تلك المشكلات بدأ الصيادون فى العزوف، عن العمل بالبحيرة، وبحثوا فى أكثر من مكان خارج البحيرة، عن العمل، فى مهنتهم الأم، ولم يجدوا مفرا من الذهاب للبحر الأحمر وهناك، كانوا على موعد مع العديد من الكوارث، التى لم يلقوها فى بحيرتهم الهادئة.
العديد من الصيادين قاموا ببيع مراكبهم وشراء عربات التوك توك للعمل بها داخل مدينة المطرية، بعد كساد مهنتهم التى ورثوها أبا عن جد حيث يعمل ما يزيد عن 90% من سكان المدينة، فى مهنة الصيد، ويعتمد باقى السكان على المهن المساعدة للصيد، مثل صناعة المراكب والسفن، والشباك.
ومدينة المطرية، تعد من المدن الأكثر فقرا بمحافظة الدقهلية، ويسكنها ما يزيد عن 250 ألف نسمة، معظمهم يعملون فى الصيد ببحيرة المنزلة، المهنة التى بدأت فى الاندثار بسبب سوء الأحوال فى بحيرة المنزلة.
ولجأ المئات منهم ممن ظلوا على مهنة آبائهم وأجدادهم فى الصيد، إلى الخروج فى رحلات خطرة جدا، إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط، مما يعرضهم إلى العديد من المخاطر، من بينها الغرق، والخطف، والقرصنة، واختراق المياه الإقليمية ومن ثم الاحتجاز والحبس والغرامة.
ويقول أحمد آدم، صياد، "نلجأ كصيادين للذهاب للبحر الأحمر، مخلفين بحيرة المنزلة وراء ظهرنا، البحيرة التى بإمكانها أن توفر لمصر 50% من حاجتها السمكية وتوفير عليها نفقات تتخطى 750 مليون دولار سنويا، قيمة استيرادنا للأسماك من الخارج، ونلجأ للبحر الأحمر أو المتوسط، للعمل فلا نحسن مهنة غير مهنة الصيد، ولا مأوى لنا سوى المياه لكسب قوت يومنا".
ويضيف "آدم" نحن مجبورون على الذهاب للبحار، بسبب التعديات، وسوء الحالة الأمنية، وتعرضنا للسرقة، ونذهب مع صيادين من مدينة دمياط عادة، وهم يملكون مراكبا قوية نوعا ما، وليست متطورة بالشكل الكافى، ونعتمد على خبراتنا الشخصية، وهذا ما يعرضنا للحادث تلو الحادث، وهؤلاء الصيادين المحتجزين باليمن، كان من الممكن جدا أن أكون واحدا منهم، وممكن أن أكون فى المستقبل مثلهم، حيث إننا فى ساعات الشدة، لا نملك من أمرنا إلا الدعاء إلى لله من أجل ينجينا، ولم تعد المسألة تختلف كثيرا، ما أشبه الموت فى البحر المتوسط بالموت ببحيرة المنزلة، وما أشبه البلطجة فى بحيرة المنزلة بالسلطات الدولية بالبحرين الأحمر والمتوسط، فالأمران سواء، كلاهما مر، وكلاهما مهلكة وهلاك.
فيما تقدم محمد محمود العتمانى، عضو مجلس النواب عن دائرة المطرية، بمحافظة الدقهلية، بطلب للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتطهير بحيرة المنزلة، بعد تفاقم الأزمات التى يمر بها الصيادون بالبحيرة.
وقال "العتمانى" فى طلبه، لرئيس الجمهورية، الذى حصلت اليوم السابع على فحواه، إنه تم التقدم بطلب لرئيس الوزراء، ووزير الداخلية، ووزير الزراعة، ووزير البيئة، والمختصين بالمسطحات المائية، لتطهير وتطوير بحيرة المنزلة، وإلى الآن لم يستجب مسؤول، ومن العدل أن نتساوى ببحيرة البرلس، ونطالب بإصدار أمر من جهتكم لعمل اللازم.
1 كميات السمك بالمراكب الثلاث
2 عينات من الأسماك المحتجزة
3 بعض الأسماك المجمدة
4 أسماك بالمراكب المفرج عنها
5 ورد النيل يغرق المراكب
6 الصيادون يصطادون دون مراكب
7 الصيادون هجروا مراكبهم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة