خلال السنوات الماضية كانت أمريكا الجنوبية تتميز بوجود مجموعة من النساء الأقوياء فى الرئاسة، فاستطاعت أن تصل المرأة فى أمريكا الجنوبية إلى أعلى منصب وهو منصب رئيس الدولة، فكان هناك 4 حكام من دول القارة من الجنس الناعم، فى البرازيل والأرجنتين وكوستاريكا وتشيلى، ولكن ما حدث لهن بعد ذلك كان مؤلما. فقد تم تهميش اثنتين من أكثر نساء المنطقة نفوذا، وتولى رجال المنصب بدلا منهما، فيما بدا أن دول أمريكا اللاتينية ترغب فى الرئاسة الذكورية مرة أخرى.
ويعد النوع أو الجنس سبب المشاكل الحالية لهؤلاء السيدات، فالتراجع الجماعى للنساء الثلاث ديلما روسيف فى البرازيل، وكريستينا فيرنانديز فى الأرجنتين، وميشيل باتشيلت فى تشيلى، يشير إلى استمرار المواقف الذكورية فى المنطقة، خاصة داخل المؤسسة السياسية.
وبينما تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للانتخابات الألمانية فى العام الحالى إلا أن هناك تساؤلات حول إذا كانت ستحلق بقائمة النساء اللاتى أخفقن سياسيا، وكان آخرهن هيلارى كلينتون التى خسرت فى انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضى. البعض يرجح خسارة ميركل وذلك بسبب سياستها الخاصة باللاجئين، ويشيرون إلى إمكانية فوز وزير الاقتصاد زيجمار جابرييل، الذى وصلت شعبيته إلى 20%.

ديلما روسيف
تعرضت الرئيسة البرازيلية السابقة، ديلما روسيف، خلال العام السابق إلى سوء حظ قد لا يتعرض له أى شخص آخر، فهى كانت تحكم أكبر كيان بيروقراطى فى أمريكا اللاتينية، ولكن بسبب الغضب الشعبى بعد فضيحة فساد مترامية الأطراف فى شركة النفط الوطنية ساعدت الكونجرس فى تحريك إجراءات الإقالة، والآن تم تنصيب ميشيل تامر رئيسا للبرازيل.
وترى روسيف أن سبب خسارتها كان بسبب "كراهية النساء"، والذى كان سببا فى خسارة هيلارى كلينتون، التى تصفها روسيف بأنها صديقة على الرغم من خلافاتهما، وأشارت روسيف فى مناسبات عديدة إلى أن هناك معايير مزدوجة فيما يتعلق بالنساء اللاتى يتولين العمل السياسى.

كريستينا فيرنانديز
أما كريستينا فيرنانديز، رئيسة الأرجنتين السابقة، فقد تم اتهامها بالفساد بسبب تورطها مع مسئول بالأشغال العامة والذى اعتقل فى يونيو الماضى أثناء محاولته إخفاء ملايين الدولارات. واتهم قاضى اتحادى، فرنانديز ومسئولين آخرين فى إدارتها بجرائم تشمل الاستيلاء المتعمد على أموال كانت مخصصة لأشغال طرق عامة، مما جعلها تخسر فى آخر انتخابات رئاسية ويفوز ماوريسيو ماكرى.
وفى تشيلى واجهت حكومة ميشيل باتشيلت حملة مشابهة أيضا، ويثير هذا تساؤلا حول تطور دور المرأة فى أمريكا الجنوبية، فمصير القادة الثلاثة الآن يتناقض مع مكانتهن قبل 5 سنوات، ففى 2011 بدأت روسيف رئاستها للبرازيل، وفازت كيرشنر بولاية ثانية على التوالى فى اﻷرجنتين، وباشليت شهدت ارتفاعا لشعبيتها ﻷكثر من 800% بعد انتهاء فترة ولايتها اﻷولى.
وتقول فريدة جالازة، الأستاذ بجامعة ولاية "أوكلاهوما": "الأمر يبدو وكأن القيادات النسائية يحصلن على رد فعل عنيف على الفساد من الرجال".