محبة القاهرة تفوح فى شوارع بيروت.. وزير المهجرين اللبنانى لـ"اليوم السابع": العالم جند الإرهاب لتفتيت سوريا وخدمة إسرائيل.. "الأسد" وجه حضارى.. حنكة الرئيس السيسى تحفظ نسيج مصر ونشكره على الدعم المستمر

الإثنين، 16 يناير 2017 05:25 م
محبة القاهرة تفوح فى شوارع بيروت.. وزير المهجرين اللبنانى لـ"اليوم السابع": العالم جند الإرهاب لتفتيت سوريا وخدمة إسرائيل.. "الأسد" وجه حضارى.. حنكة الرئيس السيسى تحفظ نسيج مصر ونشكره على الدعم المستمر وزير المهجرين اللبنانى طلال أرسلان
حوار - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال وزير المهجرين اللبنانى ورئيس الحزب الديمقراطى، طلال أرسلان، إن العالم برمته جند الإرهاب لتفتيت سوريا، خدمة لمصالح إسرائيل، واصفا الرئيس السورى بشار الأسد بالأخ والوجه العربى والحضارى.

وأكد وزير المهجرين اللبنانى، فى حواره مع"اليوم السابع"، أن مصر من اللاعبين الأساسيين فى المنطقة، والاعتدال السياسى الذى ينتهجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، من خلال الحفاظ على التنوع والنسيج المصرى المتماسك، يدل على حنكة سياسية فى استباق محاولات التطاول على الوحدة المصرية، مشيدًا بدور القوات المسلحة المصرية، التى أثبتت فى كل استحقاق أنها الحامى للأرض والمؤسسات المصرية، مشدّدًا على أن مصر السند الحقيقى عبر دعواتها المتكررة لإنهاء الفراغ الرئاسى فى لبنان، والإسراع فى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفيما يلى نص الحوار...


 

ما الدور الذى تقوم به وزارة المهجرين فى لبنان ؟

تعتنى بكل شؤون المهجرين فى المناطق اللبنانية كافة، وتأمين عودتهم إلى مناطقهم وقراهم، وتحصين أوضاعهم وتأمينها من النواحى الاجتماعية والاقتصادية، وتمكينهم من الاستقرار فى أماكن إقامتهم والمساهمة الكاملة فى حقوق المواطنة وواجباتها.


 

فى رأيكم هل تأثر لبنان بالصراع فى سوريا بسبب قتال حزب الله إلى جانب الأسد؟

بعض جهابذة السياسة يعتقدون العكس، وأن لبنان هو المؤثر فى أوضاع سوريا، لذلك تبنى البعض تصريحات نارية، ظنًا منهم أنهم قادرون على التغيير، اليوم أصبحت نسبة الوعى أفضل، لقناعتنا بأن اللعبة فى سوريا أكبر من لبنان، وقد تكون أكبر من الإقليم، ولبنان يتأثر ولا يؤثر.

كل الأحداث تدل على أن العالم برمته جند الإرهاب لتفتيت سوريا، خدمة لمصالح إسرائيل، ومن يطلع على مقررات مؤتمر رئيس وزراء بريطانيا عام 1907، كامبل بانرمان، أى منذ 100 عام، والذى جمع 7 دول أوروبية، يعرف ما معنى إسرائيل، ذلك الجسم الغريب الذى أُوجِد خصّيصًا لتفتيت المنطقة، فمن يعتقد أن تدخل حزب الله الاستباقى فى سوريا للحد من جنوح الإرهاب باتجاه الحدود اللبنانية خطأ، يغفل أن الإرهاب كان سيضرب لبنان حتمًا من دون تدخل حزب الله، وهو لا يفقه فى السياسة، فمصر لم تتدخل فى سوريا ورغم ذلك ضربها الإرهاب، ولذلك فتأثر لبنان بالحرب الدائرة فى سوريا ليس بسبب تدخل حزب الله، فلبنان محكوم جغرافيًّا بالخارطة السورية، والتداخل العائلى والاجتماعى والاقتصادى الذى يحكم البلدين.


 

ما موقفكم من الرئيس السورى بشار الأسد؟

صديق وأخ، ووجه عربى حضارى.


 

هل تأثر لبنان بانتخاب الرئيس ميشال عون وقرار السعودية الخاص بهبة الجيش؟

على الحكومة اللبنانية الحفاظ على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، سيأتى النهار الأبيض، ويعود الجميع إلى الحوار، مع ودٍّ عربى تقليدى، فالحقائق قد ظهرت، ولا يجب على الجميع التفريط فى هذه الفرصة، فالكل بات يعرف من سبب الحرب فى سوريا.

 

ما تقييمك لموقف مصر من أزمة لبنان الأخيرة؟ وهل نجحت فى دفع الأطراف للحل؟

مصر من اللاعبين الأساسيين فى سياسة المنطقة، ومن ثمّ فإن الإيجابية المصرية فى التعاطى مع لبنان وأزماته كشفت عن دبلوماسية راقية، كما أن الاعتدال السياسى الذى ينتهجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، من خلال الحفاظ على التنوع والنسيج المصرى المتماسك، يدل على حنكة سياسية فى استباق محاولات التطاول على الوحدة المصرية، ولا نتناسى أن الجيش المصرى يثبت فى كل استحقاق أنه الحامى للأرض والمؤسسات المصرية، وكل هذا يجعلنا نرى فى مصر سندًا حقيقيًّا لنا، وهذا ما لاحظناه فى الفترة الأخيرة من خلال دعوات مصر المتكررة لإنهاء مرحلة الفراغ الرئاسى فى لبنان، والإسراع فى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونتوجه بالشكر لمصر على دعمها المستمر، كما نأمل أن تبادر الدبلوماسية المصرية خلال زياراتها للبنان، إلى توسيع لقاءاتها مع القيادات السياسية، كى تتمكن من تشكيل صورة أفضل عن التنوع اللبنانى الإيجابى.

 

لماذا خصصت حكومة لبنان وزارة للمهجرين؟

ساهمت الحرب الأهلية اللبنانية، من خلال الصراعات الطائفية لتأليب فئة مذهبية على حساب فئة أخرى، وهو ما أدى لنزوح آلاف المواطنين من مناطقهم لمناطق يشعرون فيها بأمان مع اللون المذهبى والطائفى الواحد، هذه المعضلة أنتجت شرخًا عميقًا بين مكونات المجتمع اللبنانى المتنوع، وفرضت تحديات وطنية لإيجاد صيغة وآليات معينة لعودة المهجرين لقراهم وبلداتهم بكرامة ومعنويات عالية، وإزالة حاجز الخوف من الآخر، لهذا السبب بالذات كانت وزارة المهجرين.

 

ما موقفكم من إعلان بعض الدول العربية والجامعة العربية تصنيف حزب الله فصيلا إرهابيا؟

المادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة، التى جاء فيها صراحة تقرير الحق الشرعى والقانونى فى المقاومة، هى ما تم التأكيد عليه عام 1977 فى البروتوكولين الإضافيين لاتفاقيات جنيف 194، فالقانون الدولى واضح فى إقراره لحق الشعوب فى المقاومة، ومنها المقاومة المسلحة، سعيًا للوصول لاستقلال أرضها وسيادتها وقرارها السياسى والمحافظة على مصالحها، وفى الوقت نفسه حظر ومنع كل الدول من الاعتداء والاحتلال لأراضى دول أخرى، وانتهاك سيادتها، وهو عكس السلوك الذى نراه اليوم من قبل الدول الغربية وإسرائيل خصوصًا.

 

ما أبرز التحديات التى تواجهها حكومة الرئيس سعد الحريرى؟

لا شىء يعلو على الأمن والاستقرار، فى ظل منطقة ملتهبة بالتطرف، وعلى الحكومة أن تجد مناخًا من الوحدة الوطنية الكفيلة بتحصين البلد أمنيًّا، وعلى الحكومة أن تعى أنه لا مفر من التعاون بين الجيشين اللبنانى والسورى، للحد من العبث بأمن واستقرار لبنان، ناهيك عن أن العلاقة أصبحت مميزة مع الخليج العربى بعد فترة سادتها الضبابية، ويجب أن تعود إلى مجراها الطبيعى، من خلال فهم العالم العربى لموقع لبنان الجيوسياسى، فهذا الموقع الجغرافى المتميز من الناحية الاقتصادية، محاصر اليوم بين إسرائيل والإرهاب الدولى الذى يأخذ من سوريا منصة أساسية لنشاطه، وعلى دول العالم أن تعى حساسية موقف لبنان المتعلق بهذا الشأن، وألا يُطلب من لبنان ما يفوق قدراته فى هذا السياق.

ومن التحديات المنبثقة عن الأزمة السورية، أزمة النازحين واللاجئين، وواجب علينا أن نستوعب ما يمكن استيعابه من الإخوة السوريين الذين عانوا ما عانوا من آلة الحرب الإرهابية، لكن إمكانات لبنان أدنى من كلفة هذا الملف، ديموجرافيًّا واقتصاديًّا، وعلى الحكومة أن تطلب، ودون خجل، مساهمة الجميع فى دعم لبنان، الذى أصبح عدد النازحين من الأشقاء السوريين يفوق ثلث سكانه، وهى معادلة خارقة للتوازن الاجتماعى، وتشكل خطرًا على الاقتصاد اللبنانى.


 

ما أبرز التحديات التى تواجهها وزارتكم فى المرحلة المقبلة؟

التحدى الأبرز هو إيجاد الاعتمادات المالية اللازمة لاستكمال عودة المهجرين إلى بلداتهم، إضافة إلى تحصين عودتهم، من خلال تأمين البنى التحتية اللازمة لبقائهم واستقرارهم الإسكانى، طبعًا هذا الواقع يجب أن يُكرس من خلال دعم بعض المشروعات صغيرة الحجم، وتقديم بعض المساعدات الاجتماعية، حتى يتمكنوا من خلق  فرص عمل، وهذا ما نسميه بتحصين العودة المتعلقة طبعًا بالإنماء البلدى والريفى.


 

هل الحكومة الحالية هى الأنسب للبنان؟

فى الوقت الراهن أعتقد نعم، هى أفضل الممكن.


 

هل أثر تواجد السوريين والفلسطينيين على استقرار واقتصاد لبنان؟

أولاً، من الخطأ مقاربة الموضوع الفلسطينى والموضوع السورى من عدسة المنظار نفسه، فالنزوح الفلسطينى كان قسريًّا بسبب الآلة الإسرائيلية، أما النزوح السورى فهو اختيارى، وكان من الممكن أن يختار النازحون مناطق سورية آمنة ويذهبون إليها، وهذا ما فعله بعضهم، والواقع أننى أرفض إطلاق اسم اللاجئين على النازحين السوريين الضيوف، كما أرفض صوغ أية مقررات لمجلس الأمن تتعلق بالنزوح السورى، حتى لا يصبح هذا النزوح شرعيًّا ويتحول من خلال القرارات الدولية إلى لجوء موثق، هم ضيوف، وعندما تهدأ الأمور سيعودون إلى الوطن الأم، وكما قلت فإن التأثير على الاقتصاد قد وقع ويجب إيجاد حلول من خلال تفهم العالم أجمع لوضع لبنان وقدرته على التحمل.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة