أكد وزير خارجية فرنسا جون مارك أيرولت على الدور والجهود التى تقوم بها مصر والولايات المتحدة وبلدان أخرى لدفع طرفى النزاع الفلسطينى والإسرائيلى إلى العودة لمائدة المفاوضات.
جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير خارجية فرنسا، اليوم الأحد، عقب انتهاء مؤتمر باريس الدولى للسلام فى الشرق الأوسط، والذى شاركت فيه 70 دولة ومنظمة دولية من بينها مصر والجامعة العربية.
وشدد أيرولت على الحاجة الطارئة للحفاظ على حل الدولتين الذى يهدده الاستيطان واستمرار العنف، وللحيلولة دون اتخاذ أى إجراء أحادى الجانب قد يشعل الوضع على الأرض فى القدس ومناطق أخرى.
وأشار إلى أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى أوقع ثلاثة حروب فى ست سنوات، وبأن كل عوامل التصعيد ما زالت موجودة اليوم، محذرا من أن المجتمع الدولى حال عدم التحرك سيتحمل مسؤولية تردى الوضع إلى حد حدوث صدام معروف سلفا سيستغله المتطرفون فى كل البلدان.
كما لفت إلى ضرورة متابعة الأعمال التى بدأت منذ مؤتمر السلام السابق فى 3 يونيو الماضي، للتوصل إلى حل عادل على أساس حدود 1967 وقرارات الأمم المتحدة الرئيسية.
وحول موقف فرنسا من إقدام الإدارة الأمريكية الجديدة على نقل سفارتها إلى القدس، قال أيرولت إنها ليست المرة الأولى التى تدلى بها الإدارة الأمريكية بتصريحات مماثلة فإدارات سابقة أشارت من قبل إلى هذا الحل، مشددا على أن مسألة القدس "الحساسة جدا" لا يمكن تناولها إلا فى إطار مفاوضات بين طرفى النزاع وأنه سيبحث هذا الأمر مع نظيره الأمريكى الجديد الذى سيتولى مهامه قريبا، معربا عن يقينه بأن روح المسؤولية ستكون هى الحاكمة فى نهاية المطاف.
وحول غياب أطراف الصراع عن المؤتمر، قال وزير الخارجية الفرنسي: "لقد تم التحضير للمؤتمر بشفافية، وشرحنا وجهة نظرنا للفلسطينيين وللرئيس عباس، وقد اقترحنا أن نجتمع مع الطرفين، وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو عن استعداده للقدوم لباريس لكنه غيّر رأيه بعد تقديم مبادرة من فرنسا، لكننا لم نغير رأينا ومستعدون لمساعدة الطرفين ويسرنا أن يأتوا لباريس للتفاوض فى أسرع وقت ممكن".
وأضاف أيرولت: "هناك رغبة مشتركة لدى العالم كله لتحقيق السلام، ونأمل أن تقوم الإدارة الأميركية بدورها فى هذا المجال.. يمكننا التغلب على التهديد.. تشعر فرنسا أن لديها هذا الالتزام لوجود روابط قديمة وصداقة مع إسرائيل وكذلك مع فلسطين، وقد لاحظنا أن الفرنسيين يستطيعون الاعتماد على دعم عدد كبير من الدول وقد أثبت التاريخ أن الدبلوماسية والتفاوض هما أصعب ولكنهما الأكثر استدامة للحل فى منطقة الشرق الأوسط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة