مخاوف حادة فى إسرائيل من عودة الجيش السورى مدعوما بقوات إيران وحزب الله إلى الجولان.. عودة القوات السورية للهضبة يحتم على الاحتلال إجراء تقيمات عسكرية جديدة.. وتل أبيب تفضل المعارضة المسلحة على حدودها

الجمعة، 13 يناير 2017 04:47 ص
مخاوف حادة فى إسرائيل من عودة الجيش السورى مدعوما بقوات إيران وحزب الله إلى الجولان.. عودة القوات السورية للهضبة يحتم على الاحتلال إجراء تقيمات عسكرية جديدة.. وتل أبيب تفضل المعارضة المسلحة على حدودها مخاوف حادة فى إسرائيل من عودة الجيش السورى
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عكست صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الخميس، حالة القلق الأمنى والتأهب التى تسود إسرائيل الأيام الجارية بعد إنسحاب قوات المعارضة المسلحة السورية والتنظيمات الإرهابية من قرى هضبة الجولان المحتلة، وعودة قوات الجيش النظامى السورى إلى تلك المناطق وتمهيد الطريق لحلفائه من إيران وحزب الله.

 

وأوضحت الصحيفة العبرية أنه منذ هزيمة المعارضة السورية المسلحة فى حلب، يجرى النظام السورى اتصالات مع المعارضين فى الجولان بهدف التوصل إلى تفاهمات على اخلاء المناطق التى يسيطرون عليها حسب نموذج الاستسلام فى حلب.

 

وقد تمكن النظام حتى الآن من اقناع المسلحين فى 5 بلدات فى الهضبة بترك المنطقة بسلام، وسيطر الجيش السورى على هذه القرى بالكامل.

 

وقالت مصادر درزية فى الجولان المحتل، إنه تجرى حاليا مفاوضات بين النظام السورى وممثلى المسلحين، فى قريتين درزيتين تجاوران الجدار الحدودى مع إسرائيل، وهى مزرعة بيت جن، وبيت جين، وقد انتقل المسلحون إلى هاتين القريتين بعد معارك دمشق.

 

وكانت اسرائيل قد قدمت مساعدات لقسم من القرى التى يجرى النظام السورى اتصالات معها حاليا، كما يتضح فأن تلك المساعدات لم تخلف لديهم التزاما نحو إسرائيل.

 

وأشارت يديعوت إلى أن الطرف الذى يقدم المشورة للسوريين فى مفاوضاتهم مع المسلحين، يسمى "مركز المصالحة"، وهو جزء من منظومة الاستخبارات الروسية فى سوريا، ويتولى إجراء اتصالات مع قادة الحمائل والمتمردين والتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار.

 

ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن عودة الجيش السورى إلى الهضبة يحتم على إسرائيل إجراء تقييم جديد للجبهة السورية، فهى حافظت حتى اليوم عن مستوى منخفض فى كل ما يتعلق بالتدخل فى الحرب الأهلية الدائرة وراء الجدار، لكن عودة قوات الرئيس الأسد إلى الجولان، والذى قد تأتى معه "سرايا القدس" الإيرانية وآلاف المتطوعين الشيعة الذين يتواجدون فى سوريا بقيادة ايرانية، ما سيحتم على إسرائيل تغيير سياستها فى المجال الدبلوماسى، وبشكل خاص العسكري.

 

وقالت يديعوت إن إسرائيل قد حددت خطا أحمر، يرفض السماح بتواجد قوات حزب الله وإيران على الحدود، مشيرة إلى أن هذا يعنى أن عودة الجيش السورى للمرابطة على الحدود من دون تفاهمات بين القوى العظمى حول حجم وطابع القوات وانتشارها فى القطاع، يمكن أن يقود إلى استئناف المواجهات بين إسرائيل وسوريا.

 

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الجيش السورى يخضع لقيود فى هضبة الجولان، فهو لا يستطيع استخدام الطائرات بسبب المسافة القريبة من الحدود الإسرائيلية.

 

وكانت جهات الاستخبارات الإسرائيلية قد لاحظت بعد استعادة حلب، ازدياد الثقة بالنفس لدى الأسد ورغبته باستغلال الفرصة لاستعادة السيطرة على هضبة الجولان.

 

كما يعتبر الجولان بالغ الأهمية فى أولويات الأسد، لأن الجلوس على الحدود يرمز إلى الشراكة السورية فى محاربة إسرائيل، بالإضافة ذلك فأن عودة قوات الأسد إلى الجولان تحسن مكانة الأسد الاستراتيجية فى العالم العربى خاصة امام حلفائه بالمنطقة.

 

ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أن قوة تأثير إسرائيل على روسيا بشأن الترتيبات فى الجولان ليست عالية، وترتبط بالمصالح الروسية، حيث أن روسيا لن تقف بالضرورة إلى جانب إسرائيل عندما يرجع الجيش السورى إلى الهضبة، اما الموقف الأمريكى فى موضوع الترتيبات فى سوريا فليس واضحا، كما ان موقف الرئيس القادم دونالد ترامب ليس واضحا، وحتى لو كان هناك موقف كهذا، فانه لا يوجد لإسرائيل من تتحدث معه لا فى البيت الابيض ولا فى "البنتاجون".

 

وأوضحت يديعوت أن الجهات الإسرائيلية التى تحاول إجراء اتصالات مع البنتاجون فى موضوع الاتفاق فى سوريا، تصطدم بجهات منخفضة من المستويين الثالث والرابع كأولئك الذين سيبقون فى منصبهم بعد تسلم ترامب، لكنهم لا يملكون تأثيرا على السياسة المستقبلية للولايات المتحدة، ويدخل إلى هذا الفراغ الجهد السورى – الايرانى، الذى من شأنه اشعال الفتيل المتفجر فى الجولان.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة