"صلاح الدين" خلف خطوط "داعش".. مبعوث "أبو الغيط" لليبيا يطرح خطة عمله أمام مجلس الجامعة العربية.. اقتراح بتأسيس صندوق لدعم الليبيين.. ويؤكد: نصفهم تحت خط الفقر.. ونائب الأمين العام: المهمة ليست مستحيلة

الثلاثاء، 10 يناير 2017 02:51 م
"صلاح الدين" خلف خطوط "داعش".. مبعوث "أبو الغيط" لليبيا يطرح خطة عمله أمام مجلس الجامعة العربية.. اقتراح بتأسيس صندوق لدعم الليبيين.. ويؤكد: نصفهم تحت خط الفقر.. ونائب الأمين العام: المهمة ليست مستحيلة جامعة الدول العربية والأوضاع فى ليبيا والسفير صلاح الدين الجمالى
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعرض السفير صلاح الدين الجمالى، الممثل الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية فى الملف الليبى، أمام مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، اليوم الثلاثا، خطة عمله خلال المرحلة المقبلة، والتى تتضمن إنشاء صندوق عربى لتقديم الدعم الإنسانى والإغاثى للشعب الليبى، مشيرًا إلى أنه قد يزور ليبيا خلال الأسبوع المقبل، فى زيارة تشمل طرابلس و"بنغازى".
 
واقترح "الجمالى"، فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاورى للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، الذى بدأ فى مقر الجامعة اليوم، بحضور الأمين العام للجامعة السفير أحمد أبو الغيط، تأسيس صندوق عربى لدعم الشعب الليبى، فى ظل الأزمة الإنسانية الصعبة التى تشهدها البلاد، إذ أصبح هناك نصف مليون نازح داخل البلاد، ويعيش نصف الشعب الليبى تقريبا تحت خط الفقر، لافتًا إلى حدوث مقايضة أحيانًا للميزانية بمواقف سياسية معينة.  
 
وأشار الممثل الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية فى الملف الليبى، إلى أن أهالى مدينة "تاغوراء" الذين تم ترحيلهم من مدينتهم، طلبوا من الجامعة العربية التدخل لإعادتهم لديارهم، متابعًا: "هذا الصندوق الذى يمكن أن تساهم فيه الدول العربية ورجال الأعمال العرب، سيتيح تقديم بعض المساعدات العينية للشعب الليبى، الذى يعانى نصفه من البطالة".
 
وأضاف السفير صلاح الدين الجمالى، أن الصندوق المقترح قد يساعد على تحريك البعد السياسى، لأن الجامعة العربية إذا تدخلت ميدانيًّا فإن ذلك من شأنه أن يزيد فاعلية دورها السياسى، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تقوم بأدوار كبيرة، ليست سياسية فقط، بل تشمل أيضًا تقديم مساعدات إنسانية، ومن هنا تبرز أهمية تأسيس هذا الصندوق العربى المقترح.


مبعوث الأمين العام بليبيا: القيادات الليبية مستبشرة بدور الجامعة العربية

وقال "الجمالى"، إن القيادات الليبية مستبشرة خيرًا بدور الجامعة العربية فى المساعى الرامية لحل الأزمة وإعادة السلام والأمن لبلادهم، خاصة أن الليبيين مستاءون من تعسر الجهود الأممية الغربية، لافتًا إلى أن الثقة مهتزة بين المبعوث الأممى والقيادات الليبية، خاصة فى المنطقة الشرقية، متابعًا: "المبعوثان الأممى والأفريقى مهتمان بشكل كبير بالتعاون مع الجامعة العربية، ومع الأمين العام أحمد أبو الغيط، فى إطار الترويكا التى تم تشكيلها مؤخّرًا، والعمل معًا لتجاوز التحديات التى تعترض التسوية فى ليبيا"، لافتًا فى هذا الصدد إلى أن دور الجامعة لا يزاحم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى، بل يعمل فى إطار التكامل، معتبرًا أنه لا مانع من توزيع الأدوار بين المنظمات الثلاثة. 


الجمالى: المبعوث الأممى "كوبلر" يشعر بفائدة الدور العربى للأمم المتحدة

وأشار السفير صلاح الدين الجمالى فى كلمته، إلى أن المبعوث الأممى "مارتن كوبلر" يشعر بأن الدور العربى مفيد للأمم المتحدة، لأن لديهم أحيانا مشكلات فى فهم دقائق الوضع فى ليبيا، بينما نحن كعرب نفهم بعضنا، لافتًا إلى أن الوساطة الأفريقية تسعى لتجديد دورها وطرح مبادرتها الخاصة، وأنه فى 25 يناير الجارى ستُعقد قمة أفريقية، وعلى هامشها لجنة عليا على مستوى زعماء الدول، مخصصة للشأن الليبى، خاصة أنه فى ظل رئاسة تشاد، الدولة الجارة لليبيا، للاتحاد الأفريقى، يزداد الاهتمام بالأوضاع فى ليبيا، مؤكدا أن الدورين العربى والأفريقى يجب أن يتكاملا لصالح ليبيا. 
 
وطرح "الجمالى"، على المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، بعض الأفكار التى قال إنها قد تكون مفيدة للإسراع بالتسوية فى ليبيا، مشيرًا إلى أن الليبيين يتطلعون لدور عربى ميدانى فاعل، وفى الوقت ذاته بإن دور الأمم المتحدة يبقى أساسيًّا من خلال اتفاق الصخيرات، الذى وصل إليه الليبيون بعد عامين من التفاوض بدعم أممى، مشدّدًا على ضرورة اتخاذ بعض الخطوات لبناء الثقة، ومن ثمّ تهيئة المناخ السياسى لتسوية الأزمة.
 

الوضع الأمنى فى ليبيا غير مطمئن رغم نجاح قوات "البنيان المرصوص"

ونبّه الممثل الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية فى الملف الليبى، إلى أن الوضع الأمنى فى ليبيا غير مطمئن، وهو قابل للتعسر، رغم أن قوات البنيان المرصوص دحرت تنظيم "داعش" الإرهابى فى سرت، والجيش الليبى تصدى للإرهابيين فى كثير من المناطق، لافتًا إلى أن سيطرة الجيش الليبى على بعض آبار النفط دفعت بعض الدول الأوروبية لتغيير موقفها تجاه المشير خليفة حفتر، إضافة إلى وجود مطالبات بإدخال بعض التعديلات على اتفاق الصخيرات، موضّحًا فى هذا الصدد أن رئيس البرلمان الليبى، عقيلة صالح، له بعض التحفظات على الاتفاق، ولكنه لا يرفضه، وله بعض المقترحات بتعديله، تخص رئاسة الدولة والحكومة والجيش.
 
وأشار السفير صلاح الدين الجمالى، إلى أن الأمم المتحدة حصرت هذه التعديلات المقترحة من قبل الأطراف المختلفة، وتحاول جمعها وتحديدها، تمهيدًا لأيّة مفاوضات مستقبلية، مشيرًا إلى أنه يمكن للجامعة رعاية هذا الحوار المستقبلى بين الأطراف الليبية، سواء فى مقر الأمانة العامة بالقاهرة، أو فى مقرها بتونس، مشدّدًا على أن عدم دعم دور الجامعة العربية يضعف كل الدور العربى، ومحذّرًا من تأثر أى تعثر لدور الجامعة على الليبيين، خاصة فى ضوء التجارب السابقة، وحثّ بعض الدول العربية على المساهمة فى دعم دور الجامعة العربية فى ليبيا.
 
وأعرب "الجمالى" عن يقينه بأن الجهود التى تبذلها بعض الدول العربية لتعزيز الحوار بين الفرقاء الليبيين، تعزز الدور العربى برمّته، مؤكّدًا أهمية دور دول الجوار الليبى فى معالجة الأزمة الليبية، قائلا: "أتطلع لتعزيز التنسيق بينها، وإذا كانت مصر والجزائر وتونس فى حالة حرب مع الاٍرهاب، فإن الوضع فى ليبيا يساعد على تفاقم الاٍرهاب، وعمل ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية رهين الإمكانات المحدودة التى وفرها مركز الجامعة فى تونس، وإمكانياته شحيحة لا تغطى التكاليف المطلوبة، ولو حتى التحرك فى تونس نفسها".


مندوب تونس: رحبنا بمقترح "أبو الغيط" باختيار الجمالى ممثلا له بليبيا

من جانبه، أكد مندوب تونس الدائم لدى الجامعة العربية والرئيس الحالى لمجلس الجامعة العربية، السفير نجيب المنيف، أن هذا الاجتماع خُصِّص للاستماع لعرض شامل من السفير صلاح الدين الجمالى، الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا، حول آخر تطورات الوضع هناك.
 
وأوضح "المنيف" فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، باعتبار بلاده الرئيس الحالى لمجلس الجامعة العربية، أن مجلس وزراء الخارجية العرب كان قد رحب بمقترح الأمين العام، أحمد أبو الغيط، بتعيين السفير صلاح الدين الجمالى ممثلاً له فى ليبيا، وقد بدأ مباشرة مهامه منذ اختياره.


نائب أمين عام الجامعة: مهمة الجمالى ليست سهلة.. وليست مستحيلة

فى سياق متصل، أكد السفير أحمد بن حلى، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مهمة السفير صلاح الدين الجمالى فى ليبيا ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة، نظرًا لما يتمتع به من خبرات واسعة فى القضايا العربية الشائكة، خاصة أنه عمل سفيرًا لبلاده فى ليبيا خلال الأحداث الكبيرة التى شهدتها منذ فبراير 2011، وتداعياتها المتواصلة حتى الآن.
 
وقال "بن حلى" فى كلمته، إن اجتماع اليوم خُصّص لاستماع مجلس الجامعة لإفادة من الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية فى ليبيا، وخطة تحركه خلال المرحلة المقبلة، وما تتضمنه من أفكار ومقترحات لتشجيع الأطراف الليبية على الحوار السياسى ودعم مؤسسات الدولة الليبية المختلفة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة