اللواء على المملوك.. "سنى" أنقذ نظام "الأسد" من الانهيار.. ترأس أقوى جهاز أمنى فى سوريا.. وتحركاته الدولية مهدت لاجتياز الأزمة السورية.. عقد فى الرياض "لقاء المعجزة".. والقاهرة أبرز محطاته فى 2016

الأحد، 01 يناير 2017 12:00 م
اللواء على المملوك.. "سنى" أنقذ نظام "الأسد" من الانهيار.. ترأس أقوى جهاز أمنى فى سوريا.. وتحركاته الدولية مهدت لاجتياز الأزمة السورية.. عقد فى الرياض "لقاء المعجزة".. والقاهرة أبرز محطاته فى 2016 على المملوك رئيس مكتب الأمن الوطنى السورى والأسد ودمار حلب
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى غضون الأشهر القليلة الماضية تحول اللواء على المملوك رئيس مكتب الأمن الوطنى السورى ـ أعلى منصب أمنى حالى ـ إلى كلمة السر فى الأزمة السورية، وأصبحت تحركاته المكوكية فى المنطقة وخارجها ترسم خريطة تفكيك عُقد الملف الذى وصل إلى مراحل حاسمة عقب توقيع اتفاق الهدنة بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة.

 

وبعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار، برز المملوك للواجهة بزيارته بصحبة وزير الخارجية وليد المعلم لإيران حاملا بنود الاتفاق، حيث بحث المسئول الأمنى الأول فى سوريا موضوعا حساسا جدا بالنسبة للجانبين طهران ودمشق على حد سواء، وهو مطالب تركيا بانسحاب عناصر حزب الله من سوريا.

 

الملفات الحساسة التى يجمع المملوك خيوطها فى يده تضعه فى دائرة الضوء، فهو رجل النظام السورى الوحيد الذى استطاع أن يزور عواصم عربية مهمة منذ بدء الأزمة فى 2011 وحتى الآن، وفى كافة مراحل المفاوضات خلال العامين الماضيين كان هو الصورة الأبرز كمحرك للأحداث.

الأسد
 

وقبل التوصل إلى الاتفاق الروسى التركى الإيرانى حول الملف السورى والذى ظهر للنور خلال الساعات القليلة الماضية، وتحديدا قبل شهران حط المملوك فى العاصمة الروسية موسكو فى إشارة إلى أنه مهندس النظام السورى فى أى صفقة سياسية تتم، وتردد كثيرا أن المسئول الأمنى يقوم بدور محورى فى ترتيب الملفات الخارجية مع واشنطن وأنقرة من جهة وموسكو وطهران من جهة أخرى.

 

الرجل السبعينى شغل منصب رئيس مكتب الأمن القومى الذى يتبع مباشرةً لبشار الأسد طبقاً للدستور الجديد فى وقت حساس للغاية كانت الدولة السورية تتعرض فيه للانهيار، وأصبح يشرف على جميع الأجهزة الأمنية منذ 2012 وهذا يرجع لعدة عوامل أهمها ثقة الرئيس السورى فيه، فالمملوك عمل فى بلاط الأسدين (الأب والابن) منذ العشرينيات من عمره وحتى الآن، ويمتلك كافة أسرار المخابرات السورية.

 

أما العامل الثانى هو كفاءته وعلاقاته المتشعبة التى يحتاجها بشار الأسد فى وقت سعت أغلب الدول إلى حصاره، فالمملوك كان من مؤسسى إدارة المخابرات الجوية ومديرها خلال الفترة 2003-2005، وفى أعقاب المؤتمر العاشر لحزب البعث تم تعيينه مديراً لإدارة المخابرات العامة، ومن هذا المنصب استطاع - القيادة السنية النادرة وسط أغلبية العلويين المسيطرين على مفاصل الدولة السورية - تكوين شبكة علاقات واسعة وقوية مع مسئولى أهم أجهزة الاستخبارات فى العالم كالمخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والروسية والإيرانية، والدول العربية.

على المملوك
 

وبرزت قوة الرجل ونفوذ علاقاته منذ قرابة عام عندما قام بزيارة سرية للسعودية فى وقت كانت الرياض ومازالت تفرض حصارا على رموز النظام السورى، والتقى حينها بمحمد بن سلمان وزير الدفاع السعودى، وهو اللقاء الذى لم يتم الكشف عنه إلا بعد فترة، ووصفته صحيفة الحياة اللندنية بأنه "اللقاء المعجزة"، وقالت إنه تم الحديث حول مبادرة السعودية "لإجراء انتخابات رئاسية سورية بإشراف دولى"، كما أكدت أن مسئولين سعوديين استضافوا اللواء مملوك، فى جدّة ورُتب لعقده بوساطة روسية، ووصلها بمرافقة مسئولَين رفيعى المستوى، أحدهما فى الاستخبارات السورية والآخر فى وزارة الخارجية.

 

ولم يقف نفوذه عند السعودية بل قام بزيارة للأردن فى العام نفسه والتقى خلالها بمسئولين أمنيين أردنيين، وتم تداول معلومات حينها عن أن زيارته كانت بسبب تقديم قائمة بفصائل المعارضة المسلحة التى ترغب دمشق بإدراجها فى قوائم الإرهاب.

 

كما استضافت عواصم عربية أخرى المملوك فى مقدمتها مسقط، حيث التقى فى سلطنة عمان باثنين من كبار المسئولين الخليجيين عن الشئون الأمنية وممثلين لدولة الإمارات ومجلس التعاون الخليجى لمناقشة دعم بعض دول الخليج للفصائل المسلحة فى سوريا.

حلب
 

ونشاط المملوك برز بقوة خلال الشهرين الماضييين حيث زار القاهرة فى أكتوبر الماضى ونقلت وكالة الأنباء السورية أنه تم بحث الملف السورى والتطورات الراهنة وتنسيق الأوضاع بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب، فيما قيل نه قام بزيارات غير معلنه لعواصم أوروبية منها ألمانيا وإيطاليا.

 

تحركات الرجل النافذة فى المنطقة وخارجها أثارت حوله الأقاويل، ففى فترة من الفترات، حيث كان الملف السورى وصل إلى مرحلة الذروة العام الماضى، وكان النظام السورى يعانى تراجعا عسكريا على الأرض ربط البعض بين الزيارات المكوكية للمملوك وإمكانية طرحه لبديل للأسد، حيث روجت صحيفة "الدايلى تلغراف" البريطانية لهذا السيناريو.

 

أما الآن حيث استعاد الأسد مكانته العسكرية والدولية بعد مكاسبه على الأرض فى حلب، عاد الحديث مجددا على الرجل الأقوى فى النظام السورى على أنه مرشح بقوة ولكن ليكون الرجل الثانى فى منصب رئيس الوزراء فى حكومة انتقالية، ومن يروج لهذه الفرضية يرى فى الرجل القبول من جميع الأطراف الدولية والإقليمية وثقة الأسد فيه، فضلا عن أنه سنى المذهب وهو ما سيجعله مقبولا من أطراف معارضه عديدة لإكمال المشهد فى سوريا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة