مستشار رئيس مؤسسة الفكر العربى: أبواب جامعة الدول "مُشرعة" ومؤتمر فكر15 "غير تقليدى"

الجمعة، 09 سبتمبر 2016 07:13 م
مستشار رئيس مؤسسة الفكر العربى: أبواب جامعة الدول "مُشرعة" ومؤتمر فكر15 "غير تقليدى" الصحفى مدحت صفوت ومستشار مؤسسة الفكر العربى أحمد الغز
مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الصياغة السليمة للسؤال هى نصف الإجابة الصحيحة" هكذا تقول الحكمة، فالشعوب التى أرتقت سلم النهضة والحضارة الإنسانية توقفت أمام صياغة السؤال قبل البحث عن الإجابة، وخلال مقابلتنا مع الكاتب والصحفى أحمد الغز، مستشار رئيس مؤسسة الفكر العربى، كرّر فى حديثه الذى استمر قرابة الساعة مفردات السؤال والسؤال السليم مرات عدّة.

كان "اليوم السابع" التقى مستشار رئيس مؤسسة الفكر العربى، خلال تواجده بالقاهرة على هامش الورش التحضيرية بجامعة الدول العربية لمؤتمر مؤسسة الفكر العربى "فكر 15" ديسمبر المقبل بالإمارات، وحاوره حول تجليات مفهوم التكامل العربى السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والثقافية، البداية كانت من التجلى الأخير.

افتحننا الحوار بتوجيه سؤال كيف يمكن للتكامل الثقافى تعزيز ثقافة المواطنة والانفتاح والتسامح وقبول الآخر فى المجتمعات العربيّة؟ فانطلق الكاتب اللبنانى من المرجعية التاريخية، "قبل الحرب العالمية الثانية، وطوال الدولة العربية، شهدت المجتعمات العربية استقراًرا وساد التسامح، وعرفت الحضارة العربية كيفية استيعاب الوافد إليها، حتى أنّ أبرز أعلامها ليسوا عربًا، وواضعو قواعد العربية الأوائل ليسوا عربًا ولم تكن العربية لغتهم الأم. وظل المجتمع على حالته حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، التى أسفرت عن نشأة الكيان الإسرائيلى على الأرض العربية، وطرأت تحديات جديدة على العالم العربى استهدفت بالأساس استقراره، وقطعت بريًا التواصل بين بعض مناطقه، تحديدًا بين الشام والقاهرة، وهنا بدأ المجتمع يشهد تفسخًا وانتشار لثقافة الرفض والكراهية، وشهدت بعض البلدان حروبًا وصراعات أهلية، لذا على الثقافة دورًا عظيمًا فى مجابهة هذه التحديدات، ومهمة المثقف فى نظرى هو تحويل المستجدات إلى بديهات، وعليه دائمًا الإجابة كيف نحيل المستجدات العصرية إلى بديهيات، ذلك لتحقيق حالة من التعايش الإنسانى المشترك".

أبواب الجامعة العربية "مُشرعة"

جامعة الدول العربية لها نصيب وافر من حديث الغز، يقول عنها "الجامعة مرحبة بالتعاون دائمًا، لم نطرق بابها يومًا إلا واستجاب المسئولون، الإشكالية ليست فى الجامعة إنما فينا، نحن العرب الذين لم نطرق أبوابها، لم نذهب إليها"، موجها التحية إلى القائمين عليهان داعيًا على الشراكة لتطوير آليات الجامعة، ودعم التوجّه نحو التكامل العربى مع التركيز على التكامل الثقافى، عبر تفعيل الهيئات المرتبطة بالجامعة.

وأوضح مستشار رئيس مؤسسة الفكر العربى، أن مؤسسة الفكر العربى هى الكيان العربى الوحيد الذى خصص فعالياته العام الماضى للاحتفال بسبعينة جامعة الدول العربية، وذلك ضمن خطة لوضع الرؤى والمقترحات التى من شأنها الارتقاء بدور الجامعة التى وصفها الغز بأنها تواجه تحديات كبرى بموازنة ضيئة، ضاربًا مثالًا بإعمار سوريا للعودة إلى حالها عام 2010 الذى أعلن أنه يتطلب 200 مليار دولار أى ما يوازى ميزانية الجامعة فى 400 عام.

لا تكامل دون استقرار

الأخيرة، استضافت على مدار يومين أمس الأربعاء واليوم الخميس فعاليات الورش التحضيرية التى شارك فيها قرابة 50 مفكرًا عربيًا، وأوضح الغزّ أن الورش تناقش قضايا خمس، أولها  "مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة: من التعاون إلى التكامل"، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، وثانيها: "دولة الإمارات العربيّة المتّحدة: الدولة التكامليّة الوطنيّة"، وثالثها: التكامل العربى 2030 والتحوّلات الاستراتيجيّة". وهنا توقف مستشار رئيس المؤسسة طويلًا أما مفهوم التكامل، مشددًا أنه لا تكامل دون استقرار، وان المؤسسة لا يمكنها أن تتجاهل الأزمات الوطنيّة الكبرى فى كلٍّ من سوريا والعراق واليمن وليبيا، ويتعيّن عليه بالتالى أن يشدّد على ضرورة العمل العربى المشترَك لإنهاء ما تشهده من نزاعاتٍ مسلّحة، فى سبيل الحفاظ على وحدة أراضيها ومجتمعاتها، وتأمين الاستقرار فيها وإعادة إعمارها.

أما القضية الثالثة المطروحة على طاولة المناقشة والتساؤل هى "التكامل العربىّ وتحدّيات الاستقرار"، فيما تحمل القضية الخامسة عنوان "الدولة الفلسطينيّة والتكامل العربىّ"، ملاحظين أن فلسطين احتلت جانبًا كبيرًا ايضًا من حديث الغز، الذى طالما أوضح خطورة الصراع العربى الإسرائيلي، محملًا الكيان الجانب الأكبر من المشكلات التى تعانى منها المنطقة.

ورش "الفكر العربى" ليست تقليدية

بطريقة مازحة، قلنا سنسأل سؤال صحافيًا تقليديًا، "ما المفاجأة التى يحملها مؤتمر فكر 15؟"، أجاب بحسم: لا حضور شرفى فى المؤتمر المقبل، الكل مشارك وفعّال، الكل سيطرح وسيناقش وسيبحث، سئمنا الشكل التقليدى للتحاور "متحدث ومستمع"، الجميع حاضر للإضافة، مشيرًا إلى بعض التغيرات فى شكل وإدارة الجلسات.

وبيّن أن نهج المؤسسة الدائم هو رفع تقاريرها إلى أصحاب القرار، عبر الربط بين المسئولين الرسميين بالعالم العربى وأصحاب الأفكار والأطروحات، فالمؤسسة بطبيعتها أهلية، ووظيفتها الدعوة إلى المفكرين وأصحاب الشأن إلى التفكير والتباحث والتداول بالموضوعات التى تعتبرها المؤسسة ذات أهمية، دون إجابات مسبقة، فالعالم تغير فى 30 ثانية حين سأل السؤال الصحيح كانت الإجابة الصحيحة، وأغلب المخترعات الحديثة بدأت بسؤال صحيح، كما أننا نبحث بالأساس عن الأسئلة التى لم يجب عنها، فالأسئلة المعروفة إجاباتها ليست بأسئلة، لنرفع بعد ذلك المقترحات إلى أصحاب القرار.

سألته حينها عن استجابة أصحاب القرار، فقال: منذ أن طرح التكامل محورًا رئيسيا للمؤسسة، ونلمس انتشارًا عمليًا للرؤية، فخطاب الرئيس المصرى حفل افتتاح مؤتمر "التكامل العربى" فى ديسمبر الماضى والذى عقد بالقاهرة، كذلك خطابه فى القمة العربية الأخيرة بنواكشوط، أكدا أن التكامل مركزًا رئيسًا فى السياسة المصرية، وأن التكامل العربى لم يعد منه مفر، وأسقطنا من رؤيتنا مفهوم "الوحدة" ربما لما حمله من سمعة غير طيبة من خلال تجربة الوحدة العربية الشهيرة 1985-1961.

وأشار الغز إلى إعلان مصر والسعوديّة والإمارات والمملكة المغربيّة عن رؤيتها الاستراتيجيّة الطويلة الأمد للتنمية المستدامة، موضحًا أنها تستحقّ أن يتمّ التعريف بخططها وبرامجها وما تقتضيه من تحوّلات وأن تناقَش فى ضوء أهداف التكامل العربى ومعاييره.

مشاركة مصر بـ"العشرين" ليست "منة"

تطرق الحديث عن الأحداث الجارية أبرزها فعاليات قمة العشرين التى استضافتها الصين، فقال مستشار رئيس مؤسسة الفكر العربى، إن مشاركة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى فعاليات القمة الأخيرة ليست منّة من الدول الكبرى، وإنما تقديرًا لدور مصر فى المنطقة، وتفعيلًا لريادتها، فالقمة التى خصصت فى بداياتها للدول الاقتصادية الكبرى، أدركت مؤخرًا أهمية المجتمعات الكبرى كمصر، وأهمية استقرارها لضبط الاستقرار بالمنطقة.

وتابع: إن العالم مرّ بتغيرات كبرى خلال العقود الماضية، فبعد أن انقسم إلى معسكرين شرقى وغربى بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح أحادى القطب بعد انتهاء الحرب الباردة، وهى المرحلة التى شهدت حربى العراق وأفغانستان؛ فضلًا عن تفسخات ببعض البلدان هنا وهناك حالتْ دون الاستقرار بالمنطقة، إلا أنه وخلال السنوات الأخيرة برزتْ تحديات عالمية جديدة جعلت القوى الكبرى تبحث عن آليات تحقيق السلام والاستقرار العالميين.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة