أكرم القصاص - علا الشافعي

جوهر عزمى

قيم الثورة أهم من الثورة

الخميس، 08 سبتمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استخدم الحوثيون فى اليمن الرصاص الحى لتفريق طلبة جامعة صنعاء الذين تظاهروا ضد سيطرة الحوثيين على البلاد. ولعل هذا يؤكد منهج كل الجماعات والتنظيمات التى تصدرت المشهد فى دول ما سمى "بالربيع العربى"، والتى استغلت براءة وحماس الشباب المخلص الساعى للتغيير وللأفضل. حيث كشفت الأيام أو الاسابيع القليلة لسقوط الأنظمة فى تلك الدول أن هذه " الثورات" افرزت جماعات وتنظيمات راديكالية معظمها مسلح وتشبه الميليشيات أكثر منه التنظيمات المدنية أو الاحزاب وأغرقت هذه الدول فى متاهات الفوضى والحروب الأهلية والتقسيمات. وهذا ما حدث مع ثورة الشباب الإيرانى على حكم الشاه 1979م، حيث كان الشباب الليبرالى واليسارى والاشتراكى هم وقود الثورة الإيرانية، وما أن سقط نظام الشاه حتى تصدر الخومينى وجماعته المشهد منفردا بالسلطة، وأعدم المئات من القيادات الثورية الحقيقية.

 

وأنشأ الحرس الثورى ليس لحماية الثورة ولكن لحماية النظام. ولكى تكون الثورات دافعا للأمام وتبنى مستقبلاً أفضل لابد لها من مفكرين ومنظرين يقفون وراءها ويمدونها بالأطر الفكرية ويحددون أبعادها ومبادئها ويمهدون الارض لما يجب أن تكون عليه تلك البلاد بعد الثورة.

 

وهكذا كانت الثورة الفرنسية حيث تشبعت فرنسا بثقافة أو قيم أو مبادئ الثورة - قبل الفعل الثورى نفسه - بمبادئ الحرية والمساواة والمواطنة والكرامة الانسانية والليبرالية وفصل الدين عن الدولة ، وذلك بفضل مفكريها أمثال فولتير وروسو وغيرهما. أما دول "الربيع العربى" فقد تهيأت شعوبها وتشبعت عبر عقود مضت بثقافة دينية متعصبة وبفكر دينى متطرف وباتت الارض فى هذه الدول مهيأة لحكم دينى ، لذلك جاءت هذه الإفرازات طبيعية ومتوقعة حيث لا وجود لثقافة القيم المدنية أو قواعد وقيادات وأحزاب ومؤسسات مدنية حقيقية لكى تملأ فراغ السلطة القائمة مثلما حدث فى تونس. وربما كانت الجيوش الوطنية هى البديل الموضوعى لهذه المؤسسات المدنية الغائبة فتقدمت وتصدرت المشهد وحافظت على بعض الدول . وفى الدول التى غابت جيوشها الوطنية كالعراق وليبيا، أو انقسمت مثل سوريا أو كانت غير مؤهلة مثل اليمن، فان هذه البلدان سقطت فريسة للفوضى والحروب الأهلية وسيطرت الميليشيات والتنظيمات المسلحة وتحللت الدولة ولم يعد هناك نظام قائم.

 حفظ الله مصر..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة