أكرم القصاص - علا الشافعي

موسم الحج يشعل أجواء التوتر بين إيران والسعودية.. تراشق بين قادة طهران وعلماء المملكة.. على خامنئى يتهم الرياض بمنع مواطنى بلاده من الحج.. وخبراء: بيت الله فوق الطائفية ونرفض تأجيج المشاعر

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 04:46 م
موسم الحج يشعل أجواء التوتر بين إيران والسعودية.. تراشق بين قادة طهران وعلماء المملكة.. على خامنئى يتهم الرياض بمنع مواطنى بلاده من الحج.. وخبراء: بيت الله فوق الطائفية ونرفض تأجيج المشاعر المسجد الحرام
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أشعل من جديد موسم الحج التوتر الذى أصبح يسود العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية والتصعيد اللفظى منذ مطلع العام، وازداد الوضع توترا بعد حادث منى الذى أسفر عن مقتل 2426 شخصاً على الأقل، بينهم 464 حاجاً إيرانياً، واتهامات من قبل طهران للمملكة بتدبير الحادث، ومع اقتراب أكبر المشاعر الإسلامية، والتى يؤديها الحجيج فى أرض الحجاز، عاد قادة طهران يدعون لتدويل الحج أى إيجاد إدارة أخرى بأسلوب آخر بديلا عن المملكة العربية السعودية.

وبعد أن رفضت طهران التوقيع على محضر الحج، منعت مواطنيها من تأدية المناسك هذا العام، ومع اقتراب موسم الحجيج راح قادة طهران والمملكة يتراشقون بالتصريحات، إذ هاجم المرشد الإيرانى على خامنئى، المملكة واتهمها بمنع مواطنى بلاده عن آداء حج هذا العام، واصفا إياهم بأفظع الصفات، الأمر الذى جعل مفتى السعودية يصرح بأنهم "ليسوا مسلمين" على حد تعبيره.

كما اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجى الأربعاء أن انتقادات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية فى إيران آية الله على خامنئى للسعودية على خلفية إدارتها للحج، تعد "تحريضا مكشوف الأهداف" يسبق بدء الشعائر هذا الأسبوع، ما استدعى الرئيس الإيرانى حسن روحانى إلى توجيه انتقاد حاد للمملكة، وهاجم وزير خارجيته الوهابية.

تأتى هذه الانتقادات فيما يغيب الحجاج الإيرانيون للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة عقود عن الحج المرتقب الأسبوع المقبل، بسبب عدم توصل البلدين إلى اتفاق حول تنظيم الحج هذه السنة.

من جانبه علق السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق قائلا "إنها ليست المرة الأولى التى يدعوا فيها النظام الإيرانى لإدارة الحج بعيدا عن السعودية، مؤكدا أنه "لا تسيسس للحج"، مشيرا إلى أن بيت الله يجب أن يبقى فوق الطائفية وبعيدا عن السياسة.

وأضاف هريدى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، المسلمون من جميع أنحاء العالم عندما يتوجهون إلى الأراضى المقدسة يتجهون إلى بيت الله الذى يجب أن يبقى فوق السياسة.

وأكد رفضه لما يقوم به قادة طهران، قائلا "نرفض تماما ما يقوم به الإيرانيون بالزج بأمور سياسية فى موضوع الحج".

وصرح مساعد وزير الخارجية الأسبق "يجب أن نقر أن الحكومة السعودية على مدار العقود الماضية قامت بجهود جبارة من أجل تسهيل الحج، بعمل توسعات كبرى كلفت الحكومة مليارات وملايين الريالات".

وأكد أن المواجهة بين البلدين فى سوريا والعراق واليمن امتدت نيرانها إلى قضايا بعيدة عن المواجهة التى تحمل صبغة سياسية فى المقام الأول.

وأكد حسين هريدى "نحن نريد العالم الإسلامى والعربى أن يتضامن من أجل حقن دماء المسلمين، ووقف عملية التخريب والتدمير الممنهج للدول العربية والإسلامية ومن يريد الدفاع عن الإسلام بشكل حقيقى عليه أن يسعى إلى وأد الفتن".

وأشار إلى أن الخلافات السياسية يمكن تسويتها عبر المفاوضات، إنما تأجيج المشاعر الدينية والطائفية لا يساعد على إيجاد حلول للمشاكل السياسية وهو ما نراه فى سوريا والعراق واليمن.

وقال ينبغى علينا جميعا أن نتوصل إلى إجماع على أن الوقت قد أزف لوضع حد بصيغة نهائية لمواجهة الطائفية فى المشرق العربى والخليج وشبه الجزيرة العربية.

وأوضح أنه فى إطار المنافسة بين الرياض وطهران تريد الأخيرة عمل "شوشرة" على دور المملكة العربيىة السعودية فى العالم الإسلامى، وهو توجه مرفوض شكلا وموضوعا.

وأكد أن المشرق العربى وقوى عربية عزيزة علينا، العراق وسوريا، يدفعان ثمنا باهظا، نحن أيضا نرفض كل هذه المحاولات لتأجيج المشاعر الدينية والطائفية.

وأعرب عن أمله فى أن يدرك الجميع أن كلنا خاسرون من استمرار الوضع على الأرض اليوم، ومن مصلحة الجميع بدون استثئناء أن نعمل من منطلق أننا ننتمى إلى الإسلام، بغض النظر عن كوننا سنة أو شيعة.

وأوضح أن الإسلام اليوم يتحمل أعباء كارثية من تقسيم الأمة الإسلامية إلى سنة وشيعة.

وفى هذا السياق اعتبر التصريح المنسوب إلى مفتى السعودية "بمثابة صدمة لنا" لأن هذا الأسلوب لن يساعد الأمة على الخروج من المستنقع الذى نعيش فيه هذه المرحلة".

ورأى السفير حسين هريدى أن هذا التصريح فى جوهره لا يختلف كثيرا عن دعوة رموز طهران لإيجاد أسلوب آخر فى إدارة الحج، وهو تصريح مرفوض شكلا وموضوعا أيضا، قائلا "نريد أن ننتصر للإسلام بعيد عن الطائفية البغيضة".

من جانبه لم يؤيد الدكتور محمد عباس ناجى الباحث فى الشئون الإيرانية بالمركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية،  ورئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، الفكرة التى يطرحها البعض بأن الخلاف بين البلدين أصبح طائفيا، قائلا إنه صراعا سياسيا فى المقام الأول.

وأضاف لـ"اليوم السابع"، على الرغم من أن شعارات طهران طائفية فى بعض الأحيان إلا أن لها أهداف سياسية، منها الضغط على السعودية فى ملف اليمن وغيره.

وأوضح أن طهران تحاول إشراك نفسها فى إدارة الحج، عبر منظمة التعاون الدولى، ورأى أن الصراع بين البلدين يؤدى إلى زيادة التوتر والأزمات فى المنطقة ولا يؤدى بتبعات إيجابية على الملفات المشتعلة.

ورأى أنه يجب أن يقل الصراع ومساحة الخلاف، بشرط أن تمتنع طهران عن التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان العربية، وتهديدها للأمن القومى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة