"الفورين بوليسى" ترصد بذور الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا.. فشل منظمة "إيكاردا" فى تحويل الجمهورية العربية إلى قوة زراعية يقف وراء تفاقم العنف بالبلاد.. واستمرار الجفاف أجج نيران الأزمة

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 10:52 م
"الفورين بوليسى" ترصد بذور الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا.. فشل منظمة "إيكاردا" فى تحويل الجمهورية العربية إلى قوة زراعية يقف وراء تفاقم العنف بالبلاد.. واستمرار الجفاف أجج نيران الأزمة الحرب فى سوريا - صورة أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشرت صحيفة الفورين بوليسى تقريرا يرصد بذور الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا منذ ست سنوات، ليرتب الأسباب التى أطلقت فتيل الحرب الأهلية المدمرة فى سوريا، وتلك الأسباب وفقا للتقرير فى مجملها أسباب اقتصادية تتعلق بتدهور الزراعة فى بلد حقق اكتفاء ذاتى من الغذاء فى حقب ماضية.

وتواصلت الفورين بوليسى مع "محمود صلح" المدير العام لمنظمة "إيكاردا" أو المركز الدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة، الذى بحكم عمله كان على دراية بالأزمة السورية التى بدأت مع انخفاض منسوب الأمطار وتململ الفلاحين، وفى النهاية اندفاع بعضهم إلى مسك السلاح مدفوعين بالإحباط.

و"إيكاردا" هى منظمة معنية بتطوير الزراعة والأغذية فى الدول النامية والبيئات المهمشة، كانت على علاقة وثيقة بالحكومة السورية، وامتلكت العديد من المحطات الزراعية لتطوير الزراعة وبحث سبل زيادة الغذاء، وهو الأمر الذى ثابرت المنظمة لتحقيقه، وحققت بعض النجاحات فيه قبل تبدل الأحوال وتوقف الأمطار نتيجة التغير المناخى.

ويقول "صلح" إنه اضطر إلى إغلاق مقرات ومحطات أبحاث المنظمة فى سوريا مع اشتداد وتيرة الحرب الأهلية، فقد تعرض 2 من تقنيى المنظمة إلى الخطف فى 2012، لتضطر المنظمة إلى ترحيل مهندسيها وطاقمها إلى خارج سوريا، حيث لم يتبق من طاقمها المكون من 600 موظف سوى 100 يحملون الجنسية السورية، اضطروا بدورهم إلى الهرب بعد اقتحام أخر محطات المنظمة فى قرية "تل هداية".

وكانت المنظمة قد نقلت مقارها إلى سوريا مع اندلاع الحرب الأهلية فى لبنان عام 1975، وقد جذبتهم العروض التى قدمها الرئيس السورى الراحل "حافظ الأسد"، وهى العديد من الأراضى حول مدينة حلب، فى محاولة منه إلى توفير الغذاء لنسبة سكانية فى ازدياد مستمر ليس فقط فى سوريا، بل فى أغلبية دول الشرق الأوسط.

واستطاعت سوريا أن تحقق سمعة دولية عرفت من خلالها بمقدرتها الزراعية، التى جعلتها تحقق اكتفاء ذاتى من الحبوب، بل وبدأت فى تصدير محصولها من القمح إلى دول مثل مصر والأردن، هذا قبل انخفاض مستوى الأمطار والمياه نتيجة للتغيرات المناخية.

تبدل الأحوال المناخية أدى إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية، تضافر مع ذلك توقف الأمطار، لتسود حالة من الإحباط فى بلد تعمل العديد من فئاته فى الزراعة، وقد انتهجت الحكومة السورية بعد المحاولات لتحسين الوضع، لكنها خطوات جاءت بنتائج عكسية، وكان من ضمنها إلغاء الدعم عن الوقود، ليتضرر من ذلك الفلاحون وتتوقف محاريثهم عن العمل.

وقد صاحبت الأزمة موجة كبيرة من هجرة الفلاحين من القرى إلى المدن الحضرية، وكان من نتائج ذلك ارتفاع فى نسب البطالة، مما مهد التربة لقطاع كبير من الشباب لحمل السلاح والصدام مع الحكومة السورية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة