شيّع الآلاف من أبناء قرية السعداوى بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم والقرى المجاورة لها جثمان أحد أبناء القرية أحمد محمد عبد المولى الذى لقى مصرعه غرقا أثناء محاولته مع آخرين للهجرة غير الشرعية إلى دولة إيطاليا. حيث غرق اللانش الذى كانوا يستقلون وكان يقوده أحمد ووصل 2 منهم إلى إيطاليا بينما ألقى القبض على 2 آخرين وغرق أحمد ووجدوا جثته على الشواطئ الإيطالية.
قصة أحمد ليست جديدة على أذان المصريين الذين اعتادوا سماع القصص المؤلمة والمفزعة عن الشباب الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لحلم السفر إلى إيطاليا والعمل هناك تختلف الروايات والقصص وتظل الحقيقة واحدة أن الهجرة غير الشرعية ناقوص خطرا ما زال يطرق أبواب بيوتنا ويسرق أرواح شبابنا.
أحمد محمد عبد المولى السعداوى أحد أبناء قرية السعداوى بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم وعلى الرغم من أن أحمد ينتمى لعائلة من أكبر عائلات المركز إلا أنه كمثل الآلاف من الشباب اضطر للسفر إلى دولة ليبيا وترك والديه رغم أنه الإبن الأكبر لهما للعمل هناك وذلك بعدما ضاقت الطرق فى وجهه وانغلقت الأبوب فرغم إنهاء جامعة لم يتمكن من الالتحاق بأى وظيفة هنا وعمل فى ليبيا كمن لم يتعلم أو يحصل على أية مؤهلات دراسية وقضية سنوات وشهور من الشقاء والغربة من أجل تكوين نفسه والقدرة على العودة بمبلغ مال يمكنه من عمل مشروعا فى بلده والعيش بكرامة.
الأمور لم تسير كما خطط لها أحمد وفقا لرواية أحد أقاربة حيث إنه لم يكن يخطط يوما للذهاب إلى أى مكان آخر سوى دولة ليبيا التى يعمل بها إلا أن 4 من زملائه هناك أقنعوه بالهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا وعددوا له مميزات السفر إلى هناك والعمل وهناك وما سيحصلون عليه من مقابل مادى أضعاف ما يحصلون عليه فى دولة ليبيا وبالفعل أقتنع أحمد وفوجئ أنه الوحيد الذى يمكنه قيادة اللانش الذى سيستقلونه للهجرة غير الشرعية عن طريق البحر وانتظروا حتى قدوم الليل وفى ليلة حالكة الظلام منذ عدة أيام قرر أحمد وزملائه أن تكون هى موعد سفرهم حتى لا يتعرضون للقبض عليهم من قبل شرطة السواحل الليبية أو الإيطالية ولكن كأنه كان يشعر أن أمرا سيئا سيحدث له فقد قام بلف جواز سفره بشريط لازق حول قدمه حتى يتم التعرف عليه إذا أصابه مكروها وبالفعل وقبل وصولهم للشواطئ الإيطالية بقليل هاجمتهم موجة عالية وانقلب بهم اللانش وتمكن 2 منهم من الوصول إلى شواطئ إيطاليا والوصول بينما القى ألقبض على 2 آخرين ولقى أحمد مصرعه غرقا.
وقال أبناء عمومته فى ذلك اليوم وصلنا الخبر بغرق أحمد ولكن علمنا أنه لم يتم العثور على جثته ولم نتاكد أن كان غرق بالفعل أم أنه قاوم الأمواج ومازال على قيد الحياة وانتظرنا ليومين حتى علمنا أن شرطة السواحل الإيطالية عثرت على جثته بأحد الشواطئ وأن الجثة توجد بإحدى مستشفيات مدينة نابولى الإيطالية وبدأنا فى إنهاء إجراءات وصول الجثمان حتى وصل فى ساعة متأخرة من مساء أمس وقمنا بدفنه سريعا نظرا لأننا نخفى على والدته حتى الآن خبر وفاته.
وكان وائل مكرم محافظ الفيوم قد استقبل أسرة الشاب بمكتبه، وعلى الفور أجرى اتصالا هاتفياً بالسفير المصرى بإيطاليا ووزارة الخارجية المصرية، ومسئولى مطار القاهرة، لتذليل العقبات وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم نحو تيسير إجراءات وصول الجثمان وتصاريح الدفن، وقد تابع المحافظ بنفسه جميع الإجراءات اللازمة.
ومساء أمس كلف محافظ الفيوم وفداً من العلاقات العامة بالمحافظة لمرافقة أهالى الشاب وذلك لإنهاء إجراءات استلام جثة الضحية من مطار القاهرة حتى يتم دفنها بمسقط رأسه بقرية الحامولى.
كما أرسل المحافظ سيارة إسعاف لنقل الجثمان وسيارات ميكروباص لمرافقة ذويه من أهالى القرية، وأصدر محافظ الفيوم تكليفات للوفد المرافق بتذليل كافة العقبات وإنهاء كافة الإجراءات اللازمة، وملازمة الأهالى فى مرحلة نقل الجثمان والشد من أذرهم.
وقدم محافظ الفيوم خالص تعازيه لأسرة الفقيد وأهالى قريته مؤكداً أن المحافظة تحرص على تقديم كافة سبل الدعم اللازم لأبنائها خاصة فى تلك الظروف الصعبة.
وعقب وصول الشاب قامت عائلته بدفنه فى مقابر العائلة فى ساعة مبكرة من صباح اليوم حتى لا ينتظر الجثمان فى المنزل نظرا لخطورة حالة والدته وإخفاء حقيقة موت ابنها عنها.
جدبر بالذكر أن محافظة الفيوم عقدت فى شهر إبريل الماضى مؤتمر تحت عنوان: "حوار مع الشباب حول مخاطر الهجرة غير الشرعية والفرص البديلة" بحضور محافظ الفيوم ونظمتها اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية لتوعية الشباب بالمحافظة على خطورة الهجرة غير الشرعية وحكم الشرع فيها حيث أكد خلال المؤتمر الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة أوقاف الفيوم أن من يموت غارقا فى البحر أثناء الهجرة غير الشرعية فهو انتحر وليس شهيدا.
صورة من جواز سفر الشاب الغريق
صورة الشاب الغريق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة