كريم عبد السلام

فن تكدير المواطن

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى لماذا لا تقتدى المؤسسات والهيئات، والمصالح الحكومية، وسائر الجهات التنفيذية فى الدولة، بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التى تقدم نموذجاً فى تحدى الصعاب وحرق المراحل، وتجاوز العقبات وإلغاء التبريرات والأعذار لتحقيق النجاح تلو الآخر، وبدون أن تنتظر ثناء أو إشادة من أحد، ودون أن تروج لإنجازاتها- وهى بالفعل تستحق الترويج - بشو إعلامى.
 
وإذا كانت الهيئات والمصالح الحكومية لا تستطيع أن تطالب العاملين بها بأن يقدموا إضافة من الوقت والجهد للبلد فى هذه المرحلة الصعبة التى تحتاج منا جميعاً إلى الحشد والتوحد لدفع بلدنا إلى الأمام، وتحقيق نهضتها المنشودة، وصد الفخاخ والمؤامرات بحكمة واقتدار، فلا أقل من أن تقوم بالمطلوب منها بدقة، ولا تمثل عبئاً إضافياً على المواطنين، وأن تنبذ شعارها القديم الذى رفعته طوال عقود ماضية من أن تعذيب المواطن وتكديره وإغفال حقوقه ومصالحه هو الأصل حتى يدفع أو ينتحر.
 
خذ عندك مثالين فى مجال واحد، لتعلم الفارق بين الجدية والإهمال وبين التفانى والاستهبال، ففى الوقت الذى نشهد فيه طفرة فى إنجاز المشروع القومى للطرق، بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تغرق وزارة النقل فى شبر ميه، أو فى تجديد نفق زهراء المعادى على طريق الأوتوستراد، وتجديد كوبرى الملك الصالح على كورنيش النيل.
 
لا يعنى أن تتقدم جهة خاصة بمشروع لتطوير نفق زهراء المعادى أن نترك لها الحبل على الغارب بدون إشراف أو محاسبة، فالنتيجة اختناق مرورى لشهور على طريق حيوى، مثل الأوتوستراد، والنتيجة سوء فى التنفيذ واستمرار الاختناق حتى بعد انتهاء المشروع الذى تسبب فى تشويه الطريق، وتحويله إلى عبء على المواطنين المضطرين لاستخدامه يومياً.
 
المثال الثانى هو إجراء عمليات الصيانة لكوبرى الملك الصالح بمصر القديمة، وهو كوبرى شديد الحيوية لطريق الكورنيش إلى وسط المدينة فى الاتجاهين، شلكن العباقرة الذين قرروا إجراء عمليات الصيانة يختارون أوقات الذروة فى النهار، وأول الليل للتنفيذ بدلا من اتباع القاعدة المهنية المعروفة فى مثل هذه الأمور، وهى العمل من الثانية عشرة مساءً وحتى السادسة صباحاً.
 
هل يتعمد المسؤولون تكدير وتعذيب المواطنين؟ وهل من الضرورى أن تتصدى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لجميع المشروعات المدنية حتى نضمن الكفاءة والسرعة؟ لابد أن نجد حلاً لهذه المعضلة، كأن نقيم مركز تدريب للمسؤولين تشرف عليه الهيئة الهندسية حتى يتعلموا الدقة والتفانى ويتوقفوا عن تعذيب خلق الله!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة