عرف عن الدكتورة أمل الصبان منذ توليها أمانة المجلس الأعلى للثقافة، يوم 1 نوفمبر عام 2015، خلفا للدكتور محمد أبو الفضل بدران، أنها من ضمن المسئولين الذين يعملون فى صمت شديد، على الرغم من كثرة الأحاديث والشائعات التى تحيط بها باستمرار إلا أنها تفضل الصمت، وهذا ما دفع "اليوم السابع" لإجراء حوار صحفى معها للكشف من خلاله عن كل المجهودات والمشاريع والأنشطة الثقافية والخطط المستقبلية التى قدمتها منذ توليها هذا المنصب حتى الآن ولنفتح ملف القضايا الشائكة التى تدور حولها بداية من قصة التآمر مع مدير مكتب الوزير "حسن خلاف" لتعيينها وزيرة للثقافة وحتى الحديث عن تطوير جوائز الدولة وغير هذا من القضايا الشائكة.
جوائز الدولة تثير الكثير من الجدل.. ما خطة المجلس فى تعديلات الجوائز المرتقبة؟!
هناك العديد من التعديلات على نظام الجوائز كلها لكن أبز هذه التعديلات ما سيتم فى جائزة الدولة التشجيعية، حيث من المنتظر أن يتم قصرها على من هم دون الأربعين فحسب، فمن الواجب علينا الوقوف بجانب الشباب القادر الذى يستطيع إخراج عملاً يستحق من خلاله الحصول على جائزة على مدار 18 عاماً من تخرجه من الجامعة، فتقدير الشباب أهم شىء فى أى وقت، ومنح الفرصة كاملة للشباب هو الشيء يحافظ على أن تظل مصر "ولادة" بكل ما هو جديد ومبدع.
هل مازلنا قادرين على قول "مصر ولادة"؟
بالطبع نعم، لكن علينا أن نعترف بأن هناك شخصيات مناهضة للنجاح مهمتها محاربة أى نموذج مجتهد، بالإضافة إلى هؤلاء يوجد كذلك شخصيات تعمل بطريقة منهجية للغاية فى هدم العناصر الجديدة "وابصم بالعشرة على ذلك" للدرجة التى تشعرك بأنها تقف صفا واحد ضد "أى حاجة ناجحة" وفى الحقيقية فقد كان هذا الأمر محورا لنقاشى مع العالم النفسى الكبير الدكتور "أحمد عكاشة"، الذى أكد لى أن هناك تغيرا كبيرا طرأ على الشخصية المصرية حتى أصبح الكثيرون يكرهون النجاح، ولهذا عقد محاضرة فى مكتبة باب الخلق بدار الكتب والوثائق تحت عنوان "لماذا يكره المصريون النجاح"، وعلينا أن نعترف أن هناك الكثير من عوامل الهدم وأيضا لدينا الإنتاج السيئ والفاسد، فلهذا أقول لمن يفكر فى تسحين صورة مصر خارجيا أنه لابد من حل كل الأزمات الداخلية أولاً، وعلينا إعادة النظر فى أهمية غرز "ثقافة قيمة العمل" لنفسك وللمكان الذى تعمل فيه وهذا واجب جميع الوزارات المعنية بتكوين شخصية الإنسان المصرى.
ما دور المجلس الأعلى للثقافة فى محاربة هذه المشكلات؟
دور المجلس الأعلى للثقافة لم يكن مفعلاً منذ سنوات طويلة، فاللجان من المفترض من قانونيا تعمل على رسم السياسات الثقافة المصرية فى كل المجالات، لذلك أتحدى أى شخص طبق هذه السياسيات على مدار تأسيس المجلس، الدكتور جابر عصفور أحدث طفرة ثقافية لكونه يمتلك كاريزما اعتمد فيها على علاقاته الشخصية فى عقد مؤتمرات كثيرة، إضافة إلى ذلك أنه صاحب فكرة ترجمة 1000 كتاب تابع للمركز القومى للترجمة فهو سعى وراء تحقيق هذا المشروع.
ما رؤيتك فى تفعيل دور المجلس الأعلى للثقافة؟
علينا فى البداية إعادة النظر فى المكان ومراقبة اللجان وضبط العمل، هذا بالإضافة إلى أننا سنضع خطة لتدريب الأمناء، وأيضا عقد اجتماع كل شهر لهيئة المكتب التابع لوزير الثقافة، وعقد اجتماع للمجلس الأعلى للثقافة كل ثلاثة أشهر يتضمن وزراء التربية والتعليم والتعليم العالى والسياحة والآثار والتضامن الاجتماعى ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فمن المفترض أن قرارات المجلس إلزامية بأجندة عمل وإستراتيجية عريضة ينبغى على الكل تنفيذها، فإذا قمنا بتطبيق هذه الإلية سنحصل على منتج غنى وخصب.
كيف يحقق المجلس مشروعة فى وضع الثقافة المصرية فى مكانتها اللائقة؟!
هذا الأمر يتطلب فى البداية إصلاح البيت من الداخل، ولهذا فكرت كثيراً ووجدت أنه لابد من إنشاء موقع يضم معلومات وأفكار وخطط المجلس الأعلى للثقافة حاليا وفى السنوات السابقة، وأيضا معلومات عن المثقفين والمترجمين وأعضاء اللجان وأيضا عن جوائز الدولة، فلابد من تواجد قاعدة بيانات كاملة عندما تريد ترشيح شخصا لجائزة الدولة ترجع لقاعدة البيانات، وأيضا من حقك مشاهدة الندوات التى تقام بالمجلس، فسياسية "الفلاشة" والتسجيل على الورق غير آدمية بالمرة، فنحن نعلم أن كل ستة أشهر يتم تغير رئيس الإدارة المركزية، لذلك تحدث الكثير من التعديلات، ولابد من تواجد آليات واضحة للعمل بالمجلس وتقوم بطريقة سليمة لا تتأثر بغياب أو رحيل أو بقاء الأشخاص، هذا بالإضافة إلى أننا نسعى لعقد دورات للموظفين لإعادة التأهيل وأيضا إقامة التدريب التحويلى فى مركز يتواجد بالدقى تابع للمجلس الأعلى للثقافة.
كيف تتعامل أمل الصبان مع الشائعات التى تحيط بها.. خاصة شائعة التآمر مع مدير مكتب وزير الثقافة "حسن خلاف" لمقابلة رئيس الوزراء لتعيينك وزيرة؟
أتعامل مع الشائعات بتجاهل شديد، فلا أدخل فى سجال، وهذا يرجع إلى أنى أراهن على خبرة الوزير القوية بالمسئولين المحيطين به فى الوزارة كما أراهن على ذكائه وقدرته على التحليل والرؤية، فقصة التآمر مع مدير مكتبه "حسن خلاف" ليمنح لى الفرصة لمقابلة رئيس الوزراء مضحكة للغاية ولا تستحق الرد عليها أو مناقشتها لأنها خارجة من أشخاص فاشلين حتى فى تخيل سيناريو للمؤامرة، وردى الدائم على هذه الشائعات هو الاستمرار فى العمل.
لك خبرة فى مجال العلاقات الدولية فهل هناك أثر لذلك على إدارة المجلس؟
بالطبع نعم.. قمنا باستضافة العديد من الأدباء الفرنسيين وقمنا بعقد ندوات لهم، إضافة إلى ذلك التعاون مع سفارة المانيا ومعهد جوته لإقامة ورش العمل لتدريب الموظفين والعاملين بصفة عامة، وأيضا هناك تعاون مع سفارة النمسا وبولاندا لتدريب مدربين يعملون فى ثقافة مجال الطفل، وأيضا الاهتمام بتدريب المتدربين للعمل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، كما أن هناك برتوكول تعاون ما بين المجلس الأعلى والجامعات والمركز الكاثوليكى، لتدريب أطفال الشوارع فى معهد الطفولة، وأيضا هناك تعاون مع سفارة ألمانيا لمناقشة محاور التعليم، كما أن هناك تعاونا مع سفارة الهند لإقامة ورش للصناعات اليدوية والنسجية وتدريب المصريين مع الهنود لتبادل الثقافات بين الطرفين.
هل حقق سور الأزبكية التابع للمجلس الأعلى للثقافة هدفه؟!
نعم، فالفكرة جاءت من خلال الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، حيث رأى مخازن المجلس ممتلئة بالكتب منذ عام 2006، لذلك رغب فى الترويج لهذه الكتب من أجل الثقافة والاستفادة منها وإظهارها للجمهور، ومن هنا خصصنا كتبا لوزارة التربية والتعليم وكتبا قمنا بالتبرع بها، وبقية الكتب قمنا بعمل سور الأزبكية لها ليكن عليها خصم يصل من 50 إلى 70%، ونتيجة لهذا الناجح سيستمر سور الأزبكية فى بداية العام المقبل.
ماذا عن مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال؟
فى أقرب فرصة سيتم الإعلان عن الفيلم المصرى المشارك فى مهرجان القومى لثقافة الطفل، كما سيتم الإعلان عن اسم الشركة التى ستنتج الفيلم المصرى وفقا لمواصفات عالية، كما سيتم اختيار سيناريو وفريق عمل ويأتى ذلك الحدث بالتعاون مع الصندوق التنمية الثقافية، كما سيتم عرض المهرجان خلال شهر سبتمبر 2017.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة