ذات يوم.. القبض على «نجم» و«الشيخ إمام» وآخرين فى «شرفت يا نيكسون بابا»

السبت، 03 سبتمبر 2016 10:19 ص
ذات يوم.. القبض على «نجم» و«الشيخ إمام» وآخرين فى «شرفت يا نيكسون بابا» الشيخ إمام
كتب سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلبت السلطات المصرية من أجهزتها الأمنية البحث عن وسيلة قانونية لمعاقبة الشاعر أحمد فؤاد نجم، والسبب كما يذكر صلاح عيسى فى كتابه «شاعر تكدير الأمن العام» الصادر عن «دار الشروق - القاهرة»، استفزاز السلطات من تأليف قصيدة «شرفت يا نيكسون بابا» التى كتبها «نجم» بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكى نيكسون إلى مصر يوم 12 يونيو 1974.
 
كانت الزيارة هى الأولى من رئيس أمريكى لمصر، وحسب «عيسى»: «كتب نجم قصيدتيه «حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة»، و«شرفت يا نيكسون بابا» ليفضح فى الأولى زيف الأرقام التى أذيعت حول عدد الذين استقبلوا الرئيس الأمريكى من المصريين، وليشد المسخرة فى الثانية جواسيسك يوم تشريفك /عملوا لك دقة وزار /تتقصع فيه المومس /والقارح والمندار».
 
نشرت أكثر من صحيفة عربية قصيدة «شرفت يا نيكسون بابا»، ولحنها وغناها الشيخ إمام عيسى على عوده، فغضبت السلطات المصرية، وطلبت من أجهزة الأمن البحث عن صيغة قانونية لمعاقبة «نجم»، وكما يقول «عيسى»: «ساقت الصدفة لمباحث أمن الدولة واقعة بدت لها مناسبة لإقحام الشاعر سليط اللسان فى قضية كبيرة، تكفل لها تأديبه بوسيلة قانونية تمامًا، إذ كانت تتابع نشاط سيف الغزالى، أحد الأعضاء السابقين لحزب الوفد القديم، بعد أن وصلها بلاغ بأنه ينتقد الحكم فى جلسات يعقدها فى منزله، وأنه دعا «نجم» و«الشيخ إمام» لإحياء سهرة فى منزله».
 
وطبقًا للتقرير الذى كتبه النقيب مصطفى موسى فى اليوم التالى للسهرة «6 يوليو 1974»: حضر السهرة عشرة أفراد، بدأوا يتوافدون منذ الثامنة والنصف، وبدأت السهرة فى التاسعة، وانتهت بعد منتصف الليل بنصف ساعة، من بين الأفراد العشرة ثلاثة من الطلبة، وأربعة موظفين، و«نجم» و«إمام» و«محمد على» الذى يقوم بثلاثة أدوار، فهو مرافق للشيخ إمام، وعازف الإيقاع، وأحد اثنين يقومان بدور الكورس فى الأغانى التى تتطلب ذلك مع «نجم».
 
فى 10 يوليو، وطبقًا لـ«صلاح عيسى»: أضاف الضابط مصطفى موسى إلى تقريره أن التحريات كشف عن أن سيف الغزالى دأب فى الفترة الأخيرة على عقد لقاءات سياسية ينتقد فيها الأوضاع السياسية، وأنه يدعو إلى التعددية الحزبية، ويعمل على تكوين تنظيم يكون نواة لحزب سياسى، وأن «نجم» و«إمام» يعاونانه على تحقيق هدفه، وبعد مراقبة تحركات «الغزالى» تبين أنه يتردد على سبعة منازل، من بينها منزل «حوش قدم» الذى يقطنه الثلاثى «نجم» و«إمام» و«محمد على»، وأصدر رئيس نيابة أمن الدولة العليا إذنًا بضبط وتفتيش قائمة تضم ستة عشر شخصًا كان من بينهم كل الذين حضروا سهرة «5 يوليو»، وكذلك مداهمة باقى المنازل التى يتردد عليها «الغزالى».
 
فى عصر يوم الاثنين 2 سبتمبر 1974، اصطحب الفنان على الشريف الفنانة اللبنانية «جلاديس أبوجودة»- وكلاهما اشترك فى فيلم «العصفور»- إلى «حوش قدم»، ومعهما شخص أمريكى يدعى «جاك مور»، وكان صديقًا لـ«جلاديس»، وتواجد فى القاهرة ليسهم فى حملة مشتركة لتنظيم الأسرة بين الحكومة المصرية وهيئة اليونسكو، وانضم إليهم المخرج على بدرخان، مساعد «شاهين» فى فيلم «العصفور»، وذهب للتباحث مع «نجم» حول مشروع لكتابة أغنيات أطفال تغنيها زوجته الفنانة سعاد حسنى.
 
فى الثانية عشرة والنصف من صباح مثل هذا اليوم «3 سبتمبر» صعدت قوة يقودها الرائد «ثروت القداح» أبرز ضباط مكافحة الشيوعية بفرع القاهرة فى مباحث أمن الدولة إلى حيث يقيم الثلاثة فى «حوش قدم»، وطبقًا لما ذكره «القداح» فى محضر الضبط، أن باب الغرفة التى يقيم فيها الثلاثة المطلوب ضبطهم كان مواربًا، وتخرج منه رائحة الحشيش، ووجد فى بداية الممر للحجرة شخصين أمامهما قطع مشتعلة من الفحم، يمسك أحدهما بجوزة عليها حجر تتصاعد منه رائحة الحشيش المحترق، وبتفتيشهما عثر فى جيب أحدهما على قطعة صغيرة من الأفيون، وفى جيب الآخر قطعة من الحشيش، وكان عدد الموجودين فى الغرفة 18 شخصًا، وأسفر تفتيش الغرفة المجاورة التى يقيم فيها الشيخ إمام ومحمد على عن العثور على أوراق خطية تضم قصائد لـ«نجم» وآخرين، و12 شريط تسجيل، وأجندة مواعيد.
 
اقتيد «نجم» و«إمام» و«محمد على» فى نفس الليلة إلى سجن القلعة، ثم لحق بهم عشرة تمكنت الحملة من ضبطهم فى الليلة ذاتها، واحتجز السبعة عشر المقبوض عليهم من منزل «الشيخ إمام» فى مقر مباحث أمن الدولة لتبدأ التحقيقات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة