قالت الأمم المتحدة اليوم الخميس 29 سبتمبر إن أكثر من مليون شخص قد يهربون من الموصل معقل تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق عندما يشن الجيش العراقى هجوما على المدينة محذرة من أنها تفتقر للتسهيلات اللازمة لاستضافة أقل من نصف هذا العدد.
وقال برونو جيدو مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فى العراق إن معركة الموصل -التى سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية عندما اجتاح العراق قبل عامين- من المتوقع أن تبدأ فى أكتوبر تشرين الأول وربما مع نهاية 2016.
وتتوقع الأمم المتحدة أن تضطر لمساعدة ما لا يقل عن 700 ألف شخص بالمأوى والغذاء والمياه وتبنى المفوضية أو تخطط لبناء 11 مخيما مزودا بإضاءة ومياه أنابيب ومساحات تكفى 20 ألف أسرة.
من جانبه أعلن ممثل المفوضية العليا لشئون اللاجئين فى العراق برونو جيدو أن منظمة الأمم المتحدة تتوقع نزوح ما يصل إلى مليون شخص من الموصل فى معركة تحريرها من قبضة تنظيم داعش.
وقال جيدو - فى مؤتمر صحفى عقد فى جنيف اليوم الخميس - إن المفوضية تعمل فى ظل ظروف صعبة للغاية من أجل الإعداد للاحتياجات الإنسانية للمدنيين الذين سينزحون، خاصة فيما يتعلق بضيق الوقت حال وقوع المعركة قبل إنشاء 11 معسكرا للنازحين تعمل عليهم المفوضية، وكذلك الحاجة إلى مساحات من الأراضى لهذا العمل، بالإضافة إلى مسألة التمويل، إذ لم يصل من إجمالى ما طلبته المفوضية للاستجابة الإنسانية للموصل والبالغ 196 مليون دولار سوى 33% فقط، وإن لم تصل الأموال المطلوبة، ستكون هناك مشكلة حقيقية فى إعداد ما يلزم لمواجهة الشتاء الذى تصل فيه درجة الحرارة إلى صفر مئوية.
وأضاف أنه برغم وجود خيار استخدام ما تعرف بمعسكرات الطوارئ للنازحين بالقرب من منطقة العمليات، فإن هذا الخيار يصطدم دائما مع مسألة أنه يكون فقط لفترة قصيرة، والأمم المتحدة لديها قلق أيضا بشأن أمن وسلامة المدنيين الذين سيخرجون من الموصل مع احتدام معارك تحريرها، ولا بد من حصولهم على طرق آمنة تقوم القوات العراقية بتأمينها.
وتابع ممثل مفوضية اللاجئين أن أحد بواعث القلق المهمة للغاية، خاصة بعد ما حدث فى الفلوجة، هو موضوع التحقق من هويات الأشخاص الذين يتوقع فرارهم من الموصل، مؤكدا أن هذه العملية يجب أن تكون وبشكل حصرى من قبل القوات العراقية وليس من جانب أية ميليشيات، وأن هذا ما أكدت عليه المفوضية فى اتصالاتها مع الحكومة العراقية، لكن جيدو نفى أن تكون الحكومة العراقية قد قدمت أى التزام فى هذا الخصوص.
وفى الوقت الذى لفت فيه إلى أن عدد من سيتأثرون بتلك المعركة المنتظرة لتحرير الموصل قد يصل إلى ما بين 1.2 مليون و1.5 مليون شخص، فقد أكد أنه من غير المعروف كم من الوقت سيضطر الفارون إلى المكوث بمعسكرات النازحين وكيف يمكن أن تتطور الأمور ومدى استعداد المعسكرات لاستخدامها لمدة طويلة.
وبشأن القلق من احتمالية استخدام داعش لعناصر كيميائية فى الهجمات ضد القوات العراقية، أوضح جيدو أن معسكرات النازحين ستكون على بعد قد يصل إلى 20 كيلومترا من مسرح العمليات وبما لا يجعل هناك خوف حقيقي، فى حين ستتم معاملة الخارجين من مقاتلى داعش كأسرى حرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة