سليمان شفيق

الأقباط للخلف در

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يدرى محاولات إخراج الأقباط من حلف 30 يونيو، ويلخصون الأقباط فى الكنيسة ويختزلون الكنيسة فى قداسة البابا، ولا يدركون مكانة الأقباط فى تأسيس الدولة المصرية الحديثة دولة محمد على. صدق أو لا تصدق أن محمد على باشا عين فى عهده ثمانية محافظين «مديرى مديريات» ورئيس ديوان من الأقباط، ومنذ 1952 وحتى الآن لم يعين سوى محافظين أحدهما البطل اللواء فؤاد عزيز غالى 1980 محافظة جنوب سيناء التى قاد تحريرها، وبعد «26» عاما اللواء مجدى أيوب محافظا لقنا، وبعد مساهمة المواطنين المصريين الأقباط فى ثورة 25 يناير حاول رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، أن يعين محافظا قبطيا اللواء عماد شحاتة، ولكن وكما يقول المثل الشعبى «قعد يكحلها عماها»!
فى عهد أسرة محمد على «1805/1952» تم تعيين 22 محافظا قبطيا، وفى ذلك العصر أيضاً تبوّأ الأقباط سائر الوزارات، فمثلا «صليب باشا سامى» الذى لم يأخذ حقه من الباحثين، لأنه جسد وبحق السماحة الليبرالية، والمواطنة، ومعيار الكفاءة، هذا الرجل تبوأ، من وزارة حسين سرى باشا 1940، وحتى وزارة على ماهر باشا «24 يوليو 1952» خمس وزارات «الحربية، التجارة، الصناعة، الخارجية، الزراعة، المالية»، وأكثر من ذلك كان تبوؤ الأقباط ثلاث مرات رئاسة الوزراء «نوبار باشا، بطرس غالى باشا، ويوسف فهمى باشا»، وكأننا نتقدم للخلف لأنه من المؤسف بحق أن مصر منذ 1952 لم تشهد ولا مرة تعيين قبطى فى وزارة سيادية سوى «تعيين يوسف بطرس غالى وزيرا للمالية 1997»، ومرتين فقط جرى تعيين محافظ قبطى: اللواء فؤاد عزيز غالى لجنوب سيناء 1980، واللواء مجدى أيوب لقنا 2006، ترى ما هى الإشكالية فى تعيين محافظين أقباط؟ الإجابة عن ذلك السؤال برزت فى 14 إبريل 2011، حينما عُيّن اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظا لقنا، وبعد ساعات من تعيينه قطع مجموعة من «السلفيين» خط السكك الحديدية، ورفضوا تعيين قبطى «وليا عليهم»، واستمرت الأزمة ثلاثة أسابيع، ورضخت حكومة شرف الثورية للسلفيين!! وتم تكريس قطع السكك الحديدية وإهدار المواطنة فى مصر. الغريب والمدهش أنه قبل 200 عام تقريبا كان ‏محمد‏ ‏على‏ ‏أول‏ «‏حاكم‏ ‏مسلم» ‏يمنح‏ ‏الأقباط‏ ‏رتبة‏ «‏البكوية»، ‏ويعينهم‏ ‏كحكام‏ ‏أقاليم‏ «رتبة‏ ‏المحافظ‏ ‏ورئيس‏ ‏المدينة‏ ‏حاليا»، ‏فقام‏ ‏بتعيين كل من: بطرس‏ ‏أغا‏ ‏أرمانيوس‏ ‏حاكما‏ ‏على‏ ‏برديس، ‏فرج‏ ‏أغا‏ ‏ميخائيل‏ ‏حاكما‏ ‏على ‏دير‏ ‏مواس‏، وميخائيل‏ ‏أغا‏ ‏عبده‏ ‏حاكما‏ ‏على‏ ‏الفشن، ورزق‏ ‏أغا‏ ‏حاكما‏ ‏على الشرقية‏، باسليوس‏ ‏ابن‏ ‏المعلم‏ ‏غالى ‏مديرا‏ ‏لحسابات‏ ‏الحكومة‏، وحنا‏ ‏المنقبادى ‏سكرتيرا‏ ‏لمديرية‏ ‏عموم‏ ‏قبلى، والمعلمين‏ ‏جرجس‏ ‏ويعقوب‏ ‏وبشارة‏ ‏وجرجس‏ ‏الطويل‏ ‏وأخيه‏ ‏حنا‏ ‏الطويل‏ ‏ومنقريوس‏ ‏البتانونى وإبراهيم‏ ‏نخلة‏ ‏كتبة‏ ‏فى ‏ديوان‏ ‏محمد‏ ‏على، وكان‏ ‏كبير‏ ‏كتبة «‏منصب‏ ‏رئيس‏ ‏ديوان‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏حاليا»، ‏محمد‏ ‏على ‏قبطيا‏ ‏وهو المعلم‏ ‏وهبة‏ ‏إبراهيم‏ ‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏المعلم‏ ‏نخلة. وعلى هذا المنوال عين أبناء محمد «ثمانية ملوك» 22 مدير مديرية، والأكثر إدهاشا من ذلك هذه القصة التى تدل على الحد الأقصى من سماحة الإسلام وليبرالية حزب الوفد قبل التحالف مع الإخوان 1984 وصاعدا، كانت مصر ترسل سنويا كسوة الكعبة الشريفة لمكة المكرمة، وكان يصطحب «المحمل» أقدم لواء فى الجيش إكراما وإجلالا لطبيعة المهمة، وشاء القدر 1929 أن يكون أقدم لواء هو نجيب مليكة باشا، وذهب الرجل ولم يحتج أحد، لا من المصريين ولا من سكان العربية السعودية، حدث ذلك وبعد عشرين عاما من ذلك التاريخ 1949 قتل المرشد الأول الشيخ حسن البنا، لم يجرؤ أحد من قيادات الإخوان على حضور الجنازة، ولكن الزعيم والمجاهد الكبير مكرم عبيد تحدى الملك والإنجليز، وتفرد بالمشاركة فى الجنازة مساندا عائلة البنا من «غسل» المرشد وحتى القبر فى شجاعة لم يتحلَّ بها أى من أعضاء الجماعة، بما فى ذلك أعضاء التنظيم الخاص الذين أمطروا مصر بالقنابل، ويمارسون الإرهاب بشتى صوره. القضية ليست حصحصة والبحث عن وظائف، حيث إن بطرس غالى حظى برئاسة الأمم المتحدة والعرف الوظيفى المصرى بعد 1952 لم يعطه حقيبة الداخلية!! القضية استكمال المواطنة المنقوصة فى مصر واستعادة مصر لمكانتها عبر استعادة الأقباط لمكانتهم. 









مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

MOURAD ROUZIEK

ألانقسام وضعف ألعمل ألحزبي يشدون ألأقباط للخلف در .

حقا ويقينا ما أورده كاتبنا ألكبير ألأستاذ / سليمان شفيق من أن تاريخ مؤسس مصر ألحديثه محمد علي باشا ألكبير ومن خلفه أبناؤه وأحفاده من بعده تميزت عهودهم جميعا باعلاء مبدأ ألمواطنه حال شغل ألمناصب ألعليا وألرفيعه في ألدوله دونما تفرقه بسبب ألدين مما أفسح ألمجال للعديد من ألأقباط ( أي ألمصريين ) مسيحيي ألديانه من شغل كبريات ألمناصب ألعليا للدوله دونما أي حساسيه وفي هذا ألمقام لا بد من ألوعي ذلك لم يأتي من فراغ وانما لعوامل عده نوجز منها ما يلي (1) : رأس ألأسره ألعلويه ( ألا وهو محمد علي باشا ألكبير ) كان يسعي الي بناء دوله عصريه وألدوله ألعصريه تعتمد علي ألكفاءات لا ألتوازنات وعليه يمكن ألقول أن تعيينه للمسيحيين لم يكن من باب ألتوازنات وانما منطلق كفاءتهم وعلي هذا ألنهج سار خلفاؤه حتي نهاية ألقرن ألتاسع عشر (2) : من بدايات ألقرن ألعشرين بدأ ألنضال ضد ألاستعمار ألبريطاني وكان ألمصريين مسلمين ومسيحيين جنب الي جنب وجميعهم ضحوا بالغالي وألنفيس (3) : ومع تأسيس ألأحزاب ألسياسيه وعلي رأسها حزب ألوفد اندمج ألمصريين ألمسيحيين في تلك ألأحزاب وعليه كان صعودهم للسلطه كان بموجب انتخابات حره معيار ألاختيار لدي ألناخب هو ألحزب ولا شيئ سوي ألحزب (4) : علينا ألا ننكر أن ألغاء ألأحزاب ألذي أعقب ثورة 23 يوليو 1952 كان أحد ألمسببات ألرئيسيه ألتي أدت الي تراجع دور ألمصريين ألمسيحيين في ألعمل ألسياسي وبالتالي صعب من وصولهم للمناصب ألعليا للدوله لكون معيار ألاختيار بدأ تدريجيا يتحول من معيار حزبي لمعيار طائفي وبكل أسف فشلت كافة ألتنظيمات ألسياسيه ألتي تلت ثورة يوليو 52 في تدارك ذلك سواء أكانت ( هيئة ألتحرير أو ألاتحاد ألقومي أم ألاتحاد ألاشتراكي )(5) : عندما سمح باعادة ألحياه ألحزبيه للساحه ألسياسيه عادت بعد بدء ألغزو ألوهابي ألبدوي ألصحراوي ألذي أثر سلبا علي معظم ألأنشطه وضمنها ألنشاط ألحزبي فضلا عن ألأحزاب عادت بصوره هزيله وهشه تنقصها ألبرامج وألكوادر وبلغت من ألضعف وألهزال أنها تحالفت مع أعداء ألماضي وعلي سبيل ألمثال لا ألحصر حزب ألوفد ألذي تحالف مع جماعة ألاخوان ألمسلمين ووضع مرشحيها علي قوائمه في انتخابات 1984 ففقد معها هويته ومصداقيته (6) : أخيرا وليس بأخر يبدو أن نضوب ألفكر ألسياسي جعل ألكثيرين من ألرموز ألمجتمعيه ولا سيما بين ألمسيحيين وفي سعيهم للمنصب كانوا يتزلفون الي حزب ألسلطه وأليوم وبكل أسف هناك فريق منهم يدعي باطلا علي ألكنيسه سعيا للشهره متوهما أن تكون بوابته للمنصب ألرفيع .

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري صميم

كلام منطقي و دقيق

التاريخ لا يمحي، و لا يكذب و لا يتجمل. تحيا مصر مسلمين و مسيحيين الي يوم الدين، أمين.

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

كلنا مصريون

والكفاءه تفرض نفسها طالما المصري المسيحي هو الأكفأ في هذا المكان فمن حقه بلا شك أن يتولي هذا المنصب ويجب ان نخرج من هذا التفكير الضيق وكم وكم كفاءات مسيحيه مرت في تاريخ مصر قامت بدورها في خدمة بلده ولا أقول مصر لأن المسيحي أصل في مصر ولاننسي ان السلام جاء الي مصر علي المسيحيه ولم يجبرهم علي الأسلام بل كان شعاره ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وانا أري أن الأستاذ/ جمال اسعد وهو مسيحي معتدل وهو عضو قديم في البرلمان المصري عن محافظة اسيوط وما ادراك ما اسيوط وكم مرت عليه مشاكل بين المسلمين والمسحيين فلما لايولي هذا الرجل الوطني العاقل والمتفهم لطبيعة الأنسان المصري سواءا كان مسلما او مسيحيا لم لايتولي الأستاذ الفاضل جمال اسعد أي من المناصب الحساسه كوزير مثلا أو محافظ فاني كاحد المصريين المسلمين أاتمني ذلك لما اراه من حق له في اي منها . مصري مسلم .

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر المصرى

صدقت فى المقال يااستاذ سليمان

فعلا استكمال المواطنة المنقوصة فى مصر واستعادة مصر لمكانتها عبر استعادة الأقباط لمكانتهم.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة