قال سرتاج عزيز مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف اليوم الثلاثاء أنه إذا ألغت الهند معاهدة مياه نهر السند التى تنظم تدفق مياه النهر بين البلدين فإن بلاده ستعتبر ذلك "عملا من أعمال الحرب".
ويتصاعد التوتر بين الجارتين اللتين تملكان أسلحة نووية منذ مقتل ما لا يقل عن 18 جنديا هنديا فى إقليم كشمير الذى تتنازع الدولتان السيادة عليه هذا الشهر فى هجوم تنحى نيودلهى باللائمة فيه على باكستان.
واستدعت الهند اليوم الثلاثاء المفوض السامى الباكستانى فى نيودلهى لإبلاغه بشأن رجلين من باكستان محتجزين حاليا فى الهند لمزاعم بشأن مساعدتهما مسلحين على عبور حدود إقليم كشمير قبل الهجوم. وتنفى باكستان ضلوعها فى الغارة وحثت الهند على إجراء تحقيق ملائم.
وأبلغ مصدر على دراية بما دار فى اجتماع حضره مودى أمس الاثنين رويترز أن إحدى الخطوات الانتقامية التى يفكر فيها رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى هو أن "تعظم" الهند كمية المياه التى تستخدمها بما فى ذلك الإسراع ببناء محطات جديدة للطاقة الكهرومائية على الأنهار الثلاثة التى تتدفق إلى باكستان.
وقال المصدر أن الهند لا تعتزم إلغاء معاهدة مياه نهر السند التى تعود لعقود من الزمان. لكن استخدام المزيد من مياه النهر سيضر على الأرجح باكستان لاعتمادها على أنهار الهيمالايا التى تغذيها الثلوج فى كل شيء من مياه الشرب إلى الزراعة.
وقال عزيز أن إسلام آباد ستلجأ إلى التحكيم لدى مفوضية مياه نهر السند التى تراقب المعاهدة إذا زادت الهند استخدام المياه من أنهار تشيناب وجيلوم والسند.
لكن عزيز قال أنه إذا ألغت الهند المعاهدة فإن باكستان ستعتبر هذا "عملا من أعمال الحرب أو عملا معاديا ضد باكستان."
وقال أمام الجمعية الوطنية "إذا فكرت الهند حتى فى إلغاء معاهدة مياه نهر السند فسينم ذلك عن عدم مسؤولية كبيرة."
ووقعت المعاهدة عام 1960 فى محاولة لحل النزاعات لكن خطط الهند الطموحة فى مجال الرى وإنشاء آلاف السدود عند منبعه لا تزال تزعج باكستان. وتقول الهند أن استخدامها لمياه المنبع يتماشى تماما مع المعاهدة.
وتولد الهند حاليا نحو ثلاثة آلاف ميجاوات من الطاقة من محطات الطاقة الكهرومائية على امتداد الأنهار الواقعة فى القسم التابع لها فى كشمير لكنها تعتقد أن الإقليم لديه إمكانية إنتاج 18 ألف ميجاوات وتقول أن بإمكانها استخدام مزيد من المياه فى الحدود التى تسمح بها بنود المعاهدة.
وقال عزيز أن المواقف المستفزة للهند تمثل انتهاكا لمعاهدة مياه نهر السند وإن "التهديدات بحرب مياه جزء من حملة عسكرية واقتصادية ودبلوماسية لزيادة الضغط على باكستان" وصرف الانتباه عن الاضطرابات المدنية من جانب السكان المسلمين فى القسم الذى تحكمه الهند من كشمير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة