وائل السمرى

مصر الغائبة عن «المفوضية الأفريقية»

الإثنين، 26 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ما نتحدث عن الوجود المصرى فى أفريقيا وعلاقة مصر بصنع القرار الأفريقى، وللأسف يظل هذا الحديث خارج عن دوائر التطبيق، كما يظل حبيسا فى الكلمات الصامتة التى لا يتعدى أثرها شغل مساحة غير مرئية من الهواء، وذلك لأننا لا نفكر عمليا بطريقة تسمح لأن يكون للوجود المصرى أذرع وأرجلا تمكنها من الوقوف أمام التحديات المتواترة التى تواجهها، ولعل أبرز الأمثلة على هذا هو غياب مصر شبه التام عن مفوضية الاتحاد الأفريقى التى تعتبر البيت الأول لصنع القرار فى القارة السمراء، برغم أن مصر من أهم الدول التى أسست هذه المفوضية وصنعت لوائحها وقوانينها.
 
الغياب المصرى عن أفريقيا يتجسد فى خلو المشهد الانتخابى لرئيس المفوضية الجديد خلفا لرئيسته الحالية «نكوسازانا دلامينى زوما» التى كان من المفترض أن تتم فى القمة الأفريقية الماضية لكنها لم تتم، وفى الحقيقة لا أعرف على وجه التحديد سببا واضحا لعزوف مصر عن الترشح لهذا المنصب، مع العلم أنها لم تشغله طوال تاريخها الطويل ولا مرة واحدة منذ إنشائها، حيث شغل هذا المنصب فى السابق كلا من ساحل العاج ومالى والجابون وجنوب أفريقيا، بينما غابت مصر تماما، فلماذا هذا الغياب؟ ولماذا يمتد الصمت عليه حتى هذا الحين؟
 
الآن يتنافس كل من «كارلوس لوبيز» الذى ينتمى إلى جمهورية «الرأس الأخضر»، بالإضافة إلى السنغالى «عبدالله باتيلى» لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقى الذى يحظى بتأييد المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية، وستجرى الانتخابات فى يومى 30 و31 يناير 2017 بأديس أبابا، ولا يقتصر الغياب على هذا المستوى الرفيع من التمثيل، إذ يغيب المصريون عن المقاعد المخصصة لهم فى وظائف المفوضية الأفريقية، فلمصر أكبر «كوتة» فى عدد الموظفين العاملين بالمفوضية بحكم وضعها التاريخى والتأسيسى والتمويلى أيضا، لكنها للأسف تترك هذه المقاعد لتتقاسمها الدول المختلفة وتكتفى بالمشاهدة، ولا يخفى على أحد الدور الذى يلعبه الموظفون فى المفوضيات المختلفة فى صنع القرار وكيفية تأثيريهم فيما يتخذ من مواقف، فما هو تفسير هذا الأمر؟
لا حاجة هنا لنذكر الجميع بالدور الذى قامت به هذه المفوضية بعد 30 يونيو، ولا حاجة أيضا، لأن نذكر الجميع بالدور الذى يمكن أن تلعبه هذه المفوضية فى الحرب ضد الإرهاب والتطرف الموجود فى العديد من البلدان ومنها مالى وتشاد ونيجيريا والكاميرون والنيجر، بالإضافة إلى مصر وتونس وليبيا والجماعات المتشددة فى الجزائر، فماذا نترك أماكننا ثم نشتكى من الغياب؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة