محمود حمدون يكتب: مفعول السحر

الأحد، 25 سبتمبر 2016 02:00 ص
محمود حمدون يكتب: مفعول السحر أطفال يلعبون كرة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اجتمع الصبية بمكانهم السرى على رأس الحارة، يتناقشون فما يجب أن يفعلوه مع "عم عبده" البقّال، ذلك الرجل الطويل العريض كأنه كائن خرافى من حكايات ألف ليلة وليلة، دائما ما ينهرهم ويُهرع ورائهم بعصاه الطويلة، ويتحين الفرصة لالتقاط كرة اللعب (المصنوعة من الشراب والمحشوة قطع من القماش والإسفنج، والمغلّفة بمادة لاصقة، سرعان ما تجف فتصبح الكرة جاهزة تتقاذفها الأرجل والأيدي، ثم يظهر "عم عبده" بجبروته وهيئته المخيفة) وينقض على "الكرة" رافضا أن يُعيدها إليهم ومهددا كثيرا ومنفّذا أحيانا وعيده بتقطيعها بالسكين.

 

كظم الصبية غيظهم وعزموا أمرهم بينهم على إعداد وتنفيذ مقلب، يخرج من عينه ويطيح بعقله ليصبح بعدها حديث الحارة والحي، اجتمعوا كثيرا واختلفوا على طبيعة "المقلب" وكيفية تنفيذه أكثر قضوا الأجازة الصيفية فى مناقشات فيما ينبغى فعله وما يجب ترتيبه حتى لا ينكشف أمرهم، فالتزموا الحذر وبالغوا فى الريبة، ثم ساورتهم الشكوك فيما بينهم، إلى أن أعلن أحدهم وكان أكبرهم سنا أنه يتوجس خيفة من عملاء مدسوسين بينهم ويخشى إفشاء السر، لذا فهو يعلن انسحابه ويتبرأ مما قاله ومما ينوون فعله.

 

فكان لانسحابه وقوله هذا مفعول السحر، فسرعان ما انهارت فكرة الثأر، وخرج أحدهم وكان الأوسط عمرا، والأكثر حكمة، فقال: لا نرى فيما فعله معنا "عم عبده" أى ضرر، ربما كان يريد بنا ولنا خيرا أو كان حريصا على مستقبلنا من حيث لا ندرى نحن برعونتنا، فالقول ما قاله كبيرنا، وأنا معه. فانفرط العقد وأصبحت المأساة أن كل صبى يُلقى بتهمة تدبير المقلب والمؤامرة على الآخرين، وسرعان ما فشت بينهم العداوة والبغضاء.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة