نصدم دائما بالكوارث الناجمة عن غرق القوارب وضياع أحلام الشباب وحياتهم، أثناء محاولاتهم الخروج من البلد والبحث عن أحلامهم عن طريق الهجرة غير الشرعية، وكان آخرها غرق مركب قرب سواحل رشيد على متنه 300 شاب مات منهم نحو 38 .
والكتاب المصريون تناولوا هذه الظاهرة بشكل أو بآخر وبحثوا عن حلول فى كتابهم؟!.
كتاب " العار من الضفتين" لـ"عزت القمحاوى" 2011
قضية الهجرة غير الشرعية، يطرحها القمحاوى هنا مستندا على فكرة البحث وراء معلومات قد تساعده فى العثور على ابن أخته الذى ركب واحداً من المراكب التى تحمل الشباب المصرى إلى إيطاليا، على الرغم من أن "جاد" –ابن شقيقته- لم يكن يعانى الفقر المادى أو الاجتماعى، فوالده، شيخ البلدة، وعائلته كانت الأغنى فى قريته بمحافظة الشرقية، وعلى الرغم من نصائح الخال "القمحاوى" للشاب الذكى، إلا أنه أعدّ العدة، وسافر بليل ولم يعد، جريًّا وراء جنون الحلم الإيطالى، وبحثاً عن حلم الحياة فى الغرب.
وانطلاقا من حادثة شخصية ينسج القمحاوى خيوط كتابه "العار من الضفتين" والصادر عن دار العين.
ويؤكد القمحاوى فى كتابه أن الأسباب التى تدفع الشباب العربى إلى الهروب غير الشرعى، وهى ذات الأسباب الداعية إلى خروجهم ضد الحكام، وضد الفقر والبطالة وتفشى الظلم، وانعدام الحريات، فإنه يكشف دون أن يصرح فى المتن، المقدمات التى أدت إلى الثورة، من فساد فاقع وإقصاء للفقراء والتواطؤ بين نظام سياسى قمعى ونظام اقتصادى لا يعبأ سوى بالأغنياء، فيقول القمحاوى "وبدلاً من أن تواجه الحكومة المصرية هذه الأوضاع الجديدة بالسعى لتوفير فرص عمل بالداخل من خلال تحديث بنيتها الصناعية الضخمة، شرعت فى بيع المصانع والشركات، فى ما عُرف بسياسة الخصخصة".
وبحسب قراءة نقدية للكاتب والباحث "مدحت صفوت" يؤكد أن القمحاوى يربط بين غرق الشباب والعلاقات الحضارية بين الشرق والغرب، فحين كانت العلاقات جيدة وكان السفر سهلًا، كان المألوف أن يسافر طلاب الجامعات فى الصيف للعمل وللسياحة والتعارف الحضارى الخالى من الأحقاد.
لكن مع تعقيد الوضع ومنع التأشيرة وعدم قدرة الخليج العربى على استيعاب العمالة العربية، خُلقت هذه الأسبابُ، أوروبا مرغوبة أكثر من ذى قبل ومن الصعب على من دخل هذه الجنة أن يرتكب خطيئة التفريط بالإقامة فيها، على حدّ رأى القحماوى.
رواية "مهاجر غير شرعى" لـ"جمال عمر" 2010
الرواية سرد لسيرة ذاتية أكثر منها رواية، تم تناولها من واقع مواقف لبطل الكتاب ومؤلفه جمال عمر خلال رحلته المثيرة من دلتا مصر لضواحى أمريكا، بحثا عن عمل لم يكن يحسب له أى حسابات، ليغوص وفى رحلته التى مر بها على 8 دول فى أمريكا اللاتينية ليوصل فى النهاية إلى نيويورك، ويعمل سائق تاكسى.
وتدور الرواية التى مزجت أحداثها بين الخوف والأمل والذل والمهانة والترقب والمغامرات، حول جلال، شاب فى أواسط العشرينيات من عمره، يعمل مدرساً ويعيش فى قرية من قرى بنها، قدّم على إجازة مفتوحة لكنها قوبلت بالرفض من الإدارة التعليمية، ما جعله يقدم على حجز تذكرة للإكوادور سراً بعد أن جمع مبلغاً يقل عن 4 آلاف دولار لزوم مصاريف الرحلة الطويلة التى لا يبدو أنه كان يعرف تفاصيلها وهو فى طريقه إلى المطار.
ثم يأخذنا الكاتب فى رحلة جلال العجيبة التى يقابل فيها بالصدفة البحتة دائماً الكثير من أبناء قريته، كلهم على نفس طريقه إلى أمريكا (نيويورك تحديداً)، بدءاً من الإكوادور، مروراً بكوستاريكا، ثم نيكاراجوا ودول أخرى فى طريق واحد، يعمل عليه أشخاص يدبرون أمر دخوله هو والكثيرين من أبناء القرية وما حولها من قرى بشكل “غير رسمى" إلى المكان الذى تبدأ عنده حياة جديدة.
يكشف الكاتب لنا عن عالم الجاليات المصرية والعربية فى دول أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى، وكيف يتحققون كأفراد يبحثون عن الرزق والحياة فى عوالم صغيرة تخصهم داخل تلك المجتمعات.
كتاب عالم واحد.. قلب واحد لـ"أسماء عايد" 2011
ينفرد الكتاب بسلسلة من المقالات تكشف العديد من الحقائق عن الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا "بداية من عصابات التسفير وسماسرة الموت وانتهاء بواقع المعيشة داخل إيطاليا".
إضافة إلى حوار للكاتبة مع المسئولين من الجانبين: الإيطالى "متمثلاُ فى مديرة مكتب الهجرة مايا جروبيسل"، والمصرى "متمثلاً فى السفيرة شرين ماهر"، و"مستشار وزيرة الهجرة والقوى العائلة عائشة عبد الهادى".
كما تحدثت عن الأسرة الإنسانية، وعن فكرة إنشاء المشروع الإنسانى العالمى الجديد(بدلاً من العولمة المشبوهة)؛ وذلك بنشر القيم الإنسانية المشتركة وأسس العدالة والسلام التى يطمح إليها الناس فى كل مكان، مع ضرورة الوقوف ضد كل الأفكار العنصرية والقوانين التى تفرقنا عن بعضنا البعض وتصنفنا إلى بشر من الدرجة الأولى أو من العاشرة، وخذل تجار السياسة والدين وأنظمة الحكم الفاسدة.
كتاب الهجرة غير الشرعية لـ"سعيد اللاوندى" 2007
يكشف الكتاب عن مخاطر الهجرة غير الشرعية وثمنها الفادح الذى يدفعه الشباب من أعمارهم وطموحاتهم ومستقبلهم، يعرض مشكلة الهجرة غير الشرعية برؤية واقعية من خلال معايشة الكاتب للمغتربين بأوروبا.
ويتناول الكتاب الهجرة غير الشرعية كمشروع يحقق أرباحا تصل إلى مليارات الدولارات، وبحسب دراسة لـ"اللاوندى" "أن هذا النوع من الهجرة يدر أرباحا تبلغ 4.4 مليار دولار، وتعمل بعض المناطق فى العالم كمحطات ترانزيت مثل يوغوسلافيا «السابقة»، وتركيا، وهاييتى، وجزيرة ليلى بإسبانيا.. وهدف هؤلاء المهاجرين عدم البقاء فى بلدانهم.. فيقومون بتحمل المخاطر التى قد تصل إلى الموت غرقا من خلال ركوبهم زوارق انتهى عمرها الافتراضى!
ويقول الكاتب " تمثل الهجرة غير الشرعية «صداعا» فى رأس أوروبا بل يعتبرها كثيرون نوعا من النخاسة الجديدة، لأن أصحابها يتاجرون فى الإنسان.. وثبت ـ مما يندى له الجبين خجلا ـ أن عددا من المهاجرين يدفعون ثمن هذه الهجرة المشبوهة ببيع أعضاء من أجسادهم خصوصا «الكليتين».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة