تنظيم داعش يحفر خندقا حول الموصل مع اقتراب معركة لاستعادة المدينة

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016 05:20 م
تنظيم داعش يحفر خندقا حول الموصل مع اقتراب معركة لاستعادة المدينة مقاتلى داعش
بغداد (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 يحفر تنظيم داعش خندقا حول الموصل فى شمال العراق استعدادا لمعركة طويلة وصعبة ضد القوات الحكومية العراقية المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة المدينة.

وسقطت المدينة التى يبلغ عدد سكانها مليونى نسمة فى قبضة التنظيم المتشدد فى عام 2014 فى تقدم خاطف وسيكون الهجوم لاستعادتها أكبر معركة يخوضها التنظيم.

ويقول سكان أن المقاتلين يغلقون أحياء بكاملها ويحفرون شبكة من الأنفاق فى المدينة لتعطيل تقدم القوات الحكومية.

وعمل التنظيم جاهدا هذا الشهر على حفر خندق باتساع مترين حول المدينة ووضع خزانات نفط بالقرب منها لعمل نهر من النيران يعطل تقدم القوات ويحجب الرؤية عن طائرات الاستطلاع وفقا لما ذكره مسؤولون عسكريون عراقيون كبار وسكان من الموصل ومسؤولون محليون خارج المدينة.

ويمكن أن تبدأ معركة استعادة الموصل فى وقت قريب قد يكون خلال الشهر المقبل. وفقد التنظيم المتشدد مساحات كبيرة من الأراضى التى استولى عليها فى العراق وسوريا المجاورة فى عام 2014.

وأبدا المتشددون مقاومة عنيفة ضد هجمات على بعض من الأراضى التى يسيطرون عليها خلال العامين الماضيين لكنهم لم يبدوا مقاومة تذكر فى مناطق أخرى مما أثار الجدل بشأن كيف سيتصدون لهجوم على الموصل.

وتشير أنشطة التنظيم فى الفترة الأخيرة إلى أنهم سيتشبثون بالمدينة ويخوضون معركة طويلة ودموية قد تؤدى إلى تشريد أعداد كبيرة من المدنيين.

وقال صباح النعمانى المتحدث باسم قوة مكافحة الإرهاب المتوقع أن تتقدم الهجوم "خنادق النفط والأنفاق والهجمات الانتحارية لن تنقذ داعش من الهزيمة لكنها ستجعل من المعركة أكثر صعوبة."

وأضاف "نحن واثقون من أن داعش سيقاتل حتى آخر عنصر من عناصره لكى يبقى فى الموصل."

وهناك منفذ من الخندق على مشارف المدينة من جهة الغرب ليتمكن المقاتلون من التسلل عبرها إلى الصحراء وإلى سوريا لتوحيد صفوفهم إذا ما قرروا فى نهاية الأمر تسليم الموصل.

وتقع الموصل الغنية بالآثار الإسلامية قلب حدود الدولة التى كان يسعى التنظيم لإقامتها. وفى المسجد الرئيسى بالمدينة أعلن أبو بكر البغدادى عام 2014 عن تأسيس دولة خلافة تمتد على مساحات كبيرة من أراضى العراق وسوريا.

وقال المحلل واللواء السابق بالجيش العراقى جاسم البهادلى أنه مع بقاء العديد من سكان المدينة بداخلها أصبح المدنيون مصدر قلق للذين يخططون للهجوم المزمع. ويزيد وضع مستودعات النفط حول مناطق سكنية من خطر أن تضرم غارات جوية نيرانا ضخمة فيها.

وإضافة إلى الخندق أظهرت صور التقطها السكان وأطلعت عليها رويترز أن المتشددين أغلقوا أحياء فى وسط المدينة بإقامة جدران أسمنتية فوق بعضها البعض فى الطرق الرئيسية.

وقال مسؤولون محليون وسكان أن عشرات الشاحنات شوهدت فى وقت سابق هذا الشهر تحمل حواجز مماثلة إلى المطار على المشارف الجنوبية للبلاد والتى قد تكون نقطة دخول للقوات المهاجمة.

وقال العقيد محمد عدنان الطائى من الجيش العراقى أن المتشددين يستخدمون الجدران لجعل مطار الموصل غير مؤهل لهبوط طائرات فيه.

وكانوا استخدموا الأسلوب نفسه قبل فرارهم من قاعدة القيارة الجوية على مسافة 60 كيلومترا جنوبى الموصل والتى تساعد الولايات المتحدة فى تجهيزها لاستخدامها كمركز لوجيستى فى عملية الموصل.

*شبكة الأنفاق

تعهد رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى مرارا باستعادة الموصل بحلول نهاية العام وأشار قادة عراقيون إلى أن الهجوم الرئيسى قد يبدأ بحلول النصف الثانى من شهر أكتوبر تشرين الأول لكن مازالت هناك بعض الشكوك بشأن ما إذا كانت القوات المطلوبة ستكون جاهزة.

وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعد اجتماعه مع العبادى فى نيويورك أمس الاثنين أنه يأمل فى إحراز تقدم بحلول نهاية العام وقال قائد عسكرى أمريكى بارز فى وقت لاحق أن القوات العراقية ستكون جاهزة بحلول أكتوبر تشرين الأول لكن تحديد الموعد أمر يرجع للعبادى.

وشنت القوات العراقية عملية اليوم الثلاثاء لاستعادة بلدة الشرقاط الشمالية وهى خطوة على الطريق فى حملة الموصل.

وقال عبد الرحمن الوكاع عضو المجلس المحلى أن تكتيكات تنظيم الدولة الإسلامية تشير إلى أن التنظيم يعمل جاهدا على تعطيل تقدم القوات الحكومية. ويقول شهود من الموصل أن المتشددين يعملون جاهدين على شق الأنفاق وهو أسلوب استخدموه فى السابق فى شن هجمات على القوات العراقية وتخزين الإمدادات والاختباء من الغارات الجوية.

وقال أحد السكان من حى سومر فى جنوب شرق الموصل لرويترز "استطيع أن أرى الدواعش يحفرون الأنفاق فى كل مكان ويغطون مداخلها بأغطية المجارى. الحى الذى يقع فيه بيتى أصبح جزءا من شبكة أنفاق تمتد إلى الأجزاء الأخرى من المدينة."

وأشارت لقاءات عبر الانترنت مع خمسة من سكان الموصل بعضهم مازال داخل المدينة إلى أن التنظيم يحكم قبضته فى محاولة لتجنب الاستياء الشعبى والانتكاسات العسكرية بما فى ذلك اغتيال كبار القادة.

وزادت عمليات تفتيش المنازل فى الشهرين الماضيين لملاحقة مقاتلين أعلنوا ولاءهم للتنظيم لكن يبدو أنهم انشقوا.

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة أن عناصر المخابرات فى الموصل تقدم إحداثيات دقيقة لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية ولتنفيذ اغتيالات ضد التنظيم لكن لم يتسن لرويترز التأكد من هذه المزاعم.

ودعا العبادى هذا الأسبوع سكان الموصل للوقوف فى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية قبيل الهجوم المرتقب.

وقال فى مؤتمر صحفى فى بغداد "هدفنا تحرير أهل الموصل.. ونطلب أن يقوموا بعمل كاف لزعزعة الدواعش وإخراجهم من الموصل أو قتلهم." وأضاف "وهذا يسهل عمل القوات الأمنية ويقلل خسائرهم بشكل كبير."







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة