أكرم القصاص - علا الشافعي

جيلان جبر

الفوضى المستقرة

الجمعة، 02 سبتمبر 2016 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصراحة ثبت مع المصاعب والأيام أن هناك عددا من الدول الممسوكة ولكنها فى الحقيقة غير متماسكة تنفجر وتنقلب وتتلاشى إرادتها فى لحظة.. وهناك عدد من المعادلات السياسية والعسكرية الجديدة التى تكتب لتسجل سطورها الآن فى صفحات التاريخ لتشكل المستقبل العربى وأمامها من جهة أخرى نجد حالة من الاستسلام الداخلى للمواطن بسبب الإرهاق الاقتصادى أو الهموم الاجتماعية، مغيب عن قراءة المخاطر، رافض الاستيعاب والتواصل بينة وبين الدولة.. ولتزايد الشكوى والامتعاض، مما يمنع عمق المراقبة والتفهم لقراءة التطورات ومن أهمها صعوبة المحافظة على القرار والهوية والمصير لعدد من الدول العربية..! نعم القرار صعب، فأمامنا العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان...الخ تتخبط أمامك فى الهوية والمصير، وأصبح أقرب للمستحيل هو عربى أم إيرانى أم أمريكى... فلا تسوية فى الأفق بين الأطراف. وبدون تمييز ولا تحيز فقط واضح انه ستبقى وحدها قدرة مصر العسكرية.. من جهة.. والاقتصادية للسعودية من جهة أخرى من ساهما فى استمرار النفوذ الدبلوماسى لإنفاذ بعض من النفوذ العربى فى هذا الإقليم.
 
وفى ظل كل ما ينسج من خيوط عنكبوتية للمنطقة فهناك من يبايع بالقرار والمصير لبعض الجماعات الإرهابية (داعش).. أو لطموح تنظيم الآخوان الارهابى وأمامهم حفنة من الجماعات للتنافس ظاهريا لاستخدامها كأوراق ظغط عربية...؟! ولكنها صنعت فى الحقيقة لتلعب لحساب ايران فمنها جماعات لحزب الله أو الحوثيين، والحشد ألشعبى...الخ الذى تسللوا مع الزمن والظروف ليشاركوا فى هيكلية الدولة وليسقطوا فى النهاية القرار لهذه الدولة. 
 
من الواضح أن إمكانيات التفكك للدول التى طُرحت فى الملفات الإقليمية سابقا ستبقى موجودة لعقود قادمة...! لأن الوضع العربى الحالى فى الشكل والمضمون لا يضمن لنا سوى السراب، وكلمة الاستقرار فى دول الاضطراب العربى لن تظهر قريبًا..، والاحتمالات تبقى لتنحصر بين التفكك والتقسيم ويبقى الحال فى أفضل الأحوال شكل من «الفوضى المستقرة»، فالكيانات الموجودة هشّة تشكل كذبة من التنافس ظهريا والتنسيق استراتيجيا بينهما للحصاد لكل هذا الحراك العربى لمصالحهما فقد شاهدنا بالأمس مثال واضح بالصوت والصورة من الترحيب للارهابى المعزول محمد مرسى بعقد شراكات استراتيجية مع إيران ؟!. كما شاهدنا فى فترات مضت التحالف المشبوه لحزب الإصلاح اليمنى مع الحوثيين. نعم، الحوثيون الذين يقذفون الجنوب السعودى بالصواريخ الإيرانية اليوم ينسقون مع تنظيم الإخوان بالأمس.. فزعيم التمرد الحوثى، حسين بدر الدين الحوثي، الذى يتلقى دعما يوميا عسكريا من إيران، قد تلقى دروسا عن “الجهاد” فى مدارس الإخوان المسلمين. اذا ثبت أن إيران والإخوان هما على تنسيق دائم من وراء الستار.. فالمشهد متخبط فى اليمن كما كان هو منذ سنوات فى مصر حتى تبدل والحمد الله فى ٣٠ يونيه. 
 
أما فى سوريا يبقى مشهد من المخاض الدموى وأصبح المشهد شرق شمال سوريا هو لحفنة لحلفاء للنفوذ الأمريكى والشمال السورى هو للنفوذ التركى، اما الوسط فهو للدب الروسى الذى تحرك متأخرا وحصد الأكثر، لتبقى وحدها ايران تتمدد تحاول تضمن مساحة موسعة لها فهى التى استثمرت بالمال والتدريب والشهداء فى حلبة الصراع فى المنطقة ان كان العراقى أو السورى واللبنانى لعدة مرات والذى شكل لنا سايسبيكو الجديد ؟! وثبت بما لا يدعو للشك أن تنظيم الإخوان المسلمين فى اليمن من جهة والحوثيين من جهة هو جزء لا يتجزأ من أسباب المشكلة وليس جزءا من الحل. وان إيران والإخوان مازالا يلتقيان فى الكثير من المغامرات. كلا الفريقين متخصص بتشكيل أفراد الجماعات الإرهابية لبقاء فوضى الاستقرار ليضمن جزء من كعكة الدول العربية لذلك يهرول كيرى اليوم بزيارات للحل فى اليمن فجأة ؟! والتنسيق مع روسيا ! واحتواء غضب تركيا... قبل الانتخابات الأمريكية لتسجيل خطوة تحسب له فى مشهد سنوات الحزب الديمقراطى خارجيا على حساب إرادتنا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة