جمال أسعد

زيارة الرئيس وأقباط المهجر

الإثنين، 19 سبتمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوفدت الكنيسة الأرثوذكسية وفداً من الأساقفة، وكذلك الكنيسة الأنجيلية إلى أمريكا، بهدف حشد المصريين المسيحيين الموجودين فى أمريكا، وذلك عن طريق الكنائس هناك، بهدف تجهيز استقبال شعبى للرئيس عند زيارته لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة «71»، وهذا بلا شك شىء مطلوب أن يحتشد المصريون بكل طبقاتهم وانتماءاتهم وأديانهم لاستقبال الرئيس، نظراً لما يواجهه نظام 30 يونيو من صعوبات وتحديات من بعض الدول التى كانت لها مصالح فى المنطقة، وقامت 30 يونيو بتأجيل، بل إسقاط تلك المصالح، ولكن وبكل وضوح هل هذه الطريقة وذلك السلوك فى الحشد يمكن أن يكون فى صالح السيسى والوطن؟
 
أعتقد أن هذه الطريقة المكشوفة والمعلنة سيكون لها آثارها السلبية التى يجب تدارك نتائجها، وذلك لأن الحشد هذا يجب أن يتم على أرضية سياسية بعيداً عن المنظور الطائفى، فالمصريون فى أمريكا هم من كل الطوائف والطبقات والأديان، فهذه الدعوة ستصب بلا شك فى تكريس الطرح الطائفى، فإذا كانت هذه الوفود وتلك الحشود تستهدف المسيحيين فمن الذى سيحشد المصريين المسلمين؟ وهل هذا يستقيم مع فكرة توحد الشعب ووحدة الوطن؟ وإذا لم يقم الأزهر أو غيره من المؤسسات الإسلامية بالدعوة مقابل هذا الحشد هل سيكون هذا تقصيراً منهم فى مقابل من لم يقصر؟ وعدم دعوة المهاجرين المسلمين.
 
فماذا ستكون ردود الأفعال لدى العقلاء قبل غيرهم من هذه الدعوة؟ هل سيكون هذا التصرف داعياً وحافزاً للمسلم المصرى حتى يستقبل السيسى؟
 
نعم هناك من المصريين المسلمين من يستقبل ومن يدعم السيسى ويؤمن بمساعدة الوطن تجاه التحديات المحيطه به، ولكن لماذا هذا الفرز الطائفى وتقسيم المصريين بين مسلم ومسيحى؟ خاصة أن وجود البابا فى اجتماع 3 يوليو 2013 جعل الإخوان وكل التيار السياسى الإسلامى يعتبرون أن البابا والأقباط هم الفاعلون فى إسقاط جماعة الإخوان، بل يدعون أنهم ضد تطبيق النموذج الإسلامى كما يعتقدون، بل هناك اتهامات بأن النظام يجامل الأقباط بالطبع من وجهة نظرهم على حساب المسلمين، بل وجدنا أيضا حزب النور يتهم النظام بأنه يريد تغيير هوية الوطن الإسلامية عند مناقشة قانون الكنائس. فمن الذى أوعز للكنائس بهذا السلوك؟ فهل هو من عنديات الكنائس وتصبح تلك مصيبة أم بإيعاز من السلطة فتصبح المصيبة أعظم؟
 
هذا الحشد هو مهمة الدولة والسفارة، وما يسمى الدبلوماسية الشعبية وليس الكنائس، فهذا تدخل فى غير موضعه وسلوك فى غير إطاره الصحيح، ولن يصب مستقبلاً فى صالح الكنائس، ولا السيسى، ولا النظام، بل سيستغل أيما استغلال ضد الأقباط وضد النظام بزرع الفتن والشائعات بهدف تقسيم الوطن فلماذا تعطون هؤلاء تلك الفرصة؟ كما أن الكنيسة لم يصبح لها ذات التأثير على بعض أقباط المهجر المعروفين والمتاجرين بمشاكل الأقباط، فهم أعلنوا رفضهم لقانون الكنائس وهاجموا البابا والكنيسة بحجة أنهم ينحازون للسلطة على حساب الأقباط. فهل سيخضع هؤلاء لنداء الكنيسة؟ بالطبع لا، فالعلاقة التحتية التى كانت تخضع لسياسة توزيع الأدوار بين البابا شنودة وبعض أقباط المهجر قد انتهت الآن مع البابا تواضروس، فهو فى نظرهم قد باع القضية، وقد ظهر ذلك فى هذا التطاول القذر من بعض هؤلاء ضد الأنبا بيمن عند الالتقاء بهم، بما يعنى أن هذه الطريقة وذلك الحشد، لا ولن تؤتى ثمارها المرجوة، فعلى الكنيسة ألا تقحم نفسها فى مسارات سياسية تحت زعم الوطنية، وعلى السلطة أن تعرف طريقها الصحيح فى التعامل مع أبناء الوطن دون تفرقة، فليستقبل المصريون السيسى رمزاً للوطن ونصرة لمصر، وتأكيداً لوحدتها مصر لكل المصريين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة