يعتقد خبراء استراتيجيون فى الجيش الأمريكى أن الصدام مع خصم مماثل، قد يحدث خلال السنوات الخمس المقبلة، حول ذلك كتب مدير معهد ليكسينجتون لورين تومبسون مقالة فى مجلة "فوربس".
وذكر تومبسون أن المقصود بالخصم هو روسيا التى تعمل فى السنوات الأخيرة بشكل حثيث لتطوير وتحديث قواتها المسلحة.
ويرى الخبير أن الحرب الافتراضية ضد روسيا ستعتمد بشكل أساسى على التقدم السريع والحاسم للقوات البرية عبر مساحات واسعة من الأراضى.
ويؤكد تومبسون على أن الخسارة ستكون من نصيب الولايات المتحدة فى هذه الحرب لو وقعت ويرتبط ذلك بعدة عوامل أهمها:
1- الأخطاء الاستراتيجية التى وقع فيها الرئيسان — جورج بوش وباراك أوباما وعدم وجود تمويل للقوات المسلحة. فوفقا للمحلل، كان خطأ بوش الابن، يكمن فى سحب اثنين من الألوية الأمريكية المزودة بالسلاح الثقيل من أوروبا، وأما غلطة أوباما فهى مراهنته على منطقة آسيا والمحيط الهادئ وهو ما أدى إلى تقلص الوجود العسكرى الأمريكى فى العالم القديم.
2- يزعم الخبير بأن روسيا تنفق على تطوير قواتها أكثر من الولايات المتحدة الأخيرة تنفق 22 مليار دولار فى العام لتزويد جيشها بالسلاح الجديد، أما روسيا فقد خصصت لتمويل برنامج إعادة تسليح جيشها خلال 10 سنوات 700 مليار دولار وغالبية هذا المال سينفق على تطوير القوات البرية وسلاح الجو. ويدفع كل ذلك المحلل إلى الاستنتاج بأن الولايات المتحدة ستخسر على الأغلب "الحرب الأوروبية" مع روسيا.
3- تتفوق روسيا جغرافيا على خصومها لأن القتال سيقع على الأغلب فى دول أوروبا الشرقية البعيدة عن نقاط إنزال القوات الأمريكية فى أوروبا. بالإضافة لذلك يمكن لروسيا أن تغلق بسهولة الممرات والمضائق البحرية لمنع عبور القوات الأمريكية إلى دول جنوب أوروبا.
4- تبدو الولايات المتحدة غير مستعدة بتاتا للدخول فى حرب برية ضد روسيا فى أوروبا لأنها تحتفظ هناك فقط باثنين من الألوية الثابتة، وبوحدات إنزال خفيفة وبفوج من سلاح الفرسان مسلح بمدرعات "سترايكر".
وفى الآونة الأخيرة، قرر البيت الأبيض نشر لواء التناوب الثالث فى أوروبا وفى نفس الوقت قرر إرسال ألف جندى إلى بولندا وإلى كل من دول البلطيق، ولكن ذلك لا يكفى حتما لحل كل المشاكل. والجيش الأمريكى لا يزال يملك نقاط ضعف وخاصة فى مجال وسائط الدفاع الجوى وأنظمة الحرب الإلكترونية، والأسلحة عالية الدقة.
طبيعة منطقة النزاع المحتمل لا تسمح بتاتا لقوات بحرية كبيرة من الولايات المتحدة بالدخول إلى هناك، روسيا تملك قواعد بحرية قوية فى كالينينغراد على البلطيق وسيفاستوبل على البحر الأسود وهو ما يجعل من الخطر جدا على القطع البحرية الأمريكية الدخول إلى منطقة النزاع ويمكن لوسائط الدفاع الجوى الروسية أن تحيد وبشكل كبير الطائرات الحربية الأمريكية.
5-الجيش الأمريكى قد يضطر للدخول فى مواجهة مع نظيره الروسى لوحده بسبب التردد بين الحلفاء فى الناتو، الذى يملك التفوق العددى بالمقارنة مع الجيش الروسى، ولكن هناك احتمالا كبيرا فى أن تتردد دول الحلف فى غرب أوروبا وترفض الدخول فى حرب دامية ومدمرة ضد روسيا من أجل الشركاء فى البلطيق أو من أجل أوكرانيا التى لا تنتمى أصلا للحلف، وسيضعف موقف الحلف كثيرا لو اعتمدت واشنطن على التكتيك الدفاعى ولم تقدم على مهاجمة القواعد والقوات داخل أراضى روسيا نفسها.
ووفقا لـ"نوفوستى"، سيكون من الصعب الاعتماد على الهجوم، لأن روسيا قد تلجأ فى المراحل المبكرة منه إلى استخدام السلاح النووى ومن الواضح جدا أنه لا توجد أى عاصمة أوروبية ترغب بالتحول إلى هدف للضربة النووية الروسية.
