لم تكد الصين تتخلص من الإعصار "ميرانتى" إلا ووجدت نفسها فى مواجهة إعصار اخر، هو "مالاكاس"، الذى يقترب بسرعة من سواحلها الشرقية ومن المتوقع أن يحط على اليابسة مساء اليوم السبت.
وأصدرت السلطات الصينية أمس الجمعة تحذيرا من اللون البرتقالى- تحذيرا يتراوح فى مستواه من المتوسط إلى القوى- وايضا بتفعيل رد فعل الطوارىء من المستوى الثالث لمواجهة الإعصار الذى سيصطحب معه أمطارا شديدة ورياحا عاتية يتوقع أن تلحق الضرر بمناطق الساحل الشرقى للصين فى الأيام القادمة.
وتقوم السلطات المحلية فى شرق الصين الآن بإتخاذ جميع الاحتياطات حيث تم ارسال خمس فرق عمل إلى مقاطعات جيانغسو وتشيجيانغ وفوجيان فضلا عن شانغهاى للإعداد للمساعدة والاغاثة.
ووفقا لآخر البيانات، فقد اسفر الإعصار "ميرانتي" عن مقتل 15 شخصا، منهم اثنان فى تايوان، وفقدان 14 آخرين وتسبب فى تشريد الالاف وخسائر اقتصادية مباشرة قدرت بنحوا 1.7 مليار يوان (249 مليون دولار أمريكى) منذ أن وصل إلى مقاطعة فوجيان بجنوب شرقى الصين أمس الأول الخميس.
وافادت الحكومة المحلية للمقاطعة أن "ميرانتي"، وهو الإعصار الأقوى الذى تتعرض له الصين خلال العام الجارى، حط على اليابسة بمدينة شيامين فى الساعة الـ3:05 صباح الخميس بتوقيت بكين مصطحبا معه رياحا شديدة من الدرجة 15 لقياس قوة الرياح، وعواصف ممطرة قوية .
وقالت أنه وحتى الساعة الـسابعة من صباح أمس، تم اجلاء 331 ألف من المواطنين من منازلهم بسبب الإعصار الذى دمر نحو 1600 منزل وألحق أضرارا بـ22.200 ألف هكتار من الارضى الزراعية.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية، فقد أرسلت وزارة الشئون المدنية الصينية واللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث فرق عمل لتقييم الأضرار والمساعدة فى أعمال الإنقاذ، وخصصت حكومة مقاطعة فوجيان مبلغا مبدئيا بحوالى 60 مليون يوان لدعم أعمال الإغاثة للمنكوبين.
كانت الصين اعلنت مساء الأربعاء حالة التأهب القصوى من الإعصار كما رفع جهاز التنبؤ البيئى البحرى مستوى إنذاره من أمواج المحيط إلى اللون الأحمر الذى يعد أعلى مستوى فى نظام الإنذار الخاص بالأحوال الجوية والمؤلف من أربعة مستويات.
وقال الجهاز أنه تم رصد العواصف والأمواج القوية التى بلغ ارتفاعها 12 مترا قبالة السواحل الشرقية لتايوان محذرا السلطات فى مقاطعات فوجيان وتشجيانغ وقوانغدونغ بأن عليهم أخذ جميع الاحتياطات للطوارئ . وطالب السفن بالعودة إلى الموانئ والمواطنين بالبقاء داخل المنازل وبتدعيم السدود فى جميع الانحاء.
وتحسبا من أى كوارث، فقد قامت المدن الساحلية مثل شيامين وغيرها بإغلاق المدارس وتعليق الدراسة وقامت مقاطعة فوجيان بتشكيل فرقا للطوارئ فى المناطق التى من المتوقع أن تكون اكثر تعرضا للاعصار، كما قامت السلطات فى منطقة تشانغبو المطلة على البحر بإجلاء 40 ألف من مواطنيها إلى اماكن اكثر امانا خوفا على سلامتهم. اما فى شيامين فتم تعليق العمل بالمدارس ومواقع الانتاج والمصالح الحكومية وكذلك تم الغاء الرحلات الجوية والبحرية وتعطيل خدمة القطارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة